الاستخبارات البريطانية تجهز ملفًا سريًا لبوتين عن جرائم الحرب في سوريا

محققون بريطانيون من وحدة جرائم الحرب موجودون في سفارة بلادهم في بيروت

الاستخبارات البريطانية تجهز ملفًا سريًا لبوتين عن جرائم الحرب في سوريا
TT

الاستخبارات البريطانية تجهز ملفًا سريًا لبوتين عن جرائم الحرب في سوريا

الاستخبارات البريطانية تجهز ملفًا سريًا لبوتين عن جرائم الحرب في سوريا

يحقق جهاز الاستخبارات والشرطة البريطانية في هجمات على المدنيين بواسطة المقاتلات الحربية الروسية في سوريا، بهدف محاكمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على جرائم الحرب، كما كشفت صحيفة «ميل أون صنداي» الأحد الماضي. وذكرت الصحيفة أن المحققين من مباحث اسكوتلانديارد، طاروا إلى لبنان لمراقبة الغارات الجوية في سوريا المجاورة، وسط مزاعم بأن القاذفات الروسية قد تسببت في سقوط مئات الضحايا والمصابين من خلال استهداف المستشفيات والمدارس.
وأدانت المنظمات الطبية وجماعات حقوق الإنسان، قصف المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية التي تعارض نظام حكم بشار الأسد، الحليف الأول لبوتين في المنطقة.
وقال تقرير الصحيفة إنه يمكن للجهات المختصة الآن الكشف عن أن أجهزة الاستخبارات تعمل على إعداد ملف سري بشأن مجموعة من الاعتداءات المحددة، التي يمكن أن تؤدي إلى أن يواجه الرئيس الروسي اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في المحكمة الدولية.
ويأتي هذا الاكتشاف بعد التحذير الذي وجهه فيليب هاموند وزير الخارجية البريطاني إلى موسكو الشهر الماضي، بأن الهجوم على المستشفيات يمكن أن يرقى إلى مستوى جرائم الحرب.
وفي ليلة أول من أمس، أكدت مصادر في وزارة الخارجية البريطانية أن المملكة المتحدة تراقب الوضع عن كثب داخل سوريا، بحسب ما ذكر التقرير، الذي قال إن المحققين البريطانيين، ومن بينهم محققون من وحدة جرائم الحرب بشرطة العاصمة، يوجودن في السفارة البريطانية في بيروت.
ووفقا لمنظمة العفو الدولية، تعمل روسيا على استهداف المستشفيات في المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في محاولة لإرهاب وترويع السكان المحليين وإجبارهم على دعم بشار الأسد.
وفي مدينة حلب الشمالية، حيث يحظى الجيش السوري الحر المعارض بشعبية كبيرة، تقول المصادر إن 8 مستشفيات قد تعرضت للقصف بقذائف أطلقت من المقاتلات العسكرية منذ 30 سبتمبر (أيلول) العام الماضي، وهو تاريخ دخول القوات الروسية في الصراع السوري القائم. وتزعم المصادر كذلك أن الطائرات الروسية والسورية قد استهدفت المستشفيات في غير ذلك من المناطق في البلاد.
وفي 15 فبراير (شباط) الماضي لقي 25 شخصا مصرعهم عند تعرض مبنيين طبيين للهجوم في مدينة معرة النعمان الغربية. وبعد الهجوم الأول، عمل الأطباء على نقل المصابين إلى مستشفى قريب، الذي تعرض هو الآخر للهجوم بثلاث قذائف خلال ساعة واحدة.
وتتمتع كل المرافق الطبية في مناطق الحرب بالحماية وفقا للقانون الدولي. ولقد نفت روسيا أن مقاتلاتها قد استهدفت المستشفيات، وأكدت على أن مقاتلاتها لا تستهدف إلا «الأهداف الإرهابية». ولم يتسن الوصول إلى السفارة الروسية في لندن للتعليق على الأمر الليلة أمس.
وذكرت الصحيفة أن اللورد أوين وزير الخارجية البريطانية الأسبق رفض التبريرات الروسية، وقال: «المزاعم التي تقول إن روسيا لا تستهدف إلا الجماعات المسلحة مثل تنظيم داعش، مزاعم عارية عن الصحة. ولقد حان الوقت للكشف عن مثل تلك الترهات، كما يجب على بريطانيا أن تتقدم الجهود في هذا الصدد». وصوتت إحدى اللجان ذات التأثير والنفوذ داخل الكونغرس الأميركي لصالح إقامة محكمة لجرائم الحرب المرتكبة في سوريا.
ومن المتوقع للدبلوماسيين الأميركيين في الوقت الحالي السعي للحصول على تأييد لتلك الخطوة من منظمة الأمم المتحدة. وسوف تُطرح الأدلة التي تعمل بريطانيا على جمعها أمام تلك المحكمة. ورفضت شرطة اسكوتلانديارد التعليق على الأمر.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.