يعد معرض القوات المسلحة لتوطين صناعة قطع الغيار الذي انعقد مؤخرًا في الرياض، حدثًا اقتصاديا بارزًا، تبرهن من خلاله السعودية على قدراتها الكبيرة في زيادة قدراتها التصنيعية بشكل عام، بالإضافة إلى زيادة قدراتها في قطاع الصناعات العسكرية والحربية بشكل خاص.
وفي هذا الشأن، اختتم معرض القوات المسلحة لتوطين صناعة قطع الغيار «أفد» مساء أول من أمس فعالياته بإبرام 550 عقدًا داخل المعرض، والتعاقد مع 300 مصنع سعودي، كما أثمر المعرض عن تأهيل أكثر من 600 مصنع سعودي بغرض الإسهام في دخولها سوق تصنيع قطع الغيار لدعم التوطين والإنتاج وتنوع المحتوى المحلي، إذ تجاوزت عدد القطع المصنعة محليًا سبعة ملايين قطعة.
وحظي معرض دعم توطين صناعة قطع الغيار «أفد» بحضور مكثف من مختلف الجنسيات والأعمار، إذ سجل في آخر إحصائية بنهاية مساء أول من أمس السبت عدد زوار يتجاوز الـ20 ألف شخص، في وقت من المقرر أن يستمر فيه المعرض بتقديم خدماته لدعم صناعة توطين قطع الغيار، حيث دعت القوات المسلحة الشركات المصنعة إلى التسجيل في الموقع إلكتروني بهدف تقديم فائدة للشركات المصنعة بعد انتهاء المعرض، من حيث تصنيف قطع الغيار، والتواصل مع المختصين داخل القوات المسلحة، والاطلاع على المتطلبات، وتقويمها من قبل المصانع المحلية، إضافة إلى متابعة العمل لدى المصانع ومعرفة الإجراءات المتخذة، واستصدار التقارير الدورية في هذا الشأن.
وفي جولة لـ«الشرق الأوسط» بمعرض القوات المسلحة لتوطين صناعة الغيار في الرياض، مساء أول من أمس، باتت عبارات «صناعة سعودية»، و«فخر الصناعة السعودية»، هي العبارات الأكثر بروزًا على المدرعات والآليات العسكرية والحربية التي جرى تطوير صناعتها والعمل عليها في السعودية، والوصول بالتالي إلى آليات عسكرية متقدمة للغاية.
ويعد معرض القوات المسلحة الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، ويهدف إلى تأهيل المصانع الوطنية لتصنيع قطع الغيار محليا، وإيجاد علاقة استراتيجية مع القطاع الخاص طويلة المدى في مجال التصنيع المحلي، وكذلك تعزيز التواصل بين وزارة الدفاع والشركات الكبرى مع المصانع الوطنية لتوطين صناعة قطع الغيار، لمحاولة تحقيق اكتفاء السعودية الذاتي بتصنيع أغلب قطع الغيار والمعدات.
وشارك في المعرض أبرز القطاعات الاستراتيجية ذات العلاقة بمجال المعدات وقطع الغيار ومجموعة كبيرة من العارضين من كبرى الشركات المصنعة في السعودية، كما يعرض المعرض عينات من المواد وقطع الغيار التي ترغب في تصنيعها محليًا وتنطبق عليها المعايير، مع جناح للمبتكرين والمخترعين من منسوبي أفرع القوات المسلحة.
وفي الإطار ذاته، أكد وزير التجارة والصناعة في السعودية، الدكتور توفيق الربيعة، الخميس الماضي، إبان مشاركته في معرض القوات المسلحة لتوطين صناعة قطع الغيار AFED) 2016)، أن حجم مبيعات المصانع السعودية بلغ 627 مليار ريال (167.2 مليار دولار)، مشيرًا إلى أن حجم المبيعات الصناعية السعودية في الفترة المقبلة، ستشهد نموًا متزايدا.
وأوضح الربيعة أن وزارة التجارة والصناعة في البلاد، تُعنى بتسهيل الإجراءات الهادفة لكثرة المصانع المنتجة، وتسهيل موضوع التمويل ودعم الصادرات، مستعرضًا في ورقته بعض الإجراءات العملية لاستصدار تراخيص المصانع ومواقعها على الخريطة الجغرافية، مشيرًا إلى ارتفاع المساحات المخصصة للمصانع من 40 مليون متر إلى 180 مليون متر مربع في جميع أنحاء مناطق السعودية.
واستشهد وزير التجارة والصناعة السعودي، بمدينة سدير للصناعة والأعمال (شمال مدينة الرياض بنحو 100 كيلومتر)، مستعرضًا زيادة عدد المصانع بأكثر من 250 مصنعًا، نهضت في مدة وجيزة لم تتجاوز حاجز الـ15 شهرًا، مضيفا: «من المتوقع أن توفر المصانع الموجودة في مدينة سدير نحو خمسة آلاف وظيفة».
وأشار الربيعة إلى وجود شركات عالمية تعمل في المصانع السعودية، وقال: «الوزارة تقدم جميع الخدمات اللوجستية لتسهيل عمل الصناعة والصناعيين، كما أنها أوجدت تطبيقا مخصصا للمصانع السعودية في البلاد، إلى جانب مشاركة الوزارة في الأنشطة والمعارض والمؤتمرات الداخلية والدولية».
وتأتي هذه التطورات، في الوقت الذي أوضح فيه العميد المهندس عطية المالكي؛ مدير عام الإدارة العامة لدعم التصنيع المحلي والمتحدث الرسمي لمعرض القوات المسلحة لدعم توطين صناعة قطع الغيار (AFED)، أن المعرض يأتي مواكبًا لأهداف وبرامج التحول الوطني، المتمثل في تنويع الاقتصاد ورفع المحتوى المحلي وتحفيز الاستثمارات، ودعم الصادرات غير النفطية، وعولمة المنشآت المحلية، ودعم الاقتصاد المعرفي للابتكار والإنتاجية، حيث تعرض وزارة الدفاع في الحدث الذي يعد الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، نحو 20 ألف فرصة لتصنيع المواد والقطع التي تحتاج إليها أفرع القوات المسلحة والخدمات الطبية أمام رجال الأعمال والمصانع المحلية خلال المعرض، في ظل وجود كبرى الشركات في مجال تصنيع معدات قطع الغيار.
وبيّن أن معرض (AFED) يهدف إلى إيجاد علاقة استراتيجية مع القطاع الخاص طويل المدى في مجال التصنيع المحلي، وتعزيز التواصل بين وزارة الدفاع والشركات الكبرى والمصانع الوطنية لتوطين صناعة قطع الغيار، وتطوير الإنتاج بما يتوافق مع معايير الجودة والمواصفات العالمية المطلوبة.
«صناعة سعودية».. الشعار الأبرز بأكبر معرض عسكري في الشرق الأوسط
«أفد» اختتم بإبرام 550 عقدًا والتعاقد مع 300 مصنع محلي
«صناعة سعودية».. الشعار الأبرز بأكبر معرض عسكري في الشرق الأوسط
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة