في معرض إجابتها عن سؤال حول تصريحات سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسية بشأن بناء دولة فيدرالية في سوريا، شددت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على أن «روسيا تنطلق في نقاشاتها لجوانب الأزمة السورية مع الأطراف الدولية من الموقف الواضح والدقيق في أن بنية الدولة السورية مستقبلاً شأن السوريين».
وأكدت زاخاروفا على أن موقف روسيا لم يتغير بالنسبة لمستقبل سوريا، موضحة أن هذا الموقف يقوم على أن «بنية سوريا المستقبلية شأن يخص جدول أعمال الحوار السوري - السوري الداخلي للنقاش وتبني القرارات المناسبة، وهذا موضوع يجب أن يعمل عليه السوريون أنفسهم»، لافتة إلى «أننا قلنا أكثر من مرة إننا نرى مستقبل سوريا كدولة ديمقراطية موحدة حرة وأراضيها موحدة وللجميع».
كما تناولت زاخاروفا الخطة «ب» التي يتحدث عنها الجانب الأميركي كخطة بديلة في حال فشلت الهدنة، وأعربت بهذا الصدد عن أمل موسكو في أن «يبقى الحديث حول الخطة (ب)، كما هو مجرد حديث»، داعيةً الولايات المتحدة إلى الالتزام بكل مسؤوليتها في هذا الموضوع. وقالت زاخاروفا إن «روسيا على قناعة بضرورة التعامل في هذه المرحلة بدقة وحذر شديد ومنتهى المسؤولية وبنزاهة فيما يخص تنفيذ الاتفاق الأميركي - الروسي حول وقف إطلاق النار»، وناشدت الدول المشاركة في المجموعة الدولية لدعم سوريا تقديم الدعم العملي وبخطوات ملموسة لخطة وقف إطلاق النار الروسية - الأميركية «التي يمكن أن تصبح أساسًا لإحلال الأمن والسلام في سوريا»، حسب قولها.
من جانب آخر، وجهت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية انتقادات لصحف معروفة وغربية، وغربية تستخدم في تقاريرها عن الهدنة تعبيرًا مثل «هدنة الأسبوعين» حسب قول زاخاروفا التي استطردت قائلة: «إن هذا الكلام يولد انطباعًا، وكأن الهدنة ستسمر لأسبوعين فقط ومن ثم ستنتهي»، مشددة على أن «الأمر ليس كذلك بالمطلق» وأن «الحديث لا يدور عن هدنة أسبوعين أو عن هدنة لأي فترة أخرى محددة، ولا يجب أن يكون هناك حدود زمنية للهدنة». وأكدت زاخاروفا أن الجهود الدولية كلها تنصب في هذا الاتجاه، لتشير إلى أن «العمل الضخم الذي يشارك فيه عدد كبير من الخبراء من مختلف الدول، وتسخير قدرات العلاقات الثنائية بين دول، لم يكن من أجل منح الأطراف فترة استراحة لمدة أسبوعين فقط». أما إذا كانت هناك وجهة نظر شخص ما أو مجموعة محددة بأن الهدنة لأسبوعين، فتجب الإشارة إلى أن هذه وجهة نظر خاصة، لكنها ليست وجهة نظر المجموعة الدولية لدعم سوريا أو وجهة نظر الأمم المتحدة، وفق زاخاروفا.
في الشأن السوري، أيضًا أكد رئيس جمهورية الشيشان العضو في الاتحاد الروسي رمضان قادروف، أن «المعلومات العملياتية تفيد بأن 250 إلى 300 مواطن شيشاني قد يوجدون الآن في سوريا والعراق، بما في ذلك من يعيش منهم في دول أوروبية»، مضيفًا أنه «من الصعب الآن تحديد المجموعات التي يقاتلون في صفوفها»، فضلاً عن ذلك أشار قادروف إلى أن متطوعين شيشانيين «يتابعون ويراقبون قادة مختلف المجموعات في سوريا». وفي حوار موسع أجرته معه وكالة (إنترفاكس)»، قال قادروف: «إن متطوعين شيشانيين يعرضون حياتهم للخطر، يقومون بمتابعة (مراقبة) من يمكن تسميتهم قادة مختلف المجموعات (المسلحة)»، مشددًا على أن هؤلاء المتطوعين «لا يمتون بأي صلة للمؤسسات والخدمة العسكرية، أو إلى أجهزة وزارة الداخلية الروسية»، دون أن يحدد ما إذا كان هؤلاء يعملون في سوريا والعراق ضمن مجموعات مسلحة مستقلة خاصة بهم، أم أنهم «اندسوا» في صفوف تلك المجموعات، وبهذا الشكل يقومون بالمراقبة. وفي غضون ذلك لم يفت الرئيس الشيشاني أن يتوعد قادة المجموعات في سوريا، الذين وصفهم بـ«المجرمين»، بالقصاص مهما حاولوا الاختباء.
ويبدو لافتًا تشديد قادروف في تصريحاته هذه على عدم وجود أي علاقة بين هؤلاء المتطوعين والجهات العسكرية الرسمية الروسية، الأمر الذي يبدو تراجعًا عن تصريحات سابقة له، أطلقها في تقرير ضمن برنامج على قناة رسمية هي «روسيا - 1»، خلال برنامج للصحافي المقرب من الكرملين ديمتري كيسيلوف. تحدث فيها في ذلك التقرير عن معسكر لتدريب الوحدات الخاصة الشيشانية، أكد قادروف خلالها أنه أرسل «خيرة المقاتلين إلى سوريا وتم زرعهم داخل صفوف (داعش)». وزاد عن ذلك حين أكد أيضًا أن هؤلاء المقاتلين يقومون بجمع المعلومات حول بنية المجموعات الإرهابية وأعدادهم، ويحددون قائمة الأهداف للقصف، ومن ثم يوثقون نتائج القصف. واعتبر أن «النصر في سوريا جاء بفضل مركز تدريب الوحدات الخاصة» موضوع التقرير. يذكر أنه، في حينها، لم ينفِ ديمتري بيسكوف السكرتير الصحافي للرئيس بوتين كلام قادروف، كما لم يؤكده، مكتفيًا بدعوة الصحافيين إلى اعتماد المعلومات التي تقدمها وزارة الدفاع الروسية فقط.
روسيا تأمل أن تبقى الخطة «ب» مجرد كلام.. وشكل الدولة يحدده السوريون
قادروف يؤكد وجود متطوعين شيشان في سوريا لاستهداف مسؤولي الفصائل
روسيا تأمل أن تبقى الخطة «ب» مجرد كلام.. وشكل الدولة يحدده السوريون
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة