حذر الاختصاصيون بعلم النفس في معهد «سيغموند فرويد» من مستقبل قاتم، قد يتحول إلى خطر، بانتظار أطفال اللاجئين في ألمانيا. وجاء في التحذير أن مشاعر الخوف وعدم الاستقرار وصدمات الحروب ستنتقل من اللاجئين إلى أبنائهم مثل «العدوى».
يعاني اللاجئون، وإن وصلوا إلى بلد آمن مثل ألمانيا، من المخاوف، وعدم الاستقرار، واليأس والإحباط، وستنتقل هذه المشاعر إلى أطفالهم، خصوصًا مع استمرار معيشتهم في معسكرات ومخيمات وقاعات جماعية.
وذكرت ماريانا ليوزنغر - بوليبر، مديرة معهد فرويد، أن صدمات الحروب ومشاق السفر مع المهربين عبر البحار، تخلق شعورًا بعدم الثقة بالبشر الآخرين، وتؤدي بالتالي إلى انهيار البنى السيكولوجية للإنسان المهاجر.
وأشارت الاختصاصية في سيكولوجية اللجوء والهجرة، إلى أن عدة دراسات أجراها المعهد تثبت انتقال مشكلات المهاجرين النفسية إلى أطفالهم. وثبت من دراسة أجريت على 3 آلاف عائلة مهاجرة، يحمل كبار العائلة أعباء صدمة الحروب ومعاناة التهريب على أكتافهم، أن 33 في المائة من أطفالهم يعانون من حالة «اختلال انقطاع الصلة»، في حين أن هذه النسبة لا ترتفع بين أمثالهم من «الاعتياديين» عن 7 في المائة. ويكون هؤلاء الأطفال أكثر عرضة من غيرهم للأمراض النفسية، ولإدمان المخدرات أو الكحول، والجريمة.
وبرأي ليوزنغر – بوليبر، كان بعض منفذي العمليات الإرهابية بباريس، من الشباب اليافعين، في يوم الجمعة الدامي، من المعانين من «اختلال انقطاع الصلة». فهم يشعرون بعدم الانتماء لشيء، ولا يثقون بأحد، وتنتابهم الأفكار الانتحارية. وعلى هذا الأساس، فإن أطفال المهاجرين الذين يعانون من هذه الحالة سيكونون لاحقًا لقمة سائغة للتنظيمات الإرهابية التي تمنحهم نوعًا من الثقة بالنفس.
وهناك 7 آلاف قاصر، معظمهم من شمال أفريقيا، وصلوا لألمانيا دون ذويهم، وتعجز السلطات عن تسفيرهم قسرًا لأسباب إنسانية. وهذه مشكلة أخرى لا تقل خطورة عن أطفال المهاجرين المصدومين.
الجريمة والإدمان يهددان مستقبل أطفال اللاجئين
حسب تحذير من معهد فرويد للتحليلات النفسية
الجريمة والإدمان يهددان مستقبل أطفال اللاجئين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة