كردستان تستنجد دوليًا بعد تخلي بغداد لإعادة إعمار سنجار

رصد 24 مقبرة جماعية خلفها «داعش» لضحايا إيزيديين

كردستان تستنجد دوليًا بعد تخلي بغداد لإعادة إعمار سنجار
TT

كردستان تستنجد دوليًا بعد تخلي بغداد لإعادة إعمار سنجار

كردستان تستنجد دوليًا بعد تخلي بغداد لإعادة إعمار سنجار

أعلنت منطقة قضاء سنجار (غرب الموصل) أمس، أن عملية إعادة إعمار سنجار وتعويض سكانها تحتاج نحو 10 مليارات دولار، مبينة أن 85 في المائة من المدينة دُمرت بالكامل جراء احتلالها من قبل تنظيم داعش لأكثر من عام، مؤكدة أن ممثليات الدول الموجودة في إقليم كردستان أبدت استعدادها لتقديم المساعدة في عملية إعادة إعمار سنجار.
وقال قائمقام سنجار، محما خليل، لـ«الشرق الأوسط»: «إن 85 في المائة من مدينة سنجار مدمرة، وهي بحاجة إلى تأهيل وإعادة إعمار من أجل عودة سكانها النازحين إليها، واعتبار ما تعرضت لها هذه المدينة على يد إرهابيي (داعش) علميات إبادة جماعية، وإن إيجاد آلية لتحرير المختطفات والمختطفين الإيزيديين المحتجزين لدى (داعش)، وعقد مؤتمر دولي وإنشاء صندوق دولي للمساهمة في إعمار سنجار، وكتقديرات أولية فعملية إعمار سنجار وتعويض سكانه يحتاج إلى 10 مليارات دولار، وهذا المبلغ سيزداد مع اكتمال تحرير ما تبقى من جغرافية القضاء، حيث ما زال تنظيم داعش يسيطر على 15 في المائة منه».
وعُقد أمس اجتماع بين حكومة إقليم كردستان وممثليات الدول الموجودة في الإقليم وممثل عن بعثة الأمم المتحدة إلى العراق، بحضور وزير الداخلية في حكومة الإقليم كريم سنجاري ومسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة الإقليم فلاح مصطفى، وبحث المجتمعون آليات إعادة إعمار سنجار والمسهمات الدولية في عملية إعمار هذه المدينة.
وتابع خليل: «كان هناك تعاطف من قبل جميع ممثليات الدول التي شاركت في المؤتمر، التي أبدت في الوقت ذاته استعدادها للوقوف مع سنجار، و بالأخص القنصل الأميركي والفرنسي والألماني»، وعما إذا كانت الحكومة العراقية قد قدمت حتى الآن أي مساعدة لإعادة إعمار سنجار، بين خليل بالقول: «كم تمنينا أن تكون بغداد حاضرة ومساندة لسنجار، لكن للأسف بغداد غائبة غيابا كليا، على الرغم من مناشداتنا ومطالباتنا لها وتم مخاطبة المسوؤلين أكثر من مرة لكن دون بارقة أمل».
وأشار خليل إلى أن عدد المقابر الجماعية التي اكتشفت حتى الآن في سنجار منذ تحريرها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وحتى الآن بلغت 24 مقبرة، وأضاف بالقول: «هذه المقابر تضم رفات نحو 1624 إيزيديا من كلا الجنسين ومن مختلف الأعمار، وهذا العدد قابل للزيادة عندما تكتمل عملية تحرير ما تبقى من جغرافية سنجار، نحن بالنسبة إلينا كإدارة القضاء سجلنا هذه المقابر، لتكون معلومة للجهات الدولية، لفتحها فيما بعد، فهي شاهدة على ما تعرض له الإيزيديون في سنجار من إبادة جماعية على يد داعش».
وكشف خليل: «عادت نحو 37 عائلة إلى وسط مدينة سنجار حتى الآن، بينما بلغ عدد العوائل العائدة إلى المناطق المحررة الأخرى من قضاء سنجار أكثر من 4750 عائلة، هناك رغبة من قبل سكان سنجار في العودة إليها، لكن هناك عوائق تقع في طريق هذه العودة منها العبوات الناسفة التي زرعها (داعش)، وقلة الخدمات فيها، وبناها التحية مدمرة بالكامل»، مشيرًا إلى أن فرق الهندسة العسكرية في وزارة البيشمركة تواصل عملها في تطهير المدينة من العبوات الناسفة والمتفجرات.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».