القوات اليمنية تدك مواقع الانقلابين في تعز.. وتمشط المواقع المحررة

ميليشيا الحوثي وصالح تقع بين فكي «كماشة» الجيش والمقاومة الشعبية

أقارب ثلاثة أطفال قتلوا في هجوم شنه الحوثيون وقوات صالح خلال مراسم الجنازة بمقبرة الشهداء في مدينة تعز (غيتي)
أقارب ثلاثة أطفال قتلوا في هجوم شنه الحوثيون وقوات صالح خلال مراسم الجنازة بمقبرة الشهداء في مدينة تعز (غيتي)
TT

القوات اليمنية تدك مواقع الانقلابين في تعز.. وتمشط المواقع المحررة

أقارب ثلاثة أطفال قتلوا في هجوم شنه الحوثيون وقوات صالح خلال مراسم الجنازة بمقبرة الشهداء في مدينة تعز (غيتي)
أقارب ثلاثة أطفال قتلوا في هجوم شنه الحوثيون وقوات صالح خلال مراسم الجنازة بمقبرة الشهداء في مدينة تعز (غيتي)

اتسعت المعارك الضارية في محافظة تعز، الواقعة إلى الجنوب من العاصمة صنعاء، بين القوات الموالية للشرعية، الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بمساندة قوات التحالف التي تقودها السعودية، من جهة، وبين ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، من جهة أخرى، ورافقها قصف عنيف من قبل التحالف على مواقع وتجمعات الميليشيات الانقلابية.
وبينما حاولت الميليشيات الانقلابية استعادة مواقع تم تحريرها من الشرعية في جبهات القتال بما فيها المسراخ، جنوب تعز، وجبهة الضباب، غرب المدينة، وجدت ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح نفسها بين فكي كماشية قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
وقال رضوان فارع، الناشط السياسي من أبناء تعز لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات اليمنية الموالية للشرعية في تعز، حققت انتصارات مهمة للغاية في مديرية المسراخ، جنوب تعز، والتي يمكن أن نقول عنها بأنها تؤسس لمرحلة متطورة من المقاومة ضد ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية».
وأضاف أن «انتصارات عناصر المقاومة والجيش الوطني، وبمساندة طيران التحالف التي تقوده السعودية، في جبهات القتال خاصة في جبهة الضباب والمسراخ كانت مفاجئة للميليشيات الانقلابية، وحاليا تدور اشتباكات في عزلة الأقروض التابعة لمديرية المسراخ والتي تضم عدة عزل، حيث تحاول ميلشيات الحوثيين وقوات صالح العودة إلى المسراخ التي تم تحريرها منهم، وكذلك تحاول الميليشيات اختراق منطقة الأقروش باتجاه منطقة الشعوبة بمديرية المعافر لتتمكن بعد ذلك بالاتجاه نحو قضاء الحجرية، أكبر قضاء في محافظة تعز».
وأوضح الناشط السياسي «تحاول ميليشيا الحوثي التقدم من جبهة جبل حبشي بمحاذاة طريق الضباب، للسيطرة على جبل ذي ناعم المطل على المنفذ والطريق الوحيد لمدينة تعز المحاصرة، في مقابل ذلك، عززت المقاومة الشعبية بمقاتلين يقودهم الشيخ حمود المخلافي، لحسم المعركة قريبا جدا» وتابع «ليس هناك مجال للتراجع فالمعركة مصيرية، وهذا ما يؤكده حضور المخلافي لقيادة المقاومة في المنطقة». وفي جبهة مديرية حيفان، جنوب تعز، تواصل ميليشيات الحوثي وقوات صالح قصفها على مواقع المقاومة الشعبية وقرى المديرية، ويرافقها مواجهات مع عناصر المقاومة الشعبية من أبناء المنطقة التي يتوافد إليها العشرات ليعلن انضمامه لصفوف المقاومة، الأمر الذي مكن هذه الأخيرة من السيطرة على مواقع ومرتفعات جبلية كانت خاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية، وذلك بمساندة طيران التحالف التي شنت غاراتها المركزة والمباشرة على مواقع وتجمعات الميليشيات.
وأكد رضوان فارع لـ«الشرق الأوسط» أن «جبهة حيفان والأعبوس، تُعد جبهة مهمة جدا، إذ انضم أبناء المنطقة بقيادة الشيخ عادل العبسي إلى المقاومة، وهو رجل يحظى باحترام في المنطقة، وقد يغير من مجريات المواجهات في هذه الجبهة المهمة، كونها محادة لمحافظة لحج الجنوبية».
في غضون ذلك استكملت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظة تعز، تمشيط المواقع التي تم تحريرها من قبل الميليشيات الانقلابية في مديرية المسراخ، جنوب تعز، وتمكنت قوات الشرعية، من استعادة موقع القحف، المطل على منطقة وهر في مديرية جبل حبشي الذي كان يخضع لسيطرة الميليشيات، وذلك بعد مواجهات عنيفة في منطقة الصراهم وبلاد الوافي، إثر تسلل للميليشيات إلى المديرية في محاولة منها للالتفاف على قوات الجيش والمقاومة في الضباب، غرب المدينة.
ولا تزال الميليشيات تواصل ارتكاب جرائمها الإنسانية ضد أهالي مدينة تعز من خلال القصف اليومي بمختلف الأسلحة المتوسطة والثقيلة على مختلف الأحياء السكنية خصوصا الخاضعة لسيطرة المقاومة الشعبية، وكذا قرى مديريات الوازعية، غرب المدينة، وحيفان والمسراخ، جنوب المدينة، وعدد من الأحياء السكنية شرق مدينة تعز.
من جانبه، دعا المجلس العسكري في محافظة تعز، إلى عدم التعامل مع أي جهة أو شخص خارج تشكيلة المجلس، وأكد على «ضرورة تضافر الجهود لكسر الحصار الظالم على المدينة وتحرير ما تبقى منها في أيدي الميليشيات الانقلابية الغازية». من جهته، كثف طيران التحالف التي تقوده السعودية من غاراته العنيفة على مواقع وتجمعات ومخازن أسلحة ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح في مواقع متفرقة في مدينة تعز وأطراف المحافظة، وكبد الميليشيات خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. وأفاد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن العشرات من الميليشيات الانقلابية سقط ما بين جريح وقتيل جراء غارات التحالف التي استهدفت مواقع عدة من بينها مواقع في مديرية المخا الساحلية على البحر الأحمر، غرب مدينة تعز، ومواقع أخرى في مديرية ذباب الاستراتيجية الممتدة إلى مضيق باب المندب، ومواقع في المكلكل، شرق المدينة، ومنطقة الصراهم بمديرية جبل حبشي.
وعلى الجانب الإنساني، قامت مؤسسة جنات التنموية وبتنسيق مجلس تنسيق المنظمات النسوية، بتنفيذ مشروع «إيواء الأسر النازحة والمنكوبة في جبل صبر الموادم».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.