ليبيا: سلطات طرابلس تعترف بدعم المتطرفين شرق البلاد

مسؤول بالجيش ينفي انسحاب قواته من معارك بنغازي

ليبيا: سلطات طرابلس تعترف بدعم المتطرفين شرق البلاد
TT

ليبيا: سلطات طرابلس تعترف بدعم المتطرفين شرق البلاد

ليبيا: سلطات طرابلس تعترف بدعم المتطرفين شرق البلاد

واصل الجيش الليبي أمس معاركه العسكرية لتحرير مدينة بنغازي من فلول المتطرفين شرق البلاد، بينما أعرب مارتن كوبلر، رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، عن قلقه من التقارير حول رغبة بعض العائلات في مغادرة مناطق النزاع في بنغازي. إذ قال كوبلر في بيان مقتضب أمس إنه «يجب تأمين ممرات إنسانية لهم»، وناشد جميع الأطراف إلى الاحترام الصارم للقانون الإنساني الدولي، معتبرا أن المدنيين يجب ألا يكونوا ضحايا المواجهات المسلحة.
وكشف مسؤول في الجيش الليبي لـ«الشرق الأوسط» النقاب أن سبب عدم حسم قوات الجيش للمعارك حتى الآن في بنغازي، يعود إلى تكتل الجماعات المتطرفة في الدفاع عن آخر معاقلهم في منطقة مصنع الإسمنت، بالإضافة إلى منطقة القوارشة وسوق الحوت.
وقال المسؤول، الذي طلب عدم تعريفه، إن المتطرفين لجأوا إلى تفخيخ هذه المناطق بالكامل بهدف إعاقة تقدم قوات الجيش، لافتا النظر إلى أن المعارك تدور على مسافة قريبة للغاية بين صفوف الطرفين.
لكن نفس المسؤول نفى انسحاب قوات الجيش من المعارك أمس، وقال: إنها ما زالت تحافظ على ما وصفه بالنصر الكبير الذي حققته حتى الآن على حساب المتطرفين في معظم أنحاء المدينة.
وفي تحدٍ علني لمعارك الجيش الليبي في بنغازي، دعت رئاسة الأركان، التابعة للمؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته في العاصمة الليبية طرابلس، من وصفتهم بثوار المنطقة الغربية إلى تقديم الدعم بالعدة والعتاد لمن سمتهم بثوار بنغازي، في إشارة إلى الجماعات المتطرفة المناوئة للجيش. فيما أقامت السلطات المسيطرة على العاصمة طرابلس أمس صلاة الغائب على قتلى المنطقة الغربية في اشتباكات بنغازي، في اعتراف علني بتورطها إلى جانب المتطرفين في المعارك ضد الجيش، الذي يقوده الفريق خليفة حفتر في بنغازي.
وكشف العقيد ميلود الزوي، المتحدث الرسمي باسم قوات الصاعقة، النقاب عن عدم تلقي عناصر هذه القوات مرتباتهم منذ شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. ودعا في تصريحات، نقلتها وكالة الأنباء الليبية الرسمية، الحكومة ووزارة الدفاع والقيادة العامة للجيش ورئاسة الأركان العامة بالتدخل السريع والعاجل لصرف مرتبات أفراد القوات الخاصة (الصاعقة)، والوحدات المساندة لها.
في المقابل، وفي محاولة لتجنب فوضى انتشار السلاح عقب تحرير بنغازي، أصدر العميد أحمد العرفي، مدير الإدارة العامة للشرطة العسكرية في المدينة، تعليماته بحصر الآليات العسكرية وقطع السلاح التي بحوزة الجيش. وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة العدل والشرطة القضائية أن الحصر شمل كل المناطق التي تم تحريرها مؤخرا، موضحا أن «الهدف هو ألا نقع في الخطأ كما حدث في بداية ثورة 17 فبراير (شباط)، ويصبح السلاح في أيادي العصابات الإجرامية وذوي السوابق».
إلى ذلك، أعلن بيان أصدره برلمان طرابلس عن استئناف اللقاءات مع وفد مجلس النواب المتواجد في مدينة طبرق بأقصى شرق البلاد، وذلك لليوم الخامس على التوالي بمقر المؤتمر الوطني بطرابلس في إطار الحوار الليبي - الليبي، وأضاف البيان «الجانبان يأملان في تقليص خلافاتهما من خلال حوار مبني على أسس ثابتة وواضحة حتى يتم تخطي هذه المرحلة الصعبة، والتوصل إلى حل للأزمة الليبية».
وفي المقابل، واصل مجلس النواب عجزه عن البت في مصير حكومة الوفاق الوطني المقترحة من بعثة الأمم المتحدة، برئاسة رجل الأعمال الطرابلسي فائز السراج، حيث لم يتوفر مجددا النصاب القانوني لعقد الجلسة، إذ قال أعضاء في المجلس لـ«الشرق الأوسط» إن نحو 24 عضوا فقط حضروا إلى مقر المجلس في طبرق، بينما يشترط النصاب القانوني ضرورة حضور 110 نواب.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.