النواب العرب يهددون بالاستقالة من الكنيست ردًا على تشريع بطردهم

أيمن عودة: سنجعله برلمانًا يهوديًا صرفًا

النواب العرب يهددون بالاستقالة من الكنيست ردًا على تشريع بطردهم
TT

النواب العرب يهددون بالاستقالة من الكنيست ردًا على تشريع بطردهم

النواب العرب يهددون بالاستقالة من الكنيست ردًا على تشريع بطردهم

في أعقاب القرار الذي اتخذته لجنة القضاء والدستور في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، بتمرير مشروع قانون فُصل، بشكل خاص، لمعاقبة النواب العرب المنتخبين من الشعب، وطردهم وتجريدهم من عضويتهم في الكنيست، هدد نواب «القائمة المشتركة» بالاستقالة الجماعية. وقال النائب أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة: «سنجعله برلمانا يهوديا صرفا وخاليا من العرب، كما يريد مزيفو الديمقراطية». وأضاف عودة: «إن من يجب أن يطرد هو وزراء هذه الحكومة التي لم تعد تخجل من ممارسة العنصرية بشكل علني، وتدير سياستها وفقًا لأحقاد قبلية جاهلية تضج بالعداء لكل ما هو غير يهودي».
وكانت لجنة الدستور والقانون والقضاء في الكنيست، تحت رئاسة نيسان سلوميانسكي، وهو من قادة حزب المستوطنين، قد شهدت نقاشات حادة وشجارات حامية خلال البحث في مشروع القانون، الذي يتيح تجميد عضوية من اعتبروا أعضاء في الكنيست «داعمين للإرهاب»، من دون تحديد زمني لفترة التجميد. وحسب الاقتراح يجب أن يتوفر تأييد 70 عضو كنيست لطرح مشروع إقالة نائب من النواب، فإذا طرح، يحتاج إلى تأييد 90 نائبا على الأقل. وهذا يعني أن على ثلاثة أرباع الكنيست أن تؤيد طرد أحد النواب حتى يصبح المشروع قانونيا. وعلى الرغم من ذلك، رأى النواب العرب ونواب اليسار والوسط الليبرالي، أنه قانون خطير وعنصري، وموجه بشكل خاص ضد النواب العرب. ولذلك هاجموه بحدة. وعندما رأى رئيس اللجنة أنه لم يعد يسيطر على النظام، راح يأمر بإخراج النواب المعارضين الواحد تلو الآخر، مستخدما صلاحياته في منع الشغب. فغادر معظم نواب المعارضة. وصوت سبعة نواب من الائتلاف الحاكم إلى جانب مشروع القانون.
وجاء هذا القانون في إطار الهجمة الهستيرية على ثلاثة نواب من «القائمة المشتركة» (هم ممثلو حزب التجمع، جمال زحالقة وحنين زعبي وباسل غطاس) الذين التقوا عائلات شهداء في القدس، يطالبون باستعادة جثامين أولادهم الذي قتلوا وهم يحاولون طعن إسرائيليين بالسكاكين. فاعتبر اليمين هذا اللقاء «دوسا» على مشاعر المواطنين الإسرائيليين وأهالي الضحايا. واستغلوها للتخلص من النواب العرب. ومع أن عددا من النواب العرب واليساريين عارضوا ذلك اللقاء، إلا أنهم اتحدوا في الموقف ضد إقرار القانون.
وقال النائب أيمن عودة: «هذه واحدة من سلسلة محاولات لتشريع قوانين تهدف لضرب العرب وكل القوى اليسارية. إنه محاولة أخرى لإضعاف الجماهير العربية وقيادتها. ولكنهم لا يدركون أننا لا نستمد شرعيتنا منهم، فالشعب هو من انتخبنا وشرعيتنا نستمدها منه فقط».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.