ما إن جرى توزيع مليوني نسخة من العدد الأول من صحيفة «نيو داي» على أكثر من 40 ألف نقطة بيع في بريطانيا أمس، حتى راح المارة يتخاطفون النسخ المجانية – للعدد الأول استثنائيا - لاكتشاف محتوى الصحيفة الورقية الأولى التي تصدر في البلاد منذ 30 عاما والصادرة عن شركة «ترينيتي ميرور» للنشر. فمنذ الإعلان عنها الأسبوع الماضي، تساءل الجميع عن «نيو داي» وما ستقوم بطرحه لسوق الصحافة البريطانية الورقية، علما بأن الشركة الناشرة أعلنت أن الصحيفة اليومية المكونة من 40 صفحة لن يصاحبها موقع إلكتروني.
ففي تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط» أدلتها متحدثة باسم الشركة الناشرة، أن الصحيفة الجديدة هي مبادرة لإنعاش الصحافة الورقية في بريطانيا واسترجاع قرائها من خلال تزويدهم بمحتوى مختلف يخدم احتياجاتهم.
وحول ذلك، نشرت صحيفة «الغارديان» على موقعها الإلكتروني تقييما لمحتوى عدد «نيو داي» الأول. وقالت: «الصحيفة أوفت بوعدها وقدمت منتجا مختلفا لافتا للنظر يجمع بين جمالية وخفة المجلات وتحقيقات الصحف الإخبارية». واستطردت: «نعتبر (نيو داي) إضافة فعلية لتشكيلة أكشاك الصحف اليومية في بريطانيا». وبدورها، أبدت «الفايننشيال تايمز» إعجابها بالعدد الأول وكتبت: «إلى جانب عمود جدي وممل نوعا ما بقلم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون عن البقاء في الاتحاد الأوروبي، فإن (نيو داي) تضفي طاقة إيجابية ورونقا متميزا مقارنة بنظيراتها». وإلى ذلك، يرى مراقبون أن الصحف الورقية الأخرى ستقوم وعلى الأرجح بإعادة حساباتها مع إطلاق منافستها الأصغر سنا والمواكبة لقراء العصر الرقمي.
وتضمن محتوى «نيو داي» في الصفحات الملونة بأكملها تحقيقات سياسية واجتماعية جادة كتقرير حول مصير بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، وآخر عن ظاهرة عمالة واضطهاد شريحة من أطفال بريطانيا إلى جانب أخبار خفيفة عن أكثر المواضيع تداولا في الأخبار وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. وكما كانت قد أعلنت المتحدثة باسم الشركة الناشرة، لم تخصص صفحات معينة للأخبار والرياضة والفن، بل وفرت الطبعة عنصر المفاجأة لمتصفحيها في تسلسل غير واضح وصفحات رياضية وضعت بين صفحات السياسية والتحقيقات.
ومع أن الصحيفة لم تنشر محتواها على موقع إلكتروني، إلا أنها استغلت، وبشدة، حسابيها على «فيسبوك» و«تويتر» إذ نشرت إعلانا على النسخة الورقية تطلب من قرائها متابعتها على مواقع التواصل الاجتماعي وإرسال صورهم وهم يتصفحونها لنشرها. وفي أقل من 24 ساعة ازداد متابعو الصحيفة على «فيسبوك» ليصل 11 ألف معجب و8 آلاف متابع على «تويتر». وغرد البعض لـ«نيو داي» منوهين أنهم لم يستطيعوا تحصيل طبعة اليوم لأن الكمية فرغت بنقاط التوزيع. ورد فريق الصحيفة بوعد أن يتم توزيع عدد أكبر يوم غد. وفي «فيسبوك» اشتد التفاعل على صفحة الجريدة لنقاش المواد المنشورة في الطبعة الورقية. كما علق الكثير من معجبي الصفحة على فيديو وصور نشرتها الصحيفة على «فيسبوك».
يذكر أنه في بيان سابق، أعلنت «الترينيتي ميرور» أن «نيو داي» من الاثنين إلى الجمعة. وستباع بسعر 25 بنسًا على مدى أسبوعين ثم مقابل 50 بنسا. كما تأمل الشركة أن تبيع نحو 200 ألف نسخة يوميا، إلا أن هذا الرقم قد يكون متواضعا بعد انطباعات اليوم الأول.
الصحف الورقية في بريطانيا تعيد حساباتها بعد صدور العدد الأول من «نيو داي»
مليونا نسخة وزعت مجانًا وإقبال كبير عليها من القراء
الصحف الورقية في بريطانيا تعيد حساباتها بعد صدور العدد الأول من «نيو داي»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة