في يوم ميلادها الـ84، كرمت الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما برئاسة الناقد السينمائي الأمير أباظة، سيدة المسرح العربي الفنانة القديرة سميحة أيوب، في احتفالية أقيمت مساء الثلاثاء، بالمجلس الأعلى للثقافة بدار الأوبرا المصرية، شارك فيها وزير الثقافة المصري حلمي النمنم، والأمين العام المجلس الأعلى للثقافة د.أمل الصبان، ورئيسة أكاديمية الفنون د.أحلام يونس، ورئيس قطاع الإنتاج الثقافي الفنان خالد جلال، ورئيس البيت الفني للمسرح الفنان فتوح أحمد، ورئيس المركز القومي للسينما المخرج أحمد عواض، والفنانة القديرة لبنى عبد العزيز، والناقدة المسرحية الكبيرة آمال بكير، وعدد كبير من الفنانين والنقاد.
بدأ حفل التكريم بعرض فيلما تسجيليا عن مسيرة الفنانة سميحة أيوب أعقب ذلك تكريمها، من قبل المجلس الأعلى للثقافة وأهداها درع التكريم وزير الثقافة، كذلك تم إهداؤها دروع التكريم من مختلف النقابات الفنية، وهيئات وزارة الثقافة، تقديرا لمسيرتها الفنية الراقية. وقال وزير الثقافة: «اليوم وفي يوم المرأة العالمي، نكرم سيدة المسرح وسيدة الفن العربي الفنانة سميحة أيوب، فهي جزء من وجدان جيل تربى على الرموز الثقافية، وأي تكريم لها يظل أقل مما تستحقه؛ فالفنانة سميحة أيوب واحدة من دعائم الحرية والمسرح». وأعلن النمنم عن تكريم أيوب في 30 مارس (آذار) الحالي بإطلاق اسمها على القاعة الكبرى بالمسرح القومي المصري، مشيرا إلى أن المسرح هو الحرية، وعند قياس الحرية لا بد أن نتأمل جيدا دور المسرح، معربا عن سعادته بعودة المسرح المصري لريادته من جديد.
وعن شعورها، قالت الفنانة سميحة أيوب بنبرة صوتها المميزة التي لم تخل من التأثر: «هذا التكريم عزيز، رغم أنني كُرمت في الكثير من البلاد العربية والأوروبية، لكن في مصر التكريم له مذاق خاص لأنه يأتي من أهلي وأحبائي الذين دعموني طوال كل هذه السنين التي أفنيتها على المسرح عشقي الأول». وأضافت: «لطالما كانت مصر سخية معي، وأعطتني أعلى الأوسمة التي أعتز بها، وأنا ممتنة لذلك جدا».
وكانت الفنانة سميحة أيوب قد نالت الكثير من التكريمات من عدة رؤساء، منهم: جمال عبد الناصر وأنور السادات، وأيضا الرئيس السوري حافظ الأسد، والفرنسي جيسكار ديستان. يبلغ رصيدها على المسرح على مدار مشوارها الفني ما يقرب من 170 مسرحية، منها: (رابعة العدوية، سكة السلامة، دماء على أستار الكعبة، أغاممنون، دائرة الطباشير القوقازية).
«شخصية مصرية ذات كاريزما قوية وفنانة ذات قلب كبير»، هكذا وصفتها د. أمل الصبان الأمينة العامة للمجلس الأعلى للثقافة، معربة عن سعادتها بتكريم سميحة أيوب التي يأتي تكريمها متوافقا مع يوم المرأة العالمي، قائلة: «سميحة أيوب قدمت نموذجا رائعا للسيدة المصرية، مثل أم كلثوم وفاتن حمامة». ولدت أيوب في حي شبرا في القاهرة، تخرجت في معهد التمثيل عام 1954، تتلمذت على يد زكي طليمات، واشتهرت كممثلة مسرح، ولمعت على المسرح حتى عملت مديرة للمسرح الحديث والمسرح القومي ولقبت بسيدة المسرح العربي. كانت زوجة للفنان محمود مرسي وأنجبا ابنا هو الطبيب علاء محمود مرسي.
وقالت الدكتورة أحلام يونس، رئيسة أكاديمية الفنون، إن سميحة أيوب قيمة وقامة رائعة أعطت للمسرح والفن الكثير، ومنحت للفن الكثير فأحبها وأحبته، مشيرة إلى أن أكاديمية الفنون تفخر بأن سميحة أيوب من خريجيها.
وقال الأمير أباظة، رئيس الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، إن اليوم يتوافق مع عيد ميلاد الفنانة سميحة أيوب، وإن تكريم سميحة أيوب هو تكريم للجمعية والفنانين المصريين، لافتا إلى أن الفنانة الكبيرة كانت زميلة للراحلة فاتن حمامة في نفس الفصل الدراسي.
بينما تحدث الفنان فتوح أحمد، رئيس البيت الفني للمسرح، عن ذكرياته مع سميحة أيوب في مسرحية «الناس اللي في التالت»، ومسلسل «الحصان»، ومدى التزامها كفنانة. وأعلن أن سميحة أيوب ستقدم عملا فنيا جديدا على مسرح الدولة من إخراج خالد جلال.
رغم سيطرة الأعمال المسرحية على مسيرتها الفنية، فإن سميحة أيوب تميزت في أدوارها السينمائية والتلفزيونية، وتركت بصمة مميزة في الفن المصري والعربي. من أشهر أفلامها: (أرض النفاق، فجر الإسلام، مع السعادة، بين الإطلال)، وفي التلفزيون قدمت الكثير من الأعمال البارزة من أهمها: (الضوء الشارد، أواني الورد، أميرة في عابدين، المصراوية).
وقال الكاتب والسيناريست الكبير محفوظ عبد الرحمن: «سميحة أيوب تساوي المسرح في أيام عظمته ورقيه»، متمنيا أن يعود المسرح مرة أخرى لهذا الرقي. وأضاف الفنان سمير صبري أن الحديث عن سميحة أيوب يحتاج لجلسات كثيرة، وتحدث عن ذكرياته معها في مهرجان كان، وحبها للفن ومساندتها للراحل سعد الدين وهبة.