قائد جهاز مكافحة الإرهاب: القوات الأمنية حررت مناطق واسعة غرب الرمادي.. وتقترب من هيت

الأسدي قال لـ «الشرق الأوسط» إنها قدمت مساعدات إلى أكثر من 8 آلاف عائلة بعد فرار «داعش»

عراقية تحمل طفلتها وتنظر من سيارة متجهة صوب منطقة آمنة بعد استعادة القوات الحكومية بلدة شمال غربي مدينة الرمادي في محافظة الأنبار من «داعش» أول من أمس (أ.ف.ب)
عراقية تحمل طفلتها وتنظر من سيارة متجهة صوب منطقة آمنة بعد استعادة القوات الحكومية بلدة شمال غربي مدينة الرمادي في محافظة الأنبار من «داعش» أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

قائد جهاز مكافحة الإرهاب: القوات الأمنية حررت مناطق واسعة غرب الرمادي.. وتقترب من هيت

عراقية تحمل طفلتها وتنظر من سيارة متجهة صوب منطقة آمنة بعد استعادة القوات الحكومية بلدة شمال غربي مدينة الرمادي في محافظة الأنبار من «داعش» أول من أمس (أ.ف.ب)
عراقية تحمل طفلتها وتنظر من سيارة متجهة صوب منطقة آمنة بعد استعادة القوات الحكومية بلدة شمال غربي مدينة الرمادي في محافظة الأنبار من «داعش» أول من أمس (أ.ف.ب)

تمكنت القوات الأمنية العراقية من تحرير منطقتين حيويتين هما «القرية العصرية» و«أبو طيبان»، من قبضة تنظيم داعش، وأصبحت قطعات الجيش العراقي وقوات جهاز مكافحة الإرهاب ومقاتلو عشائر الأنبار، على مشارف مدينة هيت (50 كلم غرب مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار).
وأعلن قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي عن وصول القوات الأمنية العراقية إلى مشارف مدينة هيت بعد أن تمكنت من تحرير منطقتي القرية العصرية وأبو طيبان، وتحرير أكثر من 8 آلاف عائلة كانت قابعة تحت أسر وحصار مسلحي تنظيم داعش.
وقال الأسدي لـ«الشرق الأوسط»: «القوات الأمنية تمكنت من تحرير مناطق واسعة غرب مدينة الرمادي في حملتها العسكرية لتحرير مدينة هيت والمناطق الواقعة بين المدينة والرمادي، حيث تم تحرير منطقتي القرية العصرية وأبو طيبان، وقواتنا الآن دخلت ناحية المحمدي، وأصبحت على مشارف مدينة هيت».
وأضاف الأسدي أن «قواتنا تمكنت من تحرير وإنقاذ أكثر من 8 آلاف عائلة كانت قابعة تحت سطوة التنظيم الإرهابي، حيث تم إجلاؤهم من تلك المناطق عبر الطرق الآمنة التي خصصناها لإنقاذ أرواح المدنيين الذين كان يستخدمهم تنظيم داعش الإرهابي دروعًا بشرية ويمنع خروجهم من تلك المناطق، فيما ألقت قواتنا القبض على أكثر من 50 عنصرًا من تنظيم داعش تسللوا بين الأهالي الذين تم إخراجهم من المناطق المحررة غرب الرمادي».
وأضاف: «القوات الأمنية تمتلك معلومات استخباراتية تحصلت عليها من العناصر المنتمية لتنظيم داعش الذين تم إلقاء القبض عليهم»، لافتا إلى أن «الأهالي أبلغوا عن تسلل الإرهابيين معهم». وأشار الأسدي إلى أن «قوات جهاز مكافحة الإرهاب تمكنت من تحقيق وفتح خط تماس عسكري مباشر من مدينة الرمادي وصولاً إلى مدينة هيت عبر مناطق الزنكورة والبو جليب، سيساهم بشكل فاعل في تحرير مدينة هيت وناحية كبيسة وبقية المدن الغربية التابعة لمحافظة الأنبار».
من جانب آخر، أعلنت جمعية الهلال الأحمر العراقي عن إخلاء آلاف العائلات التي كانت محاصرة في منطقتي القرية العصرية والزنكورة الواقعتين غرب مدينة الرمادي بعد أن وفر الجيش العراقي ممرات آمنة لخروجهم من قبضة التنظيم المتطرف. وقال أحد العاملين في الفريق الإغاثي بالهلال الأحمر العراقي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «الجمعية تمكنت وخلال اليومين الماضيين من إجلاء أكثر من 10 آلاف عائلة من مناطق القرية العصرية والزنكورة وأبو طيبان وناحية المحمدي، بعد أن وفر الجيش ممرات آمنة لهم، وقد تم إيواؤهم في مخيم أقيم لهم في منطقة (السبعة كيلو) في مدينة الرمادي».
وأضاف: «لقد قامت فرق الهلال بالتعاون مع وزارة الهجرة واللجنة الإغاثية في محافظة الأنبار، بتوزيع الوجبات الغذائية الجاهزة والمواد الإغاثية، فضلا عن توفير بعض الاحتياجات الأساسية للنساء والأطفال، ومن المحتمل أن تستمر عملية نزوح العائلات، وأن الأعداد قابلة للزيادة نتيجة الأوضاع الأمنية التي تشهدها مدن محافظة الأنبار». وفي ظل الاستعدادات العسكرية من قبل القوات العراقية للبدء بعملية عسكرية خاصة لتحرير ناحية كبيسة جنوب مدينة هيت في محافظة الأنبار، مهدت طائرات التحالف الدولي وطيران القوة الجوية العراقية الطريق أمام القوات البرية عبر تنفيذها سلسلة من الطلعات المركزة على مقرات ومواقع وتجمعات مسلحي تنظيم داعش في الناحية.
وقال مصدر أمني في قيادة عمليات الأنبار لـ«الشرق الأوسط» إن «أكثر من 40 عنصرًا من تنظيم داعش قتلوا أثناء تجمعهم في أحد تحصيناتهم في بساتين ناحية كبيسة خلال غارة لطيران التحالف الدولي وطائرات سلاح الجو العراقي، كما تم تدمير مقر تابع للتنظيم الإرهابي، ومركز لتجمع آليات وسيارات التنظيم؛ بعضها مزود برشاشات متنوعة، وبعضها الآخر مفخخ وجاهز للاستخدام في العمليات الانتحارية». وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «طيران الجيش العراقي وبالتنسيق مع الفرقة السابعة في الجيش، قام باستهداف أحد المقرات الاستراتيجية لتنظيم داعش في ناحية كبيسة، مما أسفر عن مقتل عدد من عناصر التنظيم الإرهابي في ذلك المقر؛ بينهم والي ناحية كبيسة، إلى جانب مقتل قيادي آخر بارز في التنظيم». من جانبه، أكد قائمّقام مدينة هيت مهند إزبار عزم القوات الأمنية تحرير مدينة هيت ودخولها خلال الساعات المقبلة بعد أن تمكنت من تحرير كل المناطق الواقعة من مدينة الرمادي وصولاً إلى هيت. وقال إزبار لـ«الشرق الأوسط» إن «الساعات القليلة المقبلة ستشهد دخول قواتنا الأمنية وبمساندة مقاتلي العشائر في محافظة الأنبار إلى مدينة هيت وتحريرها من قبضة تنظيم داعش الإجرامي». وأضاف إزبار: «بعد الضربات الموجعة التي نفذتها طائرات التحالف الدولي وطيران القوة الجوية العراقية على أهداف مركزة داخل مدينة هيت والمناطق المحيطة بها، أصبح من السهل جدًا تحرير المدينة».
وبيّن إزبار أن «العمليات العسكرية مستمرة حتى تحرير مدينة هيت، وناحية كبيسة غرب مدينة الرمادي، ورفع العلم العراقي فوقها، خصوصًا بعد أن تم خروج المئات من العائلات من المدينتين بعدما ألقت طائرات الجيش العراقي مئات الآلاف من المنشورات التوجيهية التي أرشدت تلك العائلات التي كانت محتجزة في قبضة تنظيم داعش، إلى أماكن الطرق الآمنة التي أوصلتهم إلى قواتنا الأمنية، ومن ثم جرى إجلاؤهم إلى المناطق الآمنة».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.