تواجه المرشحان الديمقراطيان المتنافسان لكسب ترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية الأميركية بقوة في مناظرة تلفزيونية، مساء أول من أمس، في فلينت المدينة المعروفة بمياهها الملوثة التي تحولت إلى رمز للفوارق الاجتماعية في هذا البلد.
وطالب المرشحان باستقالة الحاكم الجمهوري لولاية ميتشيغان (شمال البلاد)، ريك سنايدر، على خلفية هذه الفضيحة الصحية التي تثير صدمة الرأي العام في الولايات المتحدة. واستمعت وزيرة الخارجية السابقة وسناتور فيرمونت إلى سكان من فلينت، حيث لا تزال مياه الصنبور سامة وهم يتحدثون عن معاناتهم اليومية بسبب هذا التلوث بالرصاص. وتعرض آلاف الأطفال في فلينت لهذه المياه المسممة بعد قرار سنايدر استخدام مياه النهر المحلي رغم تلوثها، وارتفاع نسبة الحموضة فيها. وبدأت المناظرة السابعة للحزب الديمقراطي بدقيقة صمت على روح نانسي ريغان، السيدة الأولى السابقة التي توفيت الأحد.
واشتدّت المواجهة بين المرشحين في القضايا المثيرة للجدل المعتادة، والتي تشمل الأسلحة النارية والتأمين الصحي، والبيئة والاقتصاد. واستشهد كلاهما في حججه بمدينة فلينت ذات الغالبية من السود والتي تعاني من الفقر وارتفاع نسب الجرائم والبطالة منذ إغلاق مصانع «جنرال موتورز».
واتهم ساندرز منافسته بأنها تحظى بدعم حي المال والأعمال الشهير «وول ستريت»، وبأنها أيّدت اتفاقات للتبادل الحر أدت إلى تسريع انتقال المصانع الذي كان وراء المأساة الاقتصادية التي تعاني منها المدينة. وقال ساندرز إن «واحدا منا يلقي خطابات لقاء مئات آلاف الدولارات في وول ستريت. وأعتقد أن تلقي مئات آلاف الدولارات لقاء خطاب معناه أنه استثنائي، ولا بد من نشره واطلاع الشعب الأميركي على مضمونه». كما أنه لم يتردد في الرد بحدة «بعد إذنك، أنا أتكلم»، عندما قاطعته كلينتون. وبيد حدّة لانتقادات التي وجّهها لكلينتون، إلا أنه لجأ أيضًا إلى المزاح عندما دعا إلى تمويل أفضل للطب النفسي بعد المناظرة الأخيرة للحزب الجمهوري التي شهدت تدهورا في مستوى الخطاب بلغ حد البذاءة.
وساندرز اليساري بحاجة ماسة إلى الفوز في ولاية ميتشيغان، حيث تنظم الانتخابات التمهيدية الثلاثاء وسيحصل الفائز على عدد كبير من المندوبين، من أجل وقف تقدم كلينتون الثابت على ما يبدو نحو كسب ترشيح الحزب. وكانت المناظرة في فلينت اللقاء الأول بين كلينتون وساندرز منذ «الثلاثاء الكبير» الذي شهد انتخابات تمهيدية في 12 ولاية، وعزز موقع كلينتون في الصدارة.
في المقابل، حصلت حملة ساندرز على زخم جديد بعد انتصارين السبت في كنساس ونبراسكا، والأحد في ماين، حيث سجل تقدما كبيرا على كلينتون مع 64,3 في المائة من إجمالي الأصوات مقابل 35,5 في المائة فقط لصالح كلينتون، بعد فرز الأصوات بشكل شبه كامل أمس.
ومع هذا الفوز شبه الأكيد بات ساندرز منتصرا في ثماني ولايات من أصل 19، بينما فازت كلينتون في لويزيانا، وهي الأهم بين الانتخابات التمهيدية التي جرت السبت الماضي.
أما على صعيد الجمهوريين، فقد بات سناتور تكساس المحافظ تيد كروز المرشح الوحيد الذي يمكن أن يقطع الطريق على قطب الأعمال دونالد ترامب لنيل ترشيح الحزب، وهو ما تعترض عليه النخب الجمهورية العاجزة عن إحداث فرق على الأرض. وحقّق كروز فوزا كبيرا في ولايتي كنساس وماين السبت، بينما فاز ترامب في كنتاكي ولويزيانا.
أما المرشحان الآخران، وهما سناتور فلوريدا ماركو روبيو الذي فاز في انتخابات بورتوريكو أول من أمس، وحاكم أوهايو السابق جون كاسيك، فقد عانا من تراجع متزايد لكنهما لا يزالان يرفضان الاستسلام.
والدفعة المقبلة من الانتخابات التمهيدية للجمهوريين مقررة اليوم في ميتشيغان وميسيسيبي وايداهو وهاواي، قبل «ثلاثاء كبير» آخر مقرر في 15 مارس (آذار) عندما ستنظم انتخابات تمهيدية في خمس ولايات كبرى، من بينها فلوريدا. وبعد هذه الانتخابات، يتم تعيين المرشح الذي يحصل على أكبر عدد من المندوبين مرشحا في المؤتمر الوطني للحزب المقرر في يوليو (تموز).
وفي ميتشيغان، مهد صناعة السيارات الأميركية، يمكن أن تستفيد كلينتون من شعبيتها لدى الناخبين السود، حيث طالبت منذ البداية بإحلال الحق للضحايا في فلينت، إلا أن ساندرز يمكن أن يواصل الاستفادة أيضًا من دعم الشباب لحملته. وانتهت المناظرة بهجوم لكلينتون ضد الخطاب «التمييزي» لترامب، وتأكيد منها بأنها ستهزمه في الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ورد ساندرز بالقول «ساندرز ضد ترامب سيكون أكثر فعالية من كلينتون ضد ترامب»، مستندا على الدعم الذي أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أنه يحظى به.
مواجهة ساخنة بين كلينتون وساندرز في سابع مناظرة ديمقراطية
النخب الجمهورية تعلّق آمالها على كروز للتفوق على ترامب في الانتخابات التمهيدية
مواجهة ساخنة بين كلينتون وساندرز في سابع مناظرة ديمقراطية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة