واصلت قوات الجيش الليبي تقدمها على الأرض في عملية «دم الشهيد» على حساب الجماعات الإرهابية والمتطرفة في مدينة بنغازي بشرق ليبيا، التي أطلق منها رئيس الحكومة الانتقالية عبد الله الثني دعوة لتسريع إعادة فتح منافذها البرية والبحرية والجوية، فيما قصفت طائرة مجهولة الهوية تنظيم داعش قرب مدينة سرت في شمال البلاد.
وأعلن القائد العام للجيش الليبي الفريق خليفة حفتر عن تكليف إلى آمر غرفة «عمليات الكرامة»، العميد عبد السلام الحاسي، بدمج «سرية الفضيل» و«كتيبة التوحيد» تحت اسم جديد «الكتيبة 210 - مشاة آلية»، وتمركزهما داخل مقر معسكر ما يسمى «راف الله السحاتي» سابقًا، للسيطرة على كامل محتوياته من مبان وآليات وأسلحة وذخائر بمنطقة الهواري غرب بنغازي.
وقالت قوات الجيش إنها عثرت على كمية ضخمة من الصواريخ الحرارية «صاروخ C5» في مقر الكتيبة أثناء اقتحامها خلال الأيام الماضية. وفى أول زيارة لرئيس حكومة ليبية لشوارع بنغازي منذ 5 سنوات، دعا الثني رئيس الحكومة الانتقالية والمعترف بها دوليا، إلى سرعة فتح المنافذ البرية والبحرية والجوية في المدينة، وعلى رأسها مطار بنينا الدولي.
وتفقد الثّني المناطق التي حررتها قوات الجيش الليبي من قبضة المتطرفين مؤخرا، وعلى رأسها منطقة الليثي والأماكن الحيوية في المدينة، للوقوف على احتياجات المواطنين وإزالة المعوقات التي تواجههم.
وأعلنت شركة الخطوط الجوية الليبية، استئناف رحلاتها الجوية إلى مطاري «الأبرق» بشرق البلاد و«تمنهنت» بالجنوب، لتسهيل حركة تنقل المواطنين.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن آمر كتيبة «482 استطلاع» العقيد بوسيف الزواوي، تقدم قوات الجيش في محور النواقية وسيطرة الجيش على منطقة المنازل الستة بالقرب من النواقية، مشيرا إلى مقتل جنديين وجرح ثلاثة آخرين في انفجار لغم أرضي.
وقال الزواوي إن قوات الكتيبة باتت على بعد نحو اثنين من الكيلومترات فقط من مصنع الإسمنت بمنطقة الهواري جنوب غربي بنغازي، في آخر معاقل التنظيمات الإرهابية المتمركزة في المنطقة منذ أكثر من عام، لافتا إلى تقدمها بحذر لوجود ألغام كثيرة.
من جهته، أعلن الناطق باسم قوات الصاعقة، مقتل أحد القادة الميدانيين من منتسبي القوات في عملية تحرير مصنع الإسمنت، خلال اشتباكات عنيفة أسفرت عن السيطرة على المصنع بالكامل. كما كشف النقاب عن العثور على سجن سري داخل إحدى المدارس بالقرب من المصنع، مؤكدا أن قوات الجيش تستعد لاقتحام منطقة القوارشة آخر معاقل تنظيم داعش في المحور الغربي في بنغازي.
وقصف سلاح الطيران الليبي أربع جرافات كانت قادمة من مدينة مصراتة، محملة بالمقاتلين والذخائر لمقاتلي ما يسمى «شورى مجاهدي بنغازي» التابع لتنظيم داعش، وفقا لما أعلنه آمر «السرب 35 - عمودي» بقاعدة بنينا الجوية العقيد فرج الدرسي.
إلى ذلك، قالت مصادر محلية متطابقة إن ضربات جوية سمع دويها أمس قرب السدادة ووادي ترغلات القريب من مدينة بني وليد الليبية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عقيد في سلاح الجو التابع لحكومة طرابلس، أنه «تم قصف موكب هذا الصباح يعتقد أنه لتنظيم داعش، لكن لا معلومات عن الهدف الذي تم قصفه»، مضيفا: «هذا القصف تم دون تنسيق مع حكومتنا».
وقال أحد أعضاء اللجنة الأمنية في المجلس المحلي في سرت إن «الموكب غادر سرت، وجرى استهدافه بعد ذلك في منطقة تبعد نحو 150 كيلومترا جنوب غربي المدينة»، وأضاف: «تم تدمير الموكب بشكل كامل».
من جهتها، حذرت غرفة عمليات المنطقة الغربية المدن المجاورة لها (العجيلات والجميل وزوارة ورقدالين وزلطن)، من إمكانية تسلل عناصر تنظيم داعش إليها، ودعت في بيان لها أمس إلى «أخذ الحيطة والحذر». وزعمت أنه «تم دحر مقاتلي التنظيم من مركز مدينة صبراتة والطريق الساحلي كاملا، بعد مقتل ثلاثين منهم».
ويتخذ مسلحون من مدينة سرت التي تبعد نحو 450 كيلومترا إلى الشرق من العاصمة طرابلس، إمارة تابعة لتنظيم داعش، حيث يغتنم التنظيم الفوضى التي تجتاح البلاد منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي في عام 2011، لتعزيز وجوده بغرض شن هجمات دموية.
ليبيا: رئيس الحكومة يتجول في شوارع بنغازي لأول مرة منذ 5 سنوات
الجيش الليبي يواصل تقدمه.. وغارة لطيران مجهول تدمر موكبًا لـ«داعش»
ليبيا: رئيس الحكومة يتجول في شوارع بنغازي لأول مرة منذ 5 سنوات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة