بالوتيللي وميلان.. الانفصال الثاني أصبح وشيكًا

العاشقان القديمان يبدآن رحلة الندم على عودة علاقتهما

ميهايلوفيتش يراقب بالوتيللي خلال مواجهة ساسولو التي هزم فيها ميلان الأحد الماضي (إ.ب.أ)
ميهايلوفيتش يراقب بالوتيللي خلال مواجهة ساسولو التي هزم فيها ميلان الأحد الماضي (إ.ب.أ)
TT

بالوتيللي وميلان.. الانفصال الثاني أصبح وشيكًا

ميهايلوفيتش يراقب بالوتيللي خلال مواجهة ساسولو التي هزم فيها ميلان الأحد الماضي (إ.ب.أ)
ميهايلوفيتش يراقب بالوتيللي خلال مواجهة ساسولو التي هزم فيها ميلان الأحد الماضي (إ.ب.أ)

قال لنا إن الأمور ستختلف. قال لنا إنه غير طريقة تفكيره. قال لنا ماريو بالوتيللي كل الكلمات التي ظن أننا ربما نود سماعها مع عودته لميلان على سبيل الإعارة هذا الصيف. قال: «لقد تعلمت من أخطائي. سأبذل كل ما بوسعي»، بل إنه قال عند لحظة معينة لصحيفة «لا غازيتا ديلو سبورت»: «اعتدت أن أتصرف كصبي اسمه ماريو، أما الآن فأنا ماريو، الرجل».
وإذا كان بالوتيللي يبدو كعاشق تعرض للصد ويحاول أن يستعيد رضا حبيبته المفقود، إذن فلربما كانت هذه هي حاله بالضبط. لقد عشق بالوتيللي ميلان منذ أن كان طفلا، ولم يكن أول من يغلف علاقته بناديه بإطار من الرومانسية. أعلن أدريانو غالياني عودة المهاجم الوشيكة في أغسطس (آب) الماضي عندما قال للصحافيين: «من الحب ما ليس له نهاية». ومعرف عن المدير التنفيذي رغبته في إحياء العلاقات القديمة. في عهده رحل عن النادي لاعبون من أمثال شيفشينكو ورود خوليت وكاكا وروبرتو دونادوني، لا لشيء إلا أن يعودوا إلى النادي في وقت لاحق من مسيرتهم الكروية. ولكن أحدا منهم لم ينجح في الوصول لأفضل حالاته خلال فترة وجوده الثانية بالنادي.
إذن لماذا الاهتمام ببالوتيللي؟ لم يصل المهاجم أبدا لبريق أولئك النجوم المذكورين سالفا في المقام الأول. كان معدله التهديفي مع الميلان قويا، حيث سجل رقما قياسيا - 26 هدفا في 43 مباراة في الدوري - ومع هذا فقد اختفى بعد ظهوره اللافت خلال الشهور الـ6 الأولى له. وكان بالوتيللي هو من أسهم في حصول ميلان على المركز الثالث بعد انضمامه للنادي في يناير (كانون الثاني) 2013، لكنه هو أيضا من حصل على 10 بطاقات صفراء، وبطاقة حمراء، بينما جعل من نفسه شخصية معزولة، وسريعة الغضب خلال الموسم التالي. ومنذ ذلك الحين، قضى عاما سيئا في ليفربول - فسجل هدفا وحيدا في بطولة الدوري الإنجليزي (البريميرليغ) وكان الاختيار الثاني بعد ريكي لامبرت. ولم يكن مشجعو ميلان يتوقون بالضبط لعودته. والحق أنه كانت هناك صافرات في ملعب ميلان سان سيرو عندما أعلن اسم بالوتيللي ضمن البدلاء خلال المباراة الافتتاحية أمام إمبولي.
إلا أن هنالك شيئا ما في فكر غالياني المجنون، فبالوتيللي، على خلاف العائدين السابقين الكبار، ما زال في منتصف العشرينات. وفضلا عن هذا، ليست هذه سوى صفقة إعارة من دون أي تكلفة مالية. وواقع الحال أن ميلان يقوم بتجربة خالية من المخاطر مع لاعب باعه نظير 16 مليون جنيه إسترليني قبل عام، وربما لم يقدم بعد أفضل ما لديه. وعلاوة على هذا فالمدرب الجديد للنادي، يعرف بالوتيللي جيدا. كان سينيسا ميهايلوفيتش مساعد مدرب في إنتر ميلان عندما كان اللاعب صاعدا من صفوف ناشئي الإنتر. وتم ترتيب اجتماع خاص بينهما قبل أن يوقع ميلان الصفقة.
ونقلت تقارير صحافية عن ميهايلوفيتش قوله لبالوتيللي في ذلك الاجتماع: «سيكون عليك أن تكون أول من يصل وآخر من يغادر. ولا بد أن تقدم دائما كل ما لديك، وإلا فتأكد من أن حقائبك ستكون بانتظارك خارج بوابات ميلانو». ويبدو أن بالوتيللي فهم الرسالة. كان يجلس على مقاعد البدلاء متأهبا خلال الهزيمة في مباراة الديربي أمام الإنتر، قبل أن تكون بدايته الأولى مع هدف جميل من ركلة حرة ليفتتح التسجيل، ويساهم في الفوز على أودينيزي 3 - 2. وما كاد نجمه يعلو، حتى عاجلته الإصابة التي حجبت عنه الأنظار. وتسببت الإصابة التي استلزمت إجراء عملية جراحية، في غياب بالوتيللي من سبتمبر (أيلول) إلى منتصف يناير.
وعندما عاد بالوتيللي، اكتشف أنه لم تعد هناك حاجة إليه. بعد نصف موسم أول صعب، كان ميهايلوفيتش قد وجد ضالته في تركيبة هجومية ناجحة، وذلك من خلال انطلاقات مباي نيانغ وقدرته على المراوغة وإرسال الكرات العرضية من كلا الجانبين، والتي جعلته خط الإمداد المثالي لكارلوس باكا، صاحب التحركات الذكية داخل منطقة الجزاء. حافظ ميلان على سجل خال من الهزائم على مدار 9 مباريات، وعاد إلى السباق على المقاعد الأوروبية. وفي حين كان بالوتيللي يتساءل دائما في السابق: «لماذا أنا دائما؟» فقد أصبح يقول لنفسه بدلا من هذا: «لماذا لا ألعب دائما؟» شارك لنحو 13 دقيقة تقريبا في كل مواجهة من ثماني مواجهات التي شارك فيها بعد عودته من الإصابة، وأخفق في تسجيل أو صناعة ولو هدفا واحدا.
ولم يكن ميهايلوفيتش متعاطفا من الاقتراحات بأن يحصل بالوتيللي على فرص أكبر لإحداث تأثير. وقال: «ليس مهما عدد الدقائق التي توجد خلالها على أرضية الملعب، إذ يمكنك أن تكون حاسما حتى في 5 دقائق. وعليه (بالوتيللي) أن يظهر لي أنه يملك الحمية والرغبة». ويعد هذا الشيء الأخير الذي ذكره ميهايلوفيتش في غاية الأهمية، فعند إشراكه في اللحظات الأخيرة من المباراة التي انتهت بفوز ميلان 2 - 1 على جنوة، كان بالوتيللي مكلفا بقيادة المجهود الدفاعي من الأمام، لكن لم ينفذ هذه التعليمات بالشكل المطلوب أبدا. وكان تدخل مدرب الأحمال البدنية أنطونيو بوفينزي المتأخر هو ما منع ميهايلوفيتش الثائر من أن يجعل من مهاجمه عبرة عند نهاية المباراة.
ومع هذا، فبعد أن تعرض نيانغ في إصابة في كاحله في حادث سيارة الأسبوع قبل الماضي، كان بالوتيللي هو من لجأ إليه المدرب. لم يكن أوضح اختيار بالضرورة. كان جيريمي مينيز، أهم هداف لميلان في موسم 2014 / 2015، قد قضى معظم الموسم يتعافى من إصابة تسبب بها لنفسه، لكنه بدأ إلى جانب بالوتيللي في الجولة الثانية لنصف نهائي كأس إيطاليا ضد أليساندريا. سجل المهاجم الفرنسي هدفين في فوز مدو بـ5 أهداف. غير أن بالوتيللي سجل هدفا واحدا - تماما مثلما فعل في مباراة الذهاب من ركلة جزاء - لكن مرة أخرى كان أداؤه يفتقر للحيوية أو النشاط، واعتبرته كثير من الصحف أسوأ لاعبي ميلان.
لكن ميهايلوفيتش أصر على الاستعانة به، واختاره ليكون لاعبا أساسيا إلى جانب باكا في مباراة الأحد الماضي خارج الأرض أمام ساسولو. وعلى خلاف أليساندريا الذي يلعب في الدرجة الثالثة، كان المنافس قويا هذه المرة بما يكفي ليستشعر ميلان قلقا حقيقيا. كان ساسولو يبعد 6 نقاط عن ميلان قبل المباراة، وكان قد فاز على ميلان ذهابا وعودة منذ صعوده للدوري الممتاز في 2013. حقق ساسولو الفوز الثالث على ميلان في هذه المباراة. وبعد أن تقدم الفريق بهدف رائع لألفريد دانكان في الدقيقة 27، لم يظهر أبدا أن ساسولو يواجه خطورة. سجل نيكولا سانسوني هدفا ثانيا في ظروف مثيرة للجدل، حيث كان زميله ديفيد بيونديني محظوظا لعدم احتساب خطأ ضده لصالح أندريا بيرتولاتشي أثناء التحضير للهجمة. لكن تظلم ميلان المشروع لم يكن كافيا للتغطية على أوجه القصور في هجوم الفريق.
لم يظهر بالوتيللي وباكا كثنائي متناغم على الإطلاق، فالأول فشل في احتلال مساحات واسعة وإرسال الكرات العرضية كما كان يفعل نيانغ. وإذا كان يمكن تفهم غياب الانسجام بينهما لأنهما لم يشاركا معا في عدد كاف من المباريات، فقد كان من الصعوبة بمكان تبرير لغة الجسد غير المبالية من جانب بالوتيللي وفشله في فرض نفسه بنفسه. لم يكن المهاجم يلمس الكرة بمجرد دخوله منطقة جزاء ساسولو، وتم تغييره في الدقيقة 55.
لم يكن بديله مينيز بأفضل حالا. وبعد ذلك زعم ميهايلوفيتش أن كلا اللاعبين لم يصل للجاهزية الكاملة من الناحية البدنية، غير أنه بات من الصعب تفهم هذا العذر. لقد مر شهران تقريبا منذ أول ظهور لبالوتيللي عقب عودته من الإصابة، ضد فيورنتينا. وكانت هذه أول مباراة يشارك فيها أساسيا في الدوري منذ ذلك الحين، كما كانت أول مباراة يخسرها ميلان. لا يمكننا أن نلوم معاناة المهاجم على عوامل تشتيت خارجية. باستثناء إشارة فظة وجهها لعدد من مشجعي نابولي المتجمهرين خارج فندق ميلان للإساءة إليه الشهر الماضي، فإن سلوكيات بالوتيللي لم يكن يشوبها شائبة، حيث عمل على ضبط انفعالاته وابتعد عن التصريحات الصحافية المثيرة والتزم تماما بالشروط الذي وضعها ميلان في عقده بشأن سلوكياته، واستخدامه لشبكات التواصل الاجتماعي، بل ومظهره الشخصي.
لكن الحقيقة الواضحة هي أنه لم يحقق شيئا يذكر داخل الملعب لإقناع ميلان بأن هذه العلاقة تستحق أن تعود من جديد. وأمام بالوتيللي 10 مباريات فقط ليثبت قدراته، ومن غير المرجح أن يشارك في أي من هذه المباريات ما لم يطرأ تحسن قوي وسريع على أدائه. قد يشعر بالوتيللي بخيبة الأمل بسبب إصابته، التي أفقدته الزخم في وقت كانت الصورة في سبيلها لأن تصبح أكثر إيجابية. ومع هذا، فهو لن يكون أول من يكتشف أن نجاح أو فشل أي علاقة حب يمكن أن يكون رهنا لتوقيتها.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».