واصلت أجهزة الأمن والجيش التونسي بحثها حول كيفية دخول العدد الهائل من العناصر الإرهابية إلى مدينة بن قردان، (نحو خمسين إرهابيا وفق تصريحات رسمية)، واختفائهم لمدة قد تكون طويلة بين السكان دون توصل أجهزة المخابرات إلى الكشف عن مخططهم الإرهابي، خصوصا بعد الكشف عن كميات هائلة من الأسلحة المخبأة في بن قردان.
وعلى الرغم من ارتفاع حصيلة القتلى بين العناصر الإرهابية من 36 أعلن عنها خلال اليوم الأول إلى 45 حاليا، وفق أحدث بلاغ مشترك لوزارتي الدفاع والداخلية، فإن الأسرار المتعلقة بالهجوم الإرهابي على مدينة بن قردان لم يقع الكشف عنها بالكامل. وتسعى أجهزة الأمن للحصول على معلومات إضافية حول جميع مراحل العملية من مرحلة الإعداد إلى حد التنفيذ. وتعول في كشفها للغز عملية بن قردان، على عمليات استنطاق العناصر الإرهابية التي قبضت عليهم أحياء للحصول على أكبر نصيب ممكن من المعلومات، كما لا تستثني الخلايا النائمة التي قد تكون احتضنت المجموعة الإرهابية وغطت على أنشطتها المشبوهة خلال الفترة الماضية. وفي هذا السياق، أفادت وزارتا الداخلية والدفاع التونسيتان، في بلاغ مشترك لهما، بأن الوحدات الأمنية والعسكرية ببن قردان تمكنت، صباح أمس، من القضاء على عنصر إرهابي آخر في منطقة بنيري القريبة من مدينة بن قردان، وحجزت سلاحا من نوع كلاشينكوف ورمانة يدوية.
وبذلك ترتفع حصيلة الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم خلال الليلة قبل الماضية إلى 7 إرهابيين. وتبلغ حصيلة الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم منذ فجر يوم الاثنين في أضخم مواجهة مباشرة للقوات التونسية مع تنظيم داعش، 45 عنصرا إرهابيا، كما ألقي القبض على آخرين، وأشارت المصادر ذاتها إلى تواصل العملية الأمنية والعسكرية لتعقب العناصر الإرهابية بمنطقة بن قردان والمناطق المجاورة لها. وفي محاولة لفهم تفاصيل الهجوم الإرهابي الذي عرفته المدينة الصحراوية القريبة من حدود ليبيا، أكد الجيلاني قرفال، مؤذن مسجد جلال بن قردان منذ سنة 2008، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه هو نفسه من أدى أذان الفجر الأول صباح يوم الاثنين الثامن من مارس (آذار) الحالي، ونفى أن يكون شاهد أمورا مريبة وتحركات مشبوهة، وأكد أنه وجد المسجد فارغا، ولا يوجد به أي شخص غريب، ونفى سماعه «أذانا» يحث على القتال، كما أوردت تقارير إعلامية محلية وأجنبية. وأفاد قرفال، المعين من قبل وزارة الشؤون الدينية التونسية، بأن العناصر الإرهابية انطلقت في هجومها على الثكنة العسكرية المحاذية للمسجد، إثر أذان الفجر الثاني، وأكد أن المصلين واصلوا أداء صلاة الفجر على صوت دوي الرصاص في الخارج، وإثر الانتهاء من الصلاة احتموا بأحد المحلات التجارية، وبقوا هناك إلى حدود الساعة التاسعة صباحا، أي لمدة قاربت الساعات الأربع.
وبشأن مخلفات الرصاص التي ظهرت على واجهة المسجد، قال المصدر ذاته إنه نتيجة تبادل إطلاق النار بين العناصر الإرهابية والجيش والأمن، ونفى أن تكون أجهزة الأمن والجيش قد استدعته للإدلاء بشهادته، أو قامت بفتح تحقيق أمني ضده. وفي بن قردان، تجددت أمس المواجهات بين أفراد من الجيش والأمن ومجموعة من الإرهابيين في منطقة وادي ساسي على بعد عشرين كيلومترا من مدينة بن قردان. وتمكنت القوات الأمنية والعسكرية من القضاء على إرهابيين، بينما قتل عسكري وأصيب أحد العسكريين ومدني بجراح، وواصلت الطائرات العمودية تمشيط كامل المنطقة المتاخمة للحدود المُشتركة مع ليبيا. ويوم أمس، استقبلت مدينة بن قردان 11 جثمانا، سبعة منها لمدنيين، وأربعة لعناصر أمنية من منطقة بن قردان لمواراتها الثرى. وقد نقلت من مدينة مدنين مركز الولاية (المحافظة) إلى مدينة بن قردان بحضور آلاف التونسيين الذين رفعوا شعارات النصر ضد تنظيم داعش، ورددوا هتافات داعمة لقوات الأمن والجيش.
على صعيد متصل، نظرت الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الإرهاب في قضية إرهابية تورط فيها شاب عمل مع الإرهابي التونسي نور الدين شوشان، الذي استهدفه الهجوم العسكري الأميركي الأخير على صبراتة الليبية. ووجه إليه القضاء التونسي تهمة الانضمام إلى تنظيم إرهابي وتبني الفكر المتطرف والانضمام إلى تنظيم «أنصار الشريعة» المحظور، وتلقي تدريبات عسكريّة والدعوة لارتكاب جرائم إرهابيّة، وتسفير الشبان للقتال في سوريا، وذلك على خلفيّة ضبطه متلبسا بالتسلل إلى التراب التونسي في منطقة بن قردان (جنوب شرقي تونس). وباستنطاقه أمس من قبل القاضي أفاد بأنه سافر إلى ليبيا للعمل، ولم يكن يفكر إطلاقا في السفر إلى سوريا، غير أنه تراجع عن اعترافات سابقة لدى الوحدة المختصة في مكافحة الإرهاب، وأنه قد اعترف بتعرفه على شخص بمدينة بن قردان يعرف بكنية، وقد ساعده بمعية ثلاثة شبان آخرين على السفر إلى ليبيا لتلقي تدريبات عسكرية، ومن ثم التحول للقتال في سوريا. وأضاف المتهم أنه تلقى تدريبات عسكرية في صبراتة تحت إشراف الإرهابي التونسي أحمد الروسي، وأنّه إثر الانتهاء من تلقي التدريبات أمره الإرهابي التونسي نور الدين شوشان بالعودة إلى تونس لاستقطاب الشبان وإرسالهم إلى معسكرات التدريب في ليبيا، وأكد تسلمه ثلاثة مسدسات من الإرهابي نور الدين شوشان، وعثرت أجهزة الأمن على مجموعة من المكالمات الهاتفية التي أجراها مع الإرهابي شوشان خلال وجوده في تونس.
مؤذن مسجد بن قردان: صلينا الفجر على دوي الرصاص.. ولم نلحظ تحركات مشبوهة
ارتفاع حصيلة الإرهابيين القتلى إلى 45
مؤذن مسجد بن قردان: صلينا الفجر على دوي الرصاص.. ولم نلحظ تحركات مشبوهة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة