سيدشن السويسري جياني إينفانتينو أول أيام عمله رئيسًا جديدًا للاتحاد الدولي اليوم بالمشاركة في مباراة لكرة القدم مع موظفي «فيفا»، الذي لا يزال يترنح من أسوأ أزمة عبر تاريخه.
وتجسد المباراة فكرة عودة «فيفا» إلى اهتمامه وتركيزه الأول وهو كرة القدم، وهي أولوية ضاعت وسط فضائح فساد طالت مسؤولين بارزين في المنظمة الدولية، وتسببت في إيقاف الرئيس السابق جوزيب بلاتر لست سنوات.
وظهر إينفانتينو أمس في أول بشكل رسمي كرئيس لـ«فيفا» حيث افتتحا متحف «فيفا»، وقال: «إنه متحف رائع يعكس السمة العالمية لكرة القدم. إنها فكرة جيدة من قبل جوزيف بلاتر لإنشاء هذا الصرح».
والهدف من بناء هذا المتحف الواقع في وسط زيوريخ وكلف 140 مليون فرنك سويسري (128 مليون يورو) هو جذب 250 ألف زائر في العام. وكان بلاتر تمنى في رسالة مفتوحة إلى إينفانتينو أمس نشرتها «لو جورنال دي ديمانش»: «النجاح الكبير»، ومحذرًا إياه من صعوبة مهمته الجديدة ومن غدر الأصدقاء.
وكتب بلاتر بلهجة تحذيرية: «صديقي جاني، رئيسي.. أهنئك، لكن عليك أن تعلم أن المنصب الذي اخترت لن يكون سهلاً. ينتظرون منك المعجزات..جهز نفسك جيدًا وكن حذرًا. حتى لو دعمك الجميع وقالوا لك كلمات لطيفة، اعلم أنه ما إن تجلس على كرسي الرئيس، يصبح الأصدقاء نادرين».
وعندما يدخل إينفانتينو مكتب الرئيس في مقر «فيفا» في زيوريخ سيتعين عليه التعامل سريعا مع مشكلات مالية وإدارية والعمل على استعادة ثقة الرعاة والعاملين في المؤسسة الذين نالت المشكلات الأخيرة من حماسهم، وكذلك الأندية واللاعبون الذين شعروا بخيبة أمل شديدة لما جرى.
وسيتعين على الأمين العام السابق للاتحاد الأوروبي أيضًا إزالة أي شكوك حول أنه انتخب للدفاع عن مصالح قارته.
ويواجه مسؤولون في «فيفا» تحقيقات جنائية في الولايات المتحدة وسويسرا، لكنها أمور تأتي في خلفية المشهد أكثر منها مصدر قلق فوريًا للمسؤول السويسري. وينطبق الشيء ذاته على نسختي كأس العالم 2018 و2022 اللتين صاحبهما جدل كبير حول الطريقة التي منح بها حق التنظيم. وستكون من أولى مهام الرئيس الجديد تعيين أمين عام لإدارة الشؤون اليومية وهو منصب كان قد أشار إينفانتينو بالفعل إلى أنه سيذهب إلى مسؤول غير أوروبي.
ومن أولوياته أيضًا رفع معنويات موظفي المؤسسة الذين يبلغ عددهم نحو 400 شخص كثير منهم يتمتعون بمؤهلات على أعلى مستوى لكنهم حاولوا على مدار آخر ثمانية أشهر تجاهل الفوضى التي ضربت أعلى الهرم القيادي.
وقال إينفانتينو عقب انتخابه: «لقد مروا بفترة عصيبة وأريد أن أبلغهم أني أعول عليهم وأومن بقدراتهم وسنفعل أشياء رائعة معًا». وتسببت المشكلات التي ضربت «فيفا» في إخفاق المنظمة في إبرام عقود رعاية جديدة وتواجه عجزا بلغ 108 ملايين دولار في 2015 طبقًا لسوكيتو باتل عضو لجنة القيم والمراجعة المستقلة.
وقال باتل إن هناك عجزا يبلغ 530 مليون دولار بين الإيرادات المتوقعة والعقود الفعلية الموقعة حتى الآن للفترة بين 2015 و2018.
وسيتعين على إينفانتينو الوفاء بالتعهدات السخية بزيادة الدعم للاتحادات الـ209 الأعضاء في «فيفا» التي قطعها على نفسه أثناء حملته الانتخابية.
وعن ذلك قال المسؤول السويسري: «يتعين استعادة ثقة الرعاة في (فيفا).. لو نجحنا في تحقيق ذلك ستزيد الإيرادات ولن يشعر الاتحاد الدولي بالقلق على مستقبله».
وتابع: «أتمتع بخبرة كبيرة في هذا المجال.. من واقع خبرتي لم يتعرض الاتحاد الأوروبي للإفلاس في أي فترة، بل على العكس زادت الإيرادات».
وسيكلف أيضًا بمهمة إصلاح الجسور مع الأندية واللاعبين الذين اشتكوا من تهميشهم خلال وضع بنود عملية إصلاح أدت إلى الموافقة على حزمة قرارات قبل انتخاب إينفانتينو.
وتعتمد المسابقات التي ينظمها «فيفا» على اتفاق هش تم التوصل إليه مع الأندية تترك بموجبه لاعبيها لخوض المباريات مع منتخباتهم الوطنية في مواعيد محددة سلفًا تعرف بجدول المباريات الدولية.
وتقدم اتحاد اللاعبين المحترفين العام الماضي بشكوى قانونية إلى المفوضية الأوروبية ضد نظام الانتقالات في كرة القدم قد يكون لها تداعيات واسعة.
وبدلاً من تهنئة إينفانتينو بانتخابه أصدر اتحاد اللاعبين المحترفين بيانًا غاضبًا قال فيه: «إن لديه نظرة قاتمة للعملية برمتها». وأضاف: «الطريقة التي يدار بها (فيفا) تقوم على أساس تبادل المصالح وتقديم إغراءات مالية إضافة إلى تدخلات القوى الرئيسية والحكومات.. تم تجاهل اللاعبين مثلهم مثل الأندية وروابط الدوري والجماهير في عملية الإصلاح الأخيرة».
وأشار البيان إلى أن حقوق 65 ألف لاعب محترف في جميع أنحاء العالم «غالبًا ما يتم تجاهلها بشكل صارخ واستغلالها نتيجة للطبيعة الاحتكارية لـ(فيفا)».
وستكون المحافظة على وحدة «فيفا» من أولويات فترة رئاسة إينفانتينو.
وصوتت أجزاء واسعة من قارتي أفريقيا وآسيا لصالح البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة كما أقر حلفاء إينفانتينو في أميركا الجنوبية بأن لديهم بعض الاعتراضات على تكالب الأندية الأوروبية على تفريغ دولهم من المواهب الواعدة.
إينفانتينو يتطلع لإصلاح الجسور مع اللاعبين والأندية وحل المشكلات المالية
بلاتر عرض المساعدة على رئيس «فيفا» الجديد وحذره من غدر الأصدقاء
إينفانتينو يتطلع لإصلاح الجسور مع اللاعبين والأندية وحل المشكلات المالية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة