بدأت طهران تمارس ضغوطا وتهديدا على الزعماء السنة، خصوصا على رئيس ائتلاف «متحدون للإصلاح» نائب رئيس الجمهورية السابق، أسامة النجيفي، أمس، بعد أن استقبل النجيفي السفير الإيراني حسن دنائي في بغداد.
وأوضح النجيفي، في بيان تلقت «الشرق الأوسط»، أنه بحث مع السفير الإيراني «مجموعة من الملفات ذات الاهتمام المشترك، حيث بحث الملف الأمني وتطورات المواجهة مع تنظيم داعش الإرهابي، والاستعدادات الحالية لمعركة تحرير نينوى»، داعيا في الوقت نفسه إلى تجنب «تصفية الحسابات»، في إشارة إلى معركة الموصل.
وأكد النجيفي، وفقا للبيان، أن «معركة تحرير نينوى ذات أبعاد وذات خصوصية، وسيكون الحشد الوطني من أبناء نينوى في صدارة المقاتلين من أجل التحرير بالتعاون مع الجيش العراقي وقوات البيشمركة والتحالف الدولي، ذلك أن المهم في هذه المعركة هو عدم منح (داعش) أي فرصة قد تستفيد منها، مع الأهمية البالغة للحفاظ على أهل المدينة وحماية البنية التحتية ومسك الأرض بعد التحرير ومنع أي حالة تجاوز أو تصفية حسابات». ولم يشر بيان النجيفي، إلى أي إشارة إلى رد فعل السفير الإيراني حيال تحفظ النجيفي على مشاركة الحشد الشعبي. وكان مجلس محافظة نينوى صوّت بالإجماع مؤخرا على رفض مشاركة قوات الحشد الشعبي في تحرير المحافظة بسبب وجود «حساسية» من هذه القوات.
ومن جهته، هدد نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، في مؤتمر صحافي أمس، أن «الحشد مصمم على المشاركة في معركة الموصل، وأنه لا يحق لأي أحد أن يمنع أي عراقي في الدفاع عن أرضه»، قائلا: «نصل إلى أي نقطة في داخل العراق وخارجه، وأننا لن نسمح بوجود أي قاعدة داعشية أو بعثية على الأراضي العراقية».
وفي السياق ذاته، أكد محافظ نينوى المقال وقائد الحشد الوطني في الموصل، أثيل النجيفي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «ما قلناه سابقا بعدم قبولنا بمشاركة الحشد الشعبي في معركة الموصل بات قرارا لكل أبناء محافظة نينوى بعد تصويت مجلس المحافظة على ذلك»، وتابع: «وبالتالي فإن أهالي الموصل هم من سيتولون عملية تحرير المحافظة بمشاركة الجيش العراقي وكذلك قوات البيشمركة ومساعدة قوات التحالف الدولي، بالإضافة إلى الدعم الذي تلقيناه من تركيا عبر التدريب والدعم اللوجيستي. ولن يكون لها أي دور في تحرير الموصل وإنما سيكون دورها هو الإسناد فقط».
كما أضاف أن «هناك من يريد استغلال المعركة ضد (داعش) من أجل التمدد الإيراني وزيادة نفوذه، وهو ما رفضناه ونرفضه، لأن إبعاد أهالي نينوى عن معركة تحرير محافظتهم تقف خلفه رسائل واضحة ذات أبعاد مستقبلية تتمثل في إبعادهم لأي دور مستقبلي».
وأوضح النجيفي أن «ما حصل في محافظات أخرى، مثل ديالى وصلاح الدين، يدعونا إلى عدم تكرار التجربة في الموصل، لأننا أصلا لسنا بحاجة إلى مقاتلين بقدر حاجتنا إلى السلاح والتدريب، وهو ما طلبناه من الحكومة المركزية، ولم يتحقق منه شيء بالقياس إلى معركة بحجم معركة الموصل».
وتابع النجيفي أننا «حين شكلنا الحشد الوطني شكلناه طبقا لموافقة الحكومة العراقية، وفي إطار مؤسسة الحشد الشعبي، ودفعوا رواتب لمنتسبي الحشد لعدة شهور، ومن ثم تم قطعها لأسباب نجهلها حتى الآن». وأكد النجيفي أن «المطلوب على صعيد معركة الموصل أن يكون هناك انضباط عسكري عالٍ، وتنسيق بين مختلف القوات المشاركة، وهو ما يريده التحالف الدولي الذي بات يرفض أي مشاركة للحشد الشعبي، وهو ما حصل في معركة الرمادي الأخيرة».
العراق: «الحشد الشعبي» يهدد بالمشاركة في معركة الموصل.. والنجيفي يرفض
طهران تمارس ضغوطًا لإشراك الميليشيات في الحرب لتوسيع نفوذها
العراق: «الحشد الشعبي» يهدد بالمشاركة في معركة الموصل.. والنجيفي يرفض
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة