جلسة الحوار بلا نتائج وسجال حادّ بين فرنجية وباسيل يسرّع في تأجيلها

حرب لـ«الشرق الأوسط»: نرفض إخضاع انتخاب الرئيس لإرادة فريق التعطيل

جلسة الحوار بلا نتائج وسجال حادّ بين فرنجية وباسيل يسرّع في تأجيلها
TT

جلسة الحوار بلا نتائج وسجال حادّ بين فرنجية وباسيل يسرّع في تأجيلها

جلسة الحوار بلا نتائج وسجال حادّ بين فرنجية وباسيل يسرّع في تأجيلها

لم تخرج جلسة الحوار الوطني التي انعقدت في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، بأي قرارات جديدة متعلّقة بجدول أعمالها الأساسي وعلى رأسه انتخاب رئيس للجمهورية، وبموازاة سعي ممثلي قوى «14 آذار» ومعهم هذه المرّة رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية إلى قطع الطريق على تعطيل جلسات انتخاب الرئيس، حصل جدال حادّ بينهم وبين ممثلي «حزب الله» والتيار «الوطني الحر» في الحوار الذين وضعوا تغيبهم عن الجلسات في إطار الحق الدستوري، وهو ما استدعى تأجيل الجلسة وتحديد موعد جديد لها في 30 مارس (آذار) الحالي.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن طرفي السجال كانا المرشّح للرئاسة سليمان فرنجية، ووزير الخارجية جبران باسيل الذي مثّل النائب ميشال عون في الجلسة. خصوصًا عندما شدد باسيل على «ضرورة توافر الميثاقية واحترام التمثيل المسيحي في عملية انتخاب رئيس للبلاد»، ما استدعى ردًا سريعًا عليه من فرنجية الذي أكد أنه «لا يمكن لأحد أن يدّعي أنه يختصر بشخصه التمثيل المسيحي». ودعا إلى «الإقلاع عن هذا الأسلوب في التعاطي مع باقي المكونات المسيحية التي لها تمثيلها الوازن في البرلمان وخارجه». وهنا قرر الرئيس نبيه بري رفعت الجلسة.
وزير الاتصالات بطرس حرب المشارك في الحوار، اعتبر أنه «لا يمكن الاستمرار في حوار دون هدف وليس له أفق، خصوصا أن البلد آخذ في الانهيار والمؤسسات تتداعى والنظام كلّه في خطر». وأكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «مساعي جدية بذلت خلال الجلسة لإعادة الأمور إلى نصابها، والالتزام بجدول الأعمال الذي يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية». وقال: «نحن نرفض إخضاع عملية انتخاب رئيس الجمهورية لإرادة الفريق الذي يعطل الانتخابات، ولن نستمرّ في هذه السياسية».
أضاف حرب: «اقترحت اليوم (أمس) حلاً عمليًا يقضي بإعطاء مهلة شهر واحد للاتصالات والتوافق على مرشّح معين، وإذا لم يحصل هذا التوافق ينزل جميع النواب إلى المجلس لتأمين النصاب والاحتكام للعملية الديمقراطية، لكن (حزب الله) وممثلو (النائب ميشال) عون رفضوا ذلك وتمسكوا بحق المقاطعة والتعطيل».
وزير الاتصالات عبّر عن رفضه المطلق أن «تسير الدولة بهذا الشكل، وكأن لا مشكلة في غياب الرئيس، وهذا ما يشكّل ضربًا للنظام والدولة والمؤسسات، ونحن لن نقبل أن يستمر البلد من دون رئيس». ولم يخف حرب حصول جدال حاد كان هو ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة ورئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري والمرشحّ للرئاسة النائب سليمان فرنجية طرفه الأول، وممثل «حزب الله» النائب محمد رعد ووزير الخارجية جبران باسيل الطرف الثاني حول الواجب الدستوري تجاه تأمين النصاب. مؤكدًا أن «الفريق الآخر أجاز لنفسه تعطيل النصاب واعتبره حقا دستوريا».
وبعد مغادرة الشخصيات جلسة الحوار عاد السجال ليشتعل بين فرنجية ووزير الخارجية، حيث قال الأخير: «إن تعطيل النصاب حق دستوري لأن هناك تعطيلا للميثاق ولصوت الناس»، معتبرًا أن «أخطاء ما بعد (اتفاق) الطائف هي التي ضربت الميثاقية»، فسارع النائب فرنجية إلى الردّ عليه بالقول: «إن الأخطاء التي ارتكبها ميشال عون قبل الطائف هي التي ولدت أخطاء ما بعد الطائف»، معتبرًا أن «شخصًا واحدًا (عون) لا يمكنه احتكار التمثيل المسيحي وادعاء الحفاظ على الميثاقية».
أما النائب علي فياض (أحد ممثلي حزب الله في الحوار) فأعلن في تصريح له بعد الجلسة أن «الحوار بحث مسالتين أساسيتين هما الانتخابات الرئاسية وتفعيل عمل مجلس النواب». ولفت إلى أن «رئيس مجلس النواب نبيه بري كان حاسما لجهة التأكيد على أنه لن يكون هناك تجاوز للدستور ويجب أن يتم تأمين نصاب الثلثين لأي جلسة انتخابية». ودعا إلى «عودة المجلس النيابي إلى العمل لكي يترك نتائج إيجابية على الوضع المؤسساتي في البلد». وقال فياض: «نحن متمسكون بضرورة فتح أبواب المجلس النيابي، وهذا الأمر سيتم بحثه في جلسة الحوار المقبلة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.