أحرزت القوات الأمنية العراقية تقدمًا في الدخول إلى مدينة الفلوجة، ثاني أكبر مدن الأنبار، لتحريرها من سيطرة تنظيم داعش أمس، وتوسعة عمليات التحرير في المناطق الواقعة بين ناحية عامرية الفلوجة ومركز المدينة جنوبي الفلوجة.
أعلن مجلس محافظة الأنبار أمس، عن تمكن القوات الأمنية من إطباق السيطرة على جميع المنافذ المطلة على مدينة الفلوجة ومحاصرتها من جميع الاتجاهات، فيما تنتظر القطعات العسكرية الأوامر لتحريرها، وأشار إلى أن «عملية التحرير مرهونة بيد القائد العام للقوات المسلحة».
وقال الناطق الرسمي بلسان المجلس العضو عذال الفهداوي لـ«الشرق الأوسط» إن «قواتنا المسلحة من الجيش والشرطة ومقاتلي عشائر الأنبار يقومون الآن بعمليات تقدم نحو مدينة الفلوجة، وتمكنوا من تحرير كثير من القرى والمناطق المجاورة لمدينة الفلوجة، حيث تخوض القوات الأمنية معارك في المحور الجنوبي من المدينة لتحرير المناطق المتبقية بين ناحية العامرية وبين مدينة الفلوجة».
وأضاف الفهداوي أن «جميع الصنوف في قواتنا الأمنية هي الآن تقف عند محيط الفلوجة من جميع الجهات والمحاور وإن عملية الاقتحام والتحرير مرهونة بيد القائد العام للقوات المسلحة لتحديد الوقت والزمان لتنفيذها، علمًا بأن عملية تحرير الفلوجة غير مرتبطة بالتوافقات السياسية لكون الحكومة تنظر إلى الفلوجة كجزء من العراق وحفظ الأمن فيها من أولوياتها».
ويشار إلى أن القوات الأمنية العراقية تستعد لاقتحام مدينة الفلوجة وتحريرها من سيطرة تنظيم داعش، حيث أكد القادة الميدانيون لـ«الشرق الأوسط» أن «القوات الأمنية تنتظر ساعة الصفر»، وأنها على أتم الاستعداد لتحرير المدينة من مسلحي «داعش» وتحرير العائلات المحتجزة داخل المدينة.
وفي مدينة حديثة (160 كيلومترًا غرب الرمادي مركز محافظة الأنبار)، أعلن المتحدث الرسمي باسم الفوج 14 التابع لقوات الطوارئ في قيادة شرطة الأنبار الملازم سعود حرب العبيدي، عن قيام تنظيم داعش بشن هجوم مباغت على منطقة الحقلانية القريبة من سد حديثة، حيث تمكن المسلحون من السيطرة على بعض المواقع في المنطقة، فيما تستعد القوات الأمنية العراقية لشن هجوم مقابل لاستعادة المنطقة في غضون الساعات القليلة المقبلة.
وقال العبيدي لـ«الشرق الأوسط» إن «مسلحي تنظيم داعش قاموا بشن هجوم مباغت على منطقة الحقلانية القريبة من سد حديثة، بعد أن تمكن مسلحو التنظيم الإرهابي من التسلل من إحدى السيطرات الأمنية في المنطقة نتيجة خرق أمني، وتمكن مسلحو تنظيم داعش، الذين كان يتقدمهم 10 انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة من السيطرة على بعض المنازل والحصول على موطئ قدم في المنطقة»، وتابع العبيدي: «وأقدم ثلاثة من بين العشرة انتحاريين على تفجير أنفسهم بالقرب من إحدى السيطرات الأمنية، مما أدى إلى (استشهاد) ثلاثة مدنيين وإصابة أربعة آخرين»، مبينًا أن «القوات الأمنية وأبناء العشائر تتأهب لاستعادة المنطقة المسيطر عليها من قبل مسلحي التنظيم، بينما لا يزال السبعة من الانتحاريين يتحصنون داخل المنطقة وأن القوات الأمنية والقوات الساندة لها تحاول محاصرة الانتحاريين تمهيدا لقتلهم والقضاء عليهم في غضون الساعات القليلة المقبلة».
ويسعى التنظيم المتطرف إلى فتح جبهات جديدة لتخفيف الضغط على عناصره المحاصرين في الفلوجة وهيت وقرب ساعة تحرير المدينتين من قبل القوات العراقية.
وفي تطور لاحق، وصل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إلى مدينة الرمادي في زيارة مفاجئة للاطلاع على الوضع الأمني والخدمي في المدينة.
وقال مصدر أمني في المحافظة في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «وصل العبادي إلى مدينة الرمادي بهدف الاطلاع على الوضع الأمني والخدمي فيها بعد تحريرها من داعش»، وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه «أنه من المؤمل أن يلتقي العبادي كبار القادة الأمنيين في الرمادي ومسؤولين محليين لمناقشة خطة إعادة النازحين وتحصين المدينة بالشكل الذي يضمن عدم عودة مسلحي تنظيم داعش لها مرة أخرى».
القوات العراقية تتقدم بتحرير مدينة الفلوجة من سيطرة «داعش»
العبادي في الرمادي للاطلاع على الوضع الأمني والخدمي

القوات العراقية تتقدم بتحرير مدينة الفلوجة من سيطرة «داعش»

لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة