السيسي يبعث برسائل لـ«طمأنة» المصريين حول التنمية ومكافحة الإرهاب

كشف عن مخطط شامل لتنمية سيناء وأكد أن الجيش يسيطر على الحدود مع ليبيا

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله تيو تشي هين نائب رئيس وزراء سنغافورة والوزير المنسق للأمن القومي في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله تيو تشي هين نائب رئيس وزراء سنغافورة والوزير المنسق للأمن القومي في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
TT

السيسي يبعث برسائل لـ«طمأنة» المصريين حول التنمية ومكافحة الإرهاب

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله تيو تشي هين نائب رئيس وزراء سنغافورة والوزير المنسق للأمن القومي في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله تيو تشي هين نائب رئيس وزراء سنغافورة والوزير المنسق للأمن القومي في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)

بعث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي برسائل لطمأنة مواطنيه حول مساعيه لفرض الأمن والاستقرار وزيادة معدلات التنمية. وقال السيسي في تصريحات تلفزيونية مساء أول من أمس إن «الجيش المصري مسيطر على الحدود.. ومستعدون لأهل الشر»، في إشارة إلى المخاطر المحتملة من دخول عناصر إرهابية للبلاد عن طريق ليبيا، على غرار ما حدث في تونس.
كما كشف عن مخطط شامل لتنمية شبه جزيرة سيناء، التي تعاني من انتشار الجماعات المسلحة، عبر مشروعات تعمل الدولة على تنفيذها الآن، وخلال فترة زمنية لعام ونصف فقط، بتكلفة تصل إلى 10 مليارات جنيه (نحو مليار دولار).
وقال السيسي خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «القاهرة اليوم» مع الإعلامي عمرو أديب مساء (الاثنين) إنه «تم تخطيط وتنظيم 27 تجمعا بدويا في سيناء، به تقريبا من 100 إلى 150 بيت بدوى، و«بها آبار مياه ومنطقة زراعية تصل إلى 500 فدان لكل تجمع حسب عدده، بهدف وجود حياة متكاملة لأهلنا في سيناء».
وأشار إلى أنه «تم عمل 600 حوض للاستزراع السمكي شرق قناة السويس، كما تم الانتهاء من 20 ألف وحدة سكنية بالإسماعيلية الجديدة».
وتابع: «الآن يتم العمل في نحو 25 ألف فدان للاستزراع السمكي شرق بورسعيد، وخلال عام ونصف أو عامين نفتتح المدينة المليونية على البحر المتوسط شرق بورسعيد».
وأضاف: «ما يحدث عبارة عن رؤية شاملة؛ حيث تم تطوير بحيرة البردويل، والسيطرة على البحيرة وغلقها في فترة وقف الصيد لرفع مستوى كفاءة البحيرة لصالح الصيادين، وتم إنشاء ثلاجة ومناطق للتعليب، وكل ذلك تم الانتهاء منه».
ووجه السيسي رسالة للمصرين قال فيها: «أحب (أن) أطمئنكم.. خلوا بالكم.. إحنا بنتعامل مش بس معاكم، لا مع ربنا اللي هنقابله يوم القيامة وأقوله إني جريت وحاولت أبنى ليهم وحاولت أعمر، وعلى قد ما قدرت عملت»، مضيفا: «أرجو منكم أنكم متعطلوش الفرصة وتصبروا، إحنا بنتكلم دلوقتي تقريبا في عشرين شهر، مش عشرين سنة، لو جبتلكم اللي أتعمل في العشرين شهر دول هتستغربوا من حجم المجهود.. وفي موضوعات خلال سنة ونص هتشوفوها بتخلص بشكل كويس».
وردا عن سؤال حول استمراره في الحكم فترة أخرى، قال السيسي إن «حكم مصر يخضع لإرادة الله، ثم إرادة الشعب، والشعب المصري في تقديري لن يستطيع أحد أن يفرض عليه أي إرادة غير إرادته، وإنه قادر على الفرز بشكل كبير.. شعب عنده عمق حضاري يمتد لآلاف السنين، وهو شايف».
وتابع: «أنا بخطط داخل النطاق اللي أنتو كلفتوني بيه، واللي بقول علية دلوقتي بعمله، ولو قدرت أعمل إلى هيتعمل في 20 سنة جاية في السنتين الجايين هعمله، ولو قدرت أعمل اللي هيتعمل في 30 سنة جايين في السنتين الجايين هعمله، ويا رب يقدرنا كلنا، وتروا كل الخير يا مصريين بيكو وبعملكو».
وعلق السيسي على أعمال العنف التي شهدتها تونس أول من أمس وأدت لمقتل 53 شخصا في هجوم لمجموعة إرهابية على ثكنة عسكرية بمدينة بن قردان الحدودية مع ليبيا، قائلا: «عزيت الرئيس التونسي على الشهداء، وأهنيه على وقفته الكبرى ضد الإرهاب»، مذكرا بأنه دائما ما شدد على ضرورة الحفاظ على ليبيا التي يحدث فيها تجمع من كل مكان، و«بمجرد تكوين الكتلة المناسبة، ستنطلق تلك الجماعات الإرهابية شرقا وغربا، وفي اتجاه أوروبا أيضا».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».