سيارة ذاتية القيادة تصدم حافلة عامة في كاليفورنيا

في أول حادث من نوعه

سيارة ذاتية القيادة تصدم حافلة عامة في كاليفورنيا
TT

سيارة ذاتية القيادة تصدم حافلة عامة في كاليفورنيا

سيارة ذاتية القيادة تصدم حافلة عامة في كاليفورنيا

يبدو أن أجهزة الكومبيوتر التي تشغل سيارات «غوغل» ذاتية القيادة أصبحت تشبه قائدي السيارات من البشر بشكل متزايد، حتى في الأخطاء التي يرتكبونها.
وذكرت التقارير، التي نشرت أمس (الاثنين)، أن أحد أجهزة الكومبيوتر تلك تسبب في حدوث ما يعتقد أنه أول خطأ اصطدام بسيط يتعلق بسيارة ذاتية القيادة في أحد شوارع مدينة مونتاين في ولاية كاليفورنيا.
وفي الحادث الذي وقع في 14 فبراير (شباط) الماضي كانت السيارة من إنتاج «غوغل»، وهي من طراز «ليكزس 2012»، تقود نفسها ذاتيا عبر أحد شوارع المدينة، حيث يقع مقر شركة «غوغل» عملاق التكنولوجيا، وعندما اضطرت إلى الالتفاف حول شكائر رمل تسد مسار مياه مندفعة نتيجة عاصفة وموضوعة في الحارة اليمنى من الطريق، انحرفت السيارة بسرعة يسارا عن الطريق واصطدمت بحافلة عامة تابعة لجهاز المدينة.
ولم تفد الأنباء بوقوع إصابات، غير أن سيارة «غوغل» تعرضت لتلف في هيكلها وعجلة القيادة وجهاز الاستشعار.
ويعمل مطورو السيارة ذاتية القيادة انطلاقا من فرضية أن أجهزة الكومبيوتر التي يتم برمجتها جيدا يمكنها القيادة بشكل أفضل من البشر، ولديهم رؤية لإقامة «عالم شجاع جديد» تقوم فيه أجهزة الاستشعار بتسهيل حركة المرور المزدحمة، وتصبح فيه الحوادث ضربا من الماضي، ويمكن لكل شخص فيه أن يبرمج كومبيوتر السيارة لتدخل المرآب ذاتيا.
ومنذ يناير (كانون الثاني) الماضي قامت «غوغل» باختبار 22 سيارة ذاتية القيادة من طراز «لكيزس»، و33 نموذجا أوليا في مدينة ماوتن بكاليفورنيا، وفي أوستن بولاية تكساس.
وتقوم شركات «بوش» و«ديلفي» و«فولكس فاغن» و«مرسيدس بنز» و«نيسان» أيضا باختبارات للسيارات ذاتية القيادة، وذلك وفقا للبيانات التي أصدرتها إدارة ولاية كاليفورنيا للسيارات ونشرتها صحيفة «واشنطن بوست».
وكانت «غوغل» قد أعلنت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أن سياراتها ذاتية القيادة تعرضت لـ17 حادثا صغيرا في غضون ستة أعوام، وعلى مدى أكثر من ثلاثة ملايين كيلومتر من السير غير أن هذه السيارات لم تكن مسؤولة عن أي حادث منها.
ويعد التصادم الذي وقع مع حافلة المدينة هو الأول من نوعه الذي يتم الإعلان عنه، وترتكب سيارة ذاتية القيادة تابعة لـ«غوغل» خطأ فيه.
وأشار التقرير الذي تم تقديمه إلى إدارة السيارات بكاليفورنيا إلى أنه كان يمكن تفادي التصادم عن طريق التدخل البشري.
وقال قائد سيارات تجارب كان يركب في سيارة «غوغل» التي ارتكبت الحادث إنه شاهد الحافلة وهي تقترب، غير أنه اعتقد أنها ستتوقف أو تخفف من سرعتها حتى تسمح للسيارة ذاتية القيادة بالمرور، وبالتالي لم يقم الرجل بالسيطرة على السيارة يدويا.



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.