بدأت التحالفات الحزبية في المغرب تتداعى مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في 7 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، فيما تلوح في الأفق بوادر تحالفات جديدة.. ففي صفوف المعارضة، حدث تباعد بين حزبي الاستقلال والأصالة والمعاصرة، بعد أن كانا أكبر حليفين ضد حكومة عبد الإله ابن كيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي يقود الحكومة.
وبدأ حزب الاستقلال يلطف من خطابه اتجاه حزب العدالة والتنمية ويتحدث عن ممارسة المعارضة البناءة والمساندة النقدية لابن كيران، بعد أن كان لا يفوت فرصة من دون أن يكيل له الشتائم والنقد الموجع. ولا يخفي حميد شباط إمكانية التحالف مع حزب العدالة والتنمية، والإشارة إلى التقارب الآيديولوجي بين الحزبين المحافظين.
في السياق نفسه، حدث في الأسابيع الأخيرة تقارب مفاجئ بين حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب الأصالة والمعاصرة بعد سنوات هيمن فيها الارتياب والحذر والصراع.
وجاء التحول عقب المؤتمر الأخير لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي حمل إلياس العماري إلى الأمانة العامة للحزب، وسعي الأصالة والمعاصرة إلى التموقع كلاعب مركزي في مواجهة المد الأصولي بالمغرب.
أما في الصف الحكومي، فقد عادت عقارب الساعة إلى الوراء في العلاقة بين أهم حزبين في تحالف الغالبية. فلم يمض سوى أسبوعين على توجيه صلاح الدين مزوار، أمين عام حزب التجمع الوطني للأحرار وزير الخارجية، انتقادات لاذعة لرئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، خلال اجتماع المجلس الوطني لحزبه، حتى خرج مزوار مرة أخرى أول من أمس في لقاء مع شبيبة الحزب مطلقا سهامه على ابن كيران وحزبه، واصفا إياه بأنه «عراب» الإخوان المسلمين والناطق الرسمي باسمهم في المغرب.
وحذر مزوار ابن كيران وحزبه من الوقوع في ما سماه «مغبة الخلط بين موقعه على رأس الدبلوماسية المغربية، وبين موقعه كرئيس لحزب التجمع الوطني للأحرار».
ورد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية (الشيوعي سابقا) المشارك في الحكومة، في تصريحات صحافية على تصريحات مزوار قائلا: «عندما نكون في تحالف حكومي، يجب احترام الحد الأدنى من التعامل اللائق»، وإن التحالف بين قوة يسارية وقوة إسلامية في الحكومة المغربية الحالية، في إشارة إلى تحالف حزب التقدم والاشتراكية وحزب العدالة والتنمية، يشكل تجربة فريدة في العالم العربي.
فيما لم يستبعد ابن كيران في لقاء حزبي أخيرا استمرار التحالف بين الحزبين خلال الفترة المقبلة.
المغرب: تحالفات جديدة تخترق الأحزاب قبل 7 أشهر من الانتخابات التشريعية
الملاسنات بين أكبر حزبين في حكومة ابن كيران تهدد تماسك الأغلبية
المغرب: تحالفات جديدة تخترق الأحزاب قبل 7 أشهر من الانتخابات التشريعية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة