شنت هيئة كبار العلماء في مصر هجوما حادا على الإعلام المأجور، ومروجي الفتن في العالم العربي والإسلامي، وقالت الهيئة، التي تعد أعلى هيئة دينية في الأزهر، إنها تتابع ما تدعو إليه بعض الأقلام الشاردة في بعض وسائل الإعلام من أفكار ضارة بمكانة الأزهر وبالهوية الإسلامية لبلادنا، واصفة إياها بالدعاوى والأباطيل التي ثبت كذبها وضلالها.
وأدانت الهيئة دعاوى وأباطيل زعمت أن المسجد الأقصى ليس في القدس، وأن هذه المدينة لا قُدسية لها، وأن القول بهذه القدسية هو «وهم مركب»، مع الزعم بأن المسجد الأقصى يوجد في شبه جزيرة سيناء، وأن الذي أسرى به هو موسى عليه السلام، وليس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنكار معجزة الإسراء والمعراج، وهي أمور معلومة من الدين الإسلامي بالضرورة، وأجمعت عليها الأمة إجماعا تاما ومتواصلا عبر التاريخ.
وفي حين اتهمت كثير من وسائل الإعلام الأزهر، عقب اتهام السلطات المصرية بتورط 4 من طلاب جامعته في مقتل النائب العام المصري السابق المستشار هشام بركات، وطالبت بإلغاء التعليم الأزهري على اعتبار أن مناهجه تدعو إلى العنف والتطرف، قالت الهيئة، خلال اجتماعها أمس، برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن «بعض وسائل الإعلام تُضر بمكانة الأزهر وبالهوية الإسلامية لبلادنا، وتدعو إلى إلغاء المعاهد الدينية، بحجة توحيد التعليم قبل الجامعي، والاكتفاء بكلية لمن أراد أن يتخصص في الدين، فضلا عن إلغاء مادة الدين في التعليم العام، والاكتفاء بتدريس مادة الأخلاق، والهجوم على التعليم الديني بالأزهر، بالإضافة إلى القول بأن مصر ستكون أفضل من دون الأزهر، وإلى غير ذلك من الدعاوى والأباطيل غير المسبوقة في تاريخ مصر، حتى عندما كانت تحت الاحتلال».
وأضاف مصدر مُطلع في الهيئة، أن «مناهج الأزهر الدراسية بريئة من أي زعم بأنها تحدٍّ على التطرف، والادعاء بأن مناهج الأزهر هي التي دفعت الطلاب الأربعة للتورط في الجريمة أمر غير مقبول»، لافتا النظر إلى أن هذا «يعد دليلا عكسيا على من يرمون مناهج الأزهر بهتانا وزورا.. فمن يدرسون تلك المناهج ويتعمقون فيها سيرون أنها دليل قاطع على براءة مناهج الأزهر، وأنها المحصنة لفكر الدارسين، وليس العكس».
ودعت هيئة كبار العلماء المصريين إلى عدم الالتفات إلى هذه المزاعم والأباطيل، وقالت إن «الأزهر ومنهجه العلمي الوسطي هو صمام الأمان لفكر هذه الأمة ولثقافة شبابها، وهو الحصن الحصين من كل فكر وخيال منحرف أو متطرف، ومن كل اختراق مشبوه لحقوق الأمة ومقدساتها». كما أكدت الهيئة أنها ستعمل بكل حزم على وأد هذه الفتن في مهدها، والتصدي لمن يقف خلفها كائنا من كان، لتظل عقائد الإسلام مصونة عن العبث بها، ولتظل مصر كما كانت عبر تاريخها حارسة الإيمان الديني.
وأكدت مصادر مسؤولة في الأزهر أن «هناك حملة إعلامية ممنهجة في كثير من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، فضلا عن وسائل التواصل الاجتماعي في وقت واحد، تدور حول التشكيك في مناهج الأزهر ومواقفه من التطرف والإرهاب والعنف، فضلا عن مواقفه الوطنية»، لافتة النظر إلى أن المزايدة على الأزهر وعلمائه وطلابه، والتشكيك في مواقفه أو مناهجه المستقرة في ضمير الأمة والمنطبعة في شخصية كل مسلم في الدنيا، تندرج في إطار التحلل من الدين. وقالت إنه «لو اعتمد الأزهر فكر جماعة أو توجها أو تيارا مدنيا، أو دينيا أو حكومة أو فئة أو حزبا كائنا ما كان، لا قدر الله، فإنه قد يكون حمل حتفه في كفه، ولن يُغني عنه ذلك من الله شيئا، ولا من الناس في شيء».
مصر: «كبار العلماء» تهاجم الإعلام ومروجي الفتن في العالم العربي
أدانت الأفكار الضارة بمكانة الأزهر والهوية الإسلامية
مصر: «كبار العلماء» تهاجم الإعلام ومروجي الفتن في العالم العربي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة