مواجهة ساخنة بين كلينتون وساندرز في سابع مناظرة ديمقراطية

النخب الجمهورية تعلّق آمالها على كروز للتفوق على ترامب في الانتخابات التمهيدية

جانب من المناظرة الديمقراطية بين المرشحين بيرني ساندرز وهيلاري كلينتون أول من أمس (إ.ب.أ)
جانب من المناظرة الديمقراطية بين المرشحين بيرني ساندرز وهيلاري كلينتون أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

مواجهة ساخنة بين كلينتون وساندرز في سابع مناظرة ديمقراطية

جانب من المناظرة الديمقراطية بين المرشحين بيرني ساندرز وهيلاري كلينتون أول من أمس (إ.ب.أ)
جانب من المناظرة الديمقراطية بين المرشحين بيرني ساندرز وهيلاري كلينتون أول من أمس (إ.ب.أ)

تواجه المرشحان الديمقراطيان المتنافسان لكسب ترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية الأميركية بقوة في مناظرة تلفزيونية، مساء أول من أمس، في فلينت المدينة المعروفة بمياهها الملوثة التي تحولت إلى رمز للفوارق الاجتماعية في هذا البلد.
وطالب المرشحان باستقالة الحاكم الجمهوري لولاية ميتشيغان (شمال البلاد)، ريك سنايدر، على خلفية هذه الفضيحة الصحية التي تثير صدمة الرأي العام في الولايات المتحدة. واستمعت وزيرة الخارجية السابقة وسناتور فيرمونت إلى سكان من فلينت، حيث لا تزال مياه الصنبور سامة وهم يتحدثون عن معاناتهم اليومية بسبب هذا التلوث بالرصاص. وتعرض آلاف الأطفال في فلينت لهذه المياه المسممة بعد قرار سنايدر استخدام مياه النهر المحلي رغم تلوثها، وارتفاع نسبة الحموضة فيها. وبدأت المناظرة السابعة للحزب الديمقراطي بدقيقة صمت على روح نانسي ريغان، السيدة الأولى السابقة التي توفيت الأحد.
واشتدّت المواجهة بين المرشحين في القضايا المثيرة للجدل المعتادة، والتي تشمل الأسلحة النارية والتأمين الصحي، والبيئة والاقتصاد. واستشهد كلاهما في حججه بمدينة فلينت ذات الغالبية من السود والتي تعاني من الفقر وارتفاع نسب الجرائم والبطالة منذ إغلاق مصانع «جنرال موتورز».
واتهم ساندرز منافسته بأنها تحظى بدعم حي المال والأعمال الشهير «وول ستريت»، وبأنها أيّدت اتفاقات للتبادل الحر أدت إلى تسريع انتقال المصانع الذي كان وراء المأساة الاقتصادية التي تعاني منها المدينة. وقال ساندرز إن «واحدا منا يلقي خطابات لقاء مئات آلاف الدولارات في وول ستريت. وأعتقد أن تلقي مئات آلاف الدولارات لقاء خطاب معناه أنه استثنائي، ولا بد من نشره واطلاع الشعب الأميركي على مضمونه». كما أنه لم يتردد في الرد بحدة «بعد إذنك، أنا أتكلم»، عندما قاطعته كلينتون. وبيد حدّة لانتقادات التي وجّهها لكلينتون، إلا أنه لجأ أيضًا إلى المزاح عندما دعا إلى تمويل أفضل للطب النفسي بعد المناظرة الأخيرة للحزب الجمهوري التي شهدت تدهورا في مستوى الخطاب بلغ حد البذاءة.
وساندرز اليساري بحاجة ماسة إلى الفوز في ولاية ميتشيغان، حيث تنظم الانتخابات التمهيدية الثلاثاء وسيحصل الفائز على عدد كبير من المندوبين، من أجل وقف تقدم كلينتون الثابت على ما يبدو نحو كسب ترشيح الحزب. وكانت المناظرة في فلينت اللقاء الأول بين كلينتون وساندرز منذ «الثلاثاء الكبير» الذي شهد انتخابات تمهيدية في 12 ولاية، وعزز موقع كلينتون في الصدارة.
في المقابل، حصلت حملة ساندرز على زخم جديد بعد انتصارين السبت في كنساس ونبراسكا، والأحد في ماين، حيث سجل تقدما كبيرا على كلينتون مع 64,3 في المائة من إجمالي الأصوات مقابل 35,5 في المائة فقط لصالح كلينتون، بعد فرز الأصوات بشكل شبه كامل أمس.
ومع هذا الفوز شبه الأكيد بات ساندرز منتصرا في ثماني ولايات من أصل 19، بينما فازت كلينتون في لويزيانا، وهي الأهم بين الانتخابات التمهيدية التي جرت السبت الماضي.
أما على صعيد الجمهوريين، فقد بات سناتور تكساس المحافظ تيد كروز المرشح الوحيد الذي يمكن أن يقطع الطريق على قطب الأعمال دونالد ترامب لنيل ترشيح الحزب، وهو ما تعترض عليه النخب الجمهورية العاجزة عن إحداث فرق على الأرض. وحقّق كروز فوزا كبيرا في ولايتي كنساس وماين السبت، بينما فاز ترامب في كنتاكي ولويزيانا.
أما المرشحان الآخران، وهما سناتور فلوريدا ماركو روبيو الذي فاز في انتخابات بورتوريكو أول من أمس، وحاكم أوهايو السابق جون كاسيك، فقد عانا من تراجع متزايد لكنهما لا يزالان يرفضان الاستسلام.
والدفعة المقبلة من الانتخابات التمهيدية للجمهوريين مقررة اليوم في ميتشيغان وميسيسيبي وايداهو وهاواي، قبل «ثلاثاء كبير» آخر مقرر في 15 مارس (آذار) عندما ستنظم انتخابات تمهيدية في خمس ولايات كبرى، من بينها فلوريدا. وبعد هذه الانتخابات، يتم تعيين المرشح الذي يحصل على أكبر عدد من المندوبين مرشحا في المؤتمر الوطني للحزب المقرر في يوليو (تموز).
وفي ميتشيغان، مهد صناعة السيارات الأميركية، يمكن أن تستفيد كلينتون من شعبيتها لدى الناخبين السود، حيث طالبت منذ البداية بإحلال الحق للضحايا في فلينت، إلا أن ساندرز يمكن أن يواصل الاستفادة أيضًا من دعم الشباب لحملته. وانتهت المناظرة بهجوم لكلينتون ضد الخطاب «التمييزي» لترامب، وتأكيد منها بأنها ستهزمه في الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ورد ساندرز بالقول «ساندرز ضد ترامب سيكون أكثر فعالية من كلينتون ضد ترامب»، مستندا على الدعم الذي أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أنه يحظى به.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.