في الفترة ما بين يونيو (حزيران) 2015 ومارس (آذار) الحالي، سجلت المختبرات الدولية المعتمدة للرياضيين السعوديين تحليل 574 عينة شملت ثماني ألعاب رياضية مختلفة أبرزها كرة القدم وألعاب القوى، وقد كانت مادة «الأمفيتامين» المحظورة، الأكثر انتشارًا في الحالات التي جاءت نتائج تحليل عيناتها إيجابية.
وتضمن الفحص العشوائي داخل الملاعب تحليل 296 عينة في مباريات كرة القدم و168 عينة للألعاب المختلفة، فيما بلغت عدد العينات المحللة خارج المنافسات 69 عينة للاعبي كرة قدم و41 عينة لمحترفي الألعاب المختلفة.
وأظهرت النتائج النهائية المعتمدة سلبية 473 عينة، فيما بلغ عدد العينات الإيجابية ست عينات، وفرضت عقوبة إيقاف لحالة واحدة.
وذكر التقرير الرسمي للجنة السعودية للرقابة على المنشطات الصادر، أمس (الثلاثاء)، أن مادة «الأمفيتامين» المحظورة، وهي مادة كيميائية منشطة يتفرع منها المخدر الشهير الكبتاجون، جاءت في الصدارة بالنسبة لمخالفات الرياضيين السعوديين بواقع 13 حالة لا تزال موقوفة رسميا بقرار من اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات، فيما ينتظر انتهاء فترة الاستئناف النظامية لضم لاعب نادي الاتحاد محمد نور، ولاعب نادي الخليج حسين التركي إلى القائمة، بعد ظهور مادة «الأمفيتامين» بنتائج الفحص الذي خضعا له خلال مباريات الدوري السعودي.
وأكد الدكتور صالح قمباز رئيس اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات أن تتابع ظهور النتائج الإيجابية للرياضيين السعوديين لم يصل بعد إلى ما يمكن اعتباره مشكلة حقيقية بحسب الإحصاءات الرسمية.
وأضاف: «في عام 2013 كانت النتائج الإيجابية تمثل 6 في المائة من العينات المفحوصة، وكان رقمًا عاليًا بالنسبة للمستويات العالمية التي تتراوح نسبتها الطبيعية بين 2 و3 في المائة، وبالجهود التوعوية والعمل المتواصل وتنامي الثقافة بالأندية وصلت النسبة للعينات الإيجابية عام 2015 لمستوى أقل من 3 في المائة، أي بالمعدل العالمي الطبيعي وهذا أمر جيد والأمل أن تكون النسبة صفرًا في المائة مستقبلاً، فنحن نهدف لرياضة خالية من المنشطات وسنطبق الأنظمة بكل الرياضات داخل وخارج المنافسات، خصوصًا أن الأمير عبد الله بن مساعد رئيس اللجنة الأولمبية السعودية يجري نقلات كبيرة بهذا الشأن ويدعم وبقوة اللجنة السعودية لمكافحة المنشطات».
ويقضي 13 رياضيًا سعوديًا عقوبة الإيقاف لمدة أربعة أعوام و13 رياضيًا عقوبة الإيقاف لعامين بسبب انتهاك قوانين مكافحة المنشطات ولا تزال قرارات إيقافهم سارية فيما يقضي اثنان من الرياضيين عقوبة إيقاف لثلاثة أشهر فقط.
وتشمل القائمة رياضيين اثنين من غير اللاعبين صدر بحقهما الإيقاف لأربع سنوات، وهما مشرف كرة الطاولة بالنادي الأهلي واختصاصي العلاج الطبيعي بنادي الباطن بتهم التواطؤ والتحريض وإعطاء مواد محظورة.
وحذر الدكتور قمباز من التعاطي الإعلامي السلبي مع نتائج وقرارات اللجنة التي تتماشى وأنظمة الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا) بفعل التعصب أو خلافه، معتبرًا أن ذلك يمثل كارثة حقيقية للتوعية والتثقيف «تعامل بعض الإعلاميين ووسائل الإعلام السلبي مع القرارات الصادرة بالأدلة والأنظمة يمثل انتهاكًا حقيقيًا للتوعية والتثقيف والعدالة وهذا الأمر خطير جدًا، وأدعوهم للتمعن جيدًا بالتعامل الإعلامي الذي واكب ظهور عينة إيجابية لنجمة التنس العالمية الروسية ماريا شارابوفا، وبالتعامل المتحضر مع القضية وأيضًا لرد فعل النجمة الروسية التي اعتذرت للعالم، وقابلت الأمر بشجاعة تامة رغم أنها أكدت أن تعاطيها لمادة ميلدونيوم كان علاجيا فقط وخاصًا بدواء السكري».
وحذر الذي يحمل عضوية المجلس التأسيسي للوكالة الدولية (وادا) ورئيس مؤتمر الأطراف للاتفاقية الدولية للمنشطات بالرياضة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، من خطورة عدم إلمام الرياضيين بقائمة المحظورات أو أنواع العلاج المسموح بها أو المحظورة.
«لدينا على موقع اللجنة الإلكتروني قائمة بكل التعريفات التي يحتاجها الرياضي السعودي سواء كان لاعبًا أو إداريًا وخططنا متواصلة لإقامة الدورات التعريفية داخل الأندية وخارجها، وأبوابنا مفتوحة للجميع، فنحن نهدف لرياضة خالية من أي محظورات دولية».
وأكد أن إجراءات الفحص تنطلق من عدة خطوات قانونية ومتوافقة مع الأنظمة الدولية «نقوم بكل الخطوات اللازمة قانونيا عند جمع العينات وفرزها وإرسالها بكامل بياناتها عبر كود رقمي مخصص دون ظهور لاسم أي رياضي لدى أي جهة أخرى، ونتعامل مع مختبرات في سويسرا واليونان والهند وقطر وفي حال ظهور العينات الإيجابية يتم اتباع الخطوات الإجرائية العاجلة للتحقق وتطبيق جميع الأنظمة خلال ثمانٍ وأربعين ساعة قبل إرسال خطاب سري بطلب استدعاء الرياضي لمناقشته حيث يحصل على كامل حقوقه بحضور من يختاره للدفاع عنه، ويتيح له النظام طلب فتح العينة (ب) إذا ما أراد، وجميع الأمور تتم بنظامية وشفافية عالية وبمخاطبات وجلسات مسجلة صوتًا وصورة وبمحاضر ورقية يوقع عليها اللاعب رسميًا».
وكاد الوسط الرياضي السعودي ينسى صدمة وقوع محمد نور قائد فريق الاتحاد في فخ المواد المحظورة، لكنه عاش صدمة جديدة بسقوط اللاعب المخضرم حسين التركي قائد فريق الخليج في الفخ نفسه.
وقد شهدت الملاعب السعودية خلال الأعوام السبعة الماضية، وتحديدًا منذ عام 2010، حالات كثيرة لتعاطي المنشطات المحظورة، فوقع في فخها 12 لاعبًا وأدت هذه الآفة الخطيرة إلى إنهاء مسيرة بعضهم وقرروا اعتزال اللعبة.
في عام 2010، تم إيقاف لاعب الوحدة علاء الكويكبي لمدة عام بسبب تناوله مواد محظورة، وهي أول حالة في الوسط الكروي. نتيجة ذلك قرر الكويكبي الذي لعب للشباب والنصر بنظام الإعارة اعتزال الكرة رغم أنه كان قادرا على العطاء وذلك نتيجة شعوره بالظلم الناجم عن بعض الأخطاء التي ارتكبتها لجنة الكشف عن المنشطات في ذلك الوقت.
وفي العام ذاته، أوقف لاعب الفتح فيصل الجمعان الذي كان لاعبًا هلاليًا قبل أن يتم تنسيقه ويلتحق بالفتح، لمدة عامين بعد ثبوت تعاطيه المنشطات. لكن اللاعب واصل ركضه في الملاعب وانتقل لفريق هجر بعد انتهاء فترة العقوبة، ويحمل راهنا ألوان الاتفاق. ولحق ماجد المولد الذي لعب لأندية الرائد والطائي والفيحاء بمن سبقوه في العام ذاته، وتم إيقافه لمدة موسمين وكادت العقوبة تصل إلى أربع سنوات لولا تعاون اللاعب مع اللجنة.
وفي 2012، أوقف لاعب النصر أحمد عباس لمدة عامين. ورغم تبريرات اللاعب المعار حاليا لفريق نجران بأنه استخدم دواء لزراعة الشعر، فإن اللجنة لم تقتنع بتلك المبررات بعد أن ظهرت نتائج التحاليل إيجابية.
وتعرض حارس المرمى الهلالي خالد شراحيلي لعقوبة الإيقاف لمدة موسمين في يناير (كانون الثاني) 2013 نتيجة استخدامه مواد محظورة. وبعد انقضاء فترة العقوبة عاد لممارسة الكرة وأصبح الحارس الأساسي في فريقه.
وفي شهر يونيو تم إيقاف لاعب الفيصلي فهد عداوي الذي بدأ مشواره مع الأهلي لمدة عامين، وما زال بعيدا عن ممارسة هوايته بعد انتهاء فترة العقوبة.
وبعدها بشهر، لحق حارس المرمى الاتحادي فواز الخيبري بحارس الهلال، وتم إيقافه لمدة عامين قبل أن يعود مجددا لفريقه بعد تنفيذ مدة العقوبة.
وفي فبراير (شباط) 2014، وقع سامي الفضلي لاعب الباطن في المحظور وتم إيقافه لمدة عامين بسبب تناوله مادة أمفيتامين. وأوقف أسامة المولد لاعب الاتحاد في سبتمبر (أيلول) 2014 لمدة عام. ورغم محاولات إدارة الاتحاد لتخفيف العقوبة لثلاثة أشهر على اعتبار أن اللاعب تناول مادة لإنقاص الوزن، إلا أن محاولاتها باءت بالفشل. وبعد أن أنهى اللاعب عقوبته عاد لتدريبات فريقه، ولكنه لم يجد له مكانًا في القائمة الاتحادية بسبب زيادة الوزن، حيث ما زال يؤدي تدريباته حتى الآن تمهيدًا لمشاركته مع الفريق في المباريات المقبلة. بعد شهر تم إيقاف لاعب أبها محمد الغامدي بسبب تناوله مادة محظورة.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 تم إيقاف أسطورة الاتحاد محمد نور مؤقتًا قبل أن يصدر القرار النهائي بإيقافه لمدة أربع سنوات في 28 فبراير الماضي بعد أن فتح اللاعب العينة الثانية في لوزان وخضع لجلسة اجتماع في مقر اللجنة بالرياض. لكن اللاعب الذي يرى أن القرار الصادر بحقه كان جائرًا قرر الاستئناف لإثبات براءته مع أنه لا يفكر في العودة للملاعب مجددًا لا سيما أنه تجاوز سن الرابعة والثلاثين.
وأخيرا وفي 6 مارس الحالي، تم إيقاف لاعب الخليج حسين التركي لمدة أربع سنوات بعد أن أثبتت الفحوص الطبية وجود مادة أمفيتامين.
ومن المنتظر أن يعلن اللاعب اعتزاله خصوصًا أنه يبلغ 32 عامًا.
تجدر الإشارة إلى أن لجنة الرقابة على المنشطات أقامت ورش عمل وعممت الأدوية المحظورة على جميع الأندية، وطالبت القائمين عليها بتزويد اللاعبين بالنشرات التوعوية ولائحة العقاقير الممنوع استخدامها.
«الأمفيتامين» يهدد مستقبل الكرة السعودية
قنباز طالب الإعلام الرياضي بممارسة الوعي مع المجتمع.. وتعاطي «الغرب» مع شارابوفا نموذج
«الأمفيتامين» يهدد مستقبل الكرة السعودية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة