مقاتلات التحالف تقصف مخازن سلاح لعناصر «القاعدة» في المكلا

المقاومة تفشل اجتماعًا للميليشيات في البيضاء

مقاتلات التحالف تقصف مخازن سلاح لعناصر «القاعدة» في المكلا
TT

مقاتلات التحالف تقصف مخازن سلاح لعناصر «القاعدة» في المكلا

مقاتلات التحالف تقصف مخازن سلاح لعناصر «القاعدة» في المكلا

نفذت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية ظهر أمس الثلاثاء غارات على مخزن أسلحة تابع لتنظيم «القاعدة» في محافظة حضرموت شرق اليمن. وذكرت مصادر محلية في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت لـ«الشرق الأوسط» أن غارات الطيران استهدفت مخزن سلاح تابعا لتنظيم «القاعدة» في منطقة «يدمه» شرق المكلا، لافتة إلى أن دوي انفجارات كبيرة هزت أرجاء المدينة وسمعت أثناء غرات الطيران على المنطقة التي توجد بها عناصر ما يسمى بتنظيم «القاعدة».
وأوضحت أن غارات الطيران قصفت مواقع جبلية قريبة من محيط كلية الهندسة والبترول بجامعة حضرموت، مؤكدة أن دخانا كثيفا تصاعد في سماء المدينة عقب تلك الغارات.
وهذه هي المرة الأولى التي استهدف فيها طيران التحالف مخازن سلاح لعناصر تنظيم «القاعدة» في حضرموت، والتي تتخذ من مدينة المكلا الساحلية منطلقا لعناصرها إلى المحافظات المجاورة خصوصا شبوة وأبين اللتين زادت رقعة نشاطها فيها نظرا للدعم الآتي لها من المكلا ومستغلة غياب مؤسسات الدولة في المحافظات المحررة من الميليشيات التابعة للحوثي وصالح.
وكان طيران التحالف هاجم مواقع تتخذها عناصر «القاعدة» في محافظتي أبين ولحج شرق وشمال عدن على التوالي خلال الأسابيع الماضية، إذ قدر له مهاجمة هذه العناصر المتمركزة في جبل خنفر بأبين وكذا في مدينة الحوطة ومحيطها بمحافظة لحج.
الى ذلك, كثف طيران التحالف العربي التي تقوده السعودية غاراته على مواقع وتجمعات الميليشيات في مناطق متفرقة من محافظة البيضاء، حيث تركز القصف، بحسب شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، على مواقع الميليشيات الانقلابية في منطقة مشعبة بمديرية مكيراس، جنوب مدينة البيضاء، ومواقع أخرى تتمركز فيها ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح في منطقة أسلم بالبيضاء.
واحتدمت أمس مواجهات عنيفة في جبهات القتال في محافظة البيضاء، الواقعة إلى الجنوب الشرقي للعاصمة صنعاء، بين عناصر المقاومة الشعبية من أبناء المحافظة، وميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، تكبدت فيها الميليشيات خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، إضافة إلى سقوط قتلى وجرحى من عناصر المقاومة.
وشنت المقاومة الشعبية هجوما على نقطة تتبع الميليشيات الانقلابية في منطقة ذي خير في مديرية الملاجم الواقعة على الطريق الواصل لمحافظة مأرب، وسقط جميع من في الطاقم بين جريح وقتيل.
وقالت مصادر محلية من محافظة البيضاء لـ«الشرق الأوسط» إن المقاومة الشعبية أفشلت اجتماعا لميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، أمس عندما قامت بهجوم مباغت على مبنى إدارة مديرية الطفة بالمحافظة، حيث كان مقررا عقد الاجتماع فيه.
كما شهدت جبهة الملاجم بمديرية الطفة في محافظة البيضاء مواجهات عنيفة بين المقاومة والميليشيات الانقلابية، جراء قيام المقاومة بهجوم على نقط للميليشيات، وأسفر الهجوم عن مقتل ما لا يقل عن خمس من صفوف الميليشيات وجرح آخرين واغتنام آليات عسكرية وذخائر.
وأكدت المصادر ذاتها «مقتل ما لا يقل عن عشرة من صفوف ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح في مواجهات مع المقاومة الشعبية في منطقتي طياب والمصعوق بمديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء، وأصيب آخرون، إضافة إلى مقتل عدد آخر من الميليشيات في معارك عنيفة شهدتها مناطق أخرى من المحافظة بما فيها منطقة مردود والنخلة بمنطقة يباب التابعة لمديرية ذي ناعم». وأشارت المصادر إلى أن غارات التحالف العربي الذي تقوده السعودية ساعدت على تقدم عناصر المقاومة في بعض الجبهات وطرد الميليشيات من البعض.
ومنذ أكثر من عام، وجبهات القتال في محافظة البيضاء تشهد مواجهات عنيفة بين عناصر المقاومة الشعبية من أبناء محافظة البيضاء نفسها، وميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، وخلفت المواجهات مئات القتلى والجرحى من الطرفين، في الوقت الذي لا يزال فيه أبناء قبائل البيضاء يتوافدون إلى صفوف المقاومة في محاولة منهم لتطهير المحافظة من الميليشيات الانقلابية.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.