سيدات عدن يتحدين الأوضاع الأمنية بمبادرة إنسانية واقتصادية تعيد الأمل للمرضى

اختتام حملة تجارية نسوية تحت شعار «دام عزك يا عدن» بمشاركة 120 سيدة من أصحاب المشاريع الصغيرة

وكيل محافظة عدن يفتتح أول من أمس البازار النسائي التجاري الأول (سبأ)
وكيل محافظة عدن يفتتح أول من أمس البازار النسائي التجاري الأول (سبأ)
TT

سيدات عدن يتحدين الأوضاع الأمنية بمبادرة إنسانية واقتصادية تعيد الأمل للمرضى

وكيل محافظة عدن يفتتح أول من أمس البازار النسائي التجاري الأول (سبأ)
وكيل محافظة عدن يفتتح أول من أمس البازار النسائي التجاري الأول (سبأ)

رغم الظروف الأمنية غير المستقرة التي تعيشها مدينة عدن منذ تحريرها من ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح في يوليو (تموز) العام الماضي إلى أن العاصمة المؤقتة تشهد حراكا اقتصاديا ومجتمعيا متواصلا بهدف تطبيع الأوضاع الحياتية واستعادة الأمن والاستقرار للمدينة وتحريك الوضع الاقتصادي في المدينة عبر مجموعة من الفعاليات والأنشطة المتوالية آخرها بازار عدن لرائدات الأعمال الذي بدأ السبت وأختم أمس الأثنين، ويعود ريعه لمساعدة مرضى السرطان.
وأوضحت رئيسة سيدات الأعمال بالغرفة التجارية والصناعية بعدن كلثوم ناصر النواصري، أن البازار يهدف إلى إيصال رسالة واضحة بأن عدن بخير وأن رائحة البخور والعطر تطغى على رائحة البارود، مشيرة إلى أن البازار الذي شارك فيه أكثر من 120 مشاركة من أصحاب المشاريع الصغيرة يضمن عرض منتجات يدوية وتجارية وإبداعية تساهم في جذب زوار البازار وتساهم في نشر منتجاتهم بطريقة أوسع.
وعلى هامش افتتاح البازار التجاري الذي يأتي تحت «شعار دام عزك يا عدن» ويسعى إلى إبراز منتجات وأعمال سيدات الأعمال الشابة في المشاريع الصغيرة بعدن وذوي الدخل المحدود في الأعمال التجارية والمشاريع الصغيرة. أقامت المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان في عدن بالتعاون البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ورعاية مكتب سيدات الأعمال طبقا خيريا كبيرا يعود ريعه لصالح مرضى السرطان وذلك بمناسبة اليوم العالمي للسرطان.
ويأتي بازار عدن التجاري الذي نظم في مركز الخليج مول بمدينة عدن القديمة «كريتر» ضمن الحراك المجتمعي والاقتصادي التي تشهده المدينة وذلك كمبادرة نسوية بحسب القائمين عليه لتطبيق الأوضاع الحياتية في عدن واستعادة الأمن والاستقرار في ظل الاختلالات المفتعلة والعمليات الإرهابية التي استهدفت المدينة منذ تحريرها من ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح.
بدورها، قالت سيدة الأعمال الشابة هبة فهيم مؤسس منظمة جلوبل، إن تنظيم بازار سيدات الأعمال يعد خطوة جيدة جدًا وهو من أحد أكثر المشاريع الاقتصادية والمجتمعية التي استطعنا أن نلمس مخرجاتها منذ الساعات الأولى من بدأ البازار، مضيفة خلال يوم واحد فقط وهو اليوم الأول تمكنت المشاركات من إدخال مردود مادي كبيرو كن في قمة السعادة، سعادتهن لم تقتصر على الناحية المادية فقط، بل والأكثر منها معنوية، فنحن بحاجة إلى تمكين المرأة وتشجيعها على الانخراط في القطاع الخاص لتحقيق الاستقلال الذاتي كي تواكب نظيراتها في بقية المجتمعات المتقدمة، نرجو من جميع الجهات المعنية تسليط الضوء على هذا القطاع وتنميته.
ومضت في حديثها لـ«الشرق الأوسط» قائلة: «يأتي هذا البازار ليؤكد قوة وصلابة أهالي عدن وإصرارهم على تطبيع الحياة واستعادة الأمل، فعلى الرغم من صعوبة التنظيم لهذا البازار في ظل الظروف الأمنية التي تعاني منها عدن فإنه يبدو وكأنه لا وجود لكلمة مستحيل في قاموس أهل عدن!. ومن ناحية أخرى، فقد لمسنا رغبة الكثيرين في الاهتمام بالجانب الاقتصادي بعد مؤتمر شيبنج دافوس عدن الذي عقد في بداية العام الحالي ونتطلع إلى المزيد من الأعمال التي تثري الجانب الاقتصادي ولو من الأفراد كبداية في ظل هذا الوضع». وأردفت بالقول: «شخصيًا ساعدني البازار لعرض نشاطات مؤسساتنا التي نديرها واستقبال طلبات الحضور للراغبين في المشاركة في فعاليتنا القادمة وهي فعالية يابانية ستقام قريبًا وستعرفون تفاصيلها إن شاء الله لاحقًا».
الشابتان نسمة محمد خان، ونورا ناصر تحدثن لـ«الشرق الأوسط» عن انطباعهن حول معرض بازار عدن بأنه كان يوما عدنيا رائعا استمتعتا فيه. وكانت هناك الكثير من المشاركات المتنوعة غطت الكثير من الاحتياجات، مشيرة إلى أن شركة «سنسز - إلهام لحواسك» جزء من بازار عدن «دام عزك يا عدن»، حيث قدمت الشركة جانب تصويري ممتع لجميع الفئات الذي أعطى للبازار متعة وتواصلا بين الزوار، كما قمنا بإقامة ركن تعريفي للشركة ونشاطها وأعمالها السابقة، وحظي البازار الذي أقامته سيدات الأعمال بعدن بحضور جماهيري فاق التوقعات.
وعلقت الكاتبة والطبيبة العدنية سناء مبارك بأن تنظيم بازار عدن يعد خطوة في طريق تطبيع الحياة السوية في مدينة كعدن حاليا، كون ذلك أمرا محفزا جدا لقطاع واسع من السيدات الطامحات لوجود اقتصادي مرموق في الصورة العامة لبلد تعصف به الأزمات ومنها الأزمات المعيقة بشكل كبير لفاعلية النساء كانتشار الجماعات المتطرفة التي تمارس رقابة وقحة على الحريات الشخصية وحركة النساء وعملهن ومظهرهن.
واعتبرت في حديث لـ«الشرق الأوسط» تنظيم بازار عدن رسالة توطد لأهمية وجود المرأة في النهضة العامة الحالية والمستقبلية في ظل ظروف قاهرة وصعبة، مضيفة لن تقوم لنا قائمة ما لم تقدر المرأة أهمية دورها وتناضل من أجل حيازة السيادة الذاتية والمجتمعية وما لم يتقبل المجتمع ككل فكرة أن المرأة جزء أصيل وفاعل في العمليات الحيوية للنهضة كلها من أول حيازة الحق في التعليم والعمل إلى الحق في صناعة القرار السياسي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.