ليبيا: رئيس الحكومة يتجول في شوارع بنغازي لأول مرة منذ 5 سنوات

الجيش الليبي يواصل تقدمه.. وغارة لطيران مجهول تدمر موكبًا لـ«داعش»

ليبيا: رئيس الحكومة يتجول في شوارع بنغازي لأول مرة منذ 5 سنوات
TT

ليبيا: رئيس الحكومة يتجول في شوارع بنغازي لأول مرة منذ 5 سنوات

ليبيا: رئيس الحكومة يتجول في شوارع بنغازي لأول مرة منذ 5 سنوات

واصلت قوات الجيش الليبي تقدمها على الأرض في عملية «دم الشهيد» على حساب الجماعات الإرهابية والمتطرفة في مدينة بنغازي بشرق ليبيا، التي أطلق منها رئيس الحكومة الانتقالية عبد الله الثني دعوة لتسريع إعادة فتح منافذها البرية والبحرية والجوية، فيما قصفت طائرة مجهولة الهوية تنظيم داعش قرب مدينة سرت في شمال البلاد.
وأعلن القائد العام للجيش الليبي الفريق خليفة حفتر عن تكليف إلى آمر غرفة «عمليات الكرامة»، العميد عبد السلام الحاسي، بدمج «سرية الفضيل» و«كتيبة التوحيد» تحت اسم جديد «الكتيبة 210 - مشاة آلية»، وتمركزهما داخل مقر معسكر ما يسمى «راف الله السحاتي» سابقًا، للسيطرة على كامل محتوياته من مبان وآليات وأسلحة وذخائر بمنطقة الهواري غرب بنغازي.
وقالت قوات الجيش إنها عثرت على كمية ضخمة من الصواريخ الحرارية «صاروخ C5» في مقر الكتيبة أثناء اقتحامها خلال الأيام الماضية. وفى أول زيارة لرئيس حكومة ليبية لشوارع بنغازي منذ 5 سنوات، دعا الثني رئيس الحكومة الانتقالية والمعترف بها دوليا، إلى سرعة فتح المنافذ البرية والبحرية والجوية في المدينة، وعلى رأسها مطار بنينا الدولي.
وتفقد الثّني المناطق التي حررتها قوات الجيش الليبي من قبضة المتطرفين مؤخرا، وعلى رأسها منطقة الليثي والأماكن الحيوية في المدينة، للوقوف على احتياجات المواطنين وإزالة المعوقات التي تواجههم.
وأعلنت شركة الخطوط الجوية الليبية، استئناف رحلاتها الجوية إلى مطاري «الأبرق» بشرق البلاد و«تمنهنت» بالجنوب، لتسهيل حركة تنقل المواطنين.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن آمر كتيبة «482 استطلاع» العقيد بوسيف الزواوي، تقدم قوات الجيش في محور النواقية وسيطرة الجيش على منطقة المنازل الستة بالقرب من النواقية، مشيرا إلى مقتل جنديين وجرح ثلاثة آخرين في انفجار لغم أرضي.
وقال الزواوي إن قوات الكتيبة باتت على بعد نحو اثنين من الكيلومترات فقط من مصنع الإسمنت بمنطقة الهواري جنوب غربي بنغازي، في آخر معاقل التنظيمات الإرهابية المتمركزة في المنطقة منذ أكثر من عام، لافتا إلى تقدمها بحذر لوجود ألغام كثيرة.
من جهته، أعلن الناطق باسم قوات الصاعقة، مقتل أحد القادة الميدانيين من منتسبي القوات في عملية تحرير مصنع الإسمنت، خلال اشتباكات عنيفة أسفرت عن السيطرة على المصنع بالكامل. كما كشف النقاب عن العثور على سجن سري داخل إحدى المدارس بالقرب من المصنع، مؤكدا أن قوات الجيش تستعد لاقتحام منطقة القوارشة آخر معاقل تنظيم داعش في المحور الغربي في بنغازي.
وقصف سلاح الطيران الليبي أربع جرافات كانت قادمة من مدينة مصراتة، محملة بالمقاتلين والذخائر لمقاتلي ما يسمى «شورى مجاهدي بنغازي» التابع لتنظيم داعش، وفقا لما أعلنه آمر «السرب 35 - عمودي» بقاعدة بنينا الجوية العقيد فرج الدرسي.
إلى ذلك، قالت مصادر محلية متطابقة إن ضربات جوية سمع دويها أمس قرب السدادة ووادي ترغلات القريب من مدينة بني وليد الليبية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عقيد في سلاح الجو التابع لحكومة طرابلس، أنه «تم قصف موكب هذا الصباح يعتقد أنه لتنظيم داعش، لكن لا معلومات عن الهدف الذي تم قصفه»، مضيفا: «هذا القصف تم دون تنسيق مع حكومتنا».
وقال أحد أعضاء اللجنة الأمنية في المجلس المحلي في سرت إن «الموكب غادر سرت، وجرى استهدافه بعد ذلك في منطقة تبعد نحو 150 كيلومترا جنوب غربي المدينة»، وأضاف: «تم تدمير الموكب بشكل كامل».
من جهتها، حذرت غرفة عمليات المنطقة الغربية المدن المجاورة لها (العجيلات والجميل وزوارة ورقدالين وزلطن)، من إمكانية تسلل عناصر تنظيم داعش إليها، ودعت في بيان لها أمس إلى «أخذ الحيطة والحذر». وزعمت أنه «تم دحر مقاتلي التنظيم من مركز مدينة صبراتة والطريق الساحلي كاملا، بعد مقتل ثلاثين منهم».
ويتخذ مسلحون من مدينة سرت التي تبعد نحو 450 كيلومترا إلى الشرق من العاصمة طرابلس، إمارة تابعة لتنظيم داعش، حيث يغتنم التنظيم الفوضى التي تجتاح البلاد منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي في عام 2011، لتعزيز وجوده بغرض شن هجمات دموية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».