عشية بدء تنفيذ الهدنة.. النظام يواصل دك ريف العاصمة

30 برميلاً متفجرًا على الأقل سقطت على منطقة داريا المحاصرة

عشية بدء تنفيذ الهدنة.. النظام يواصل دك ريف العاصمة
TT

عشية بدء تنفيذ الهدنة.. النظام يواصل دك ريف العاصمة

عشية بدء تنفيذ الهدنة.. النظام يواصل دك ريف العاصمة

عشية بدء تنفيذ الهدنة ووقف إطلاق النار في سوريا وفيما نقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر في قيادة قوات النظام استثناء مدينة داريا بريف دمشق من اتفاق الهدنة، قال سكان في منطقة المزة بدمشق التي تطل على مدينة داريا، بأن طائرات النظام لم تتوقف خلال الأيام الأخيرة عن إلقاء البراميل المتفجرة على المدينة المحاصرة للعام الرابع على التوالي، فيما قال المرصد السوري بأن طائرات هليكوبتر تابعة للجيش النظامي السوري، أسقطت 30 برميلا متفجرا على الأقل على منطقة داريا المحاصرة على بعد نحو ثمانية كيلومترات إلى الجنوب الغربي من دمشق.
وقال المجلس المحلي لمدينة داريا، بأن يوم أمس الخميس، كان يوما «عصيبا آخر يمر على مدينة داريا التي تعيش عامها الرابع تحت الحصار، والشهر الرابع من حملة عسكرية مستمرة بشكل يومي دون توقف للسيطرة على المدينة». وأضاف أن القصف بأشكاله المختلفة لم يتوقف، حيث «استهدف الطيران المروحي مناطق متفرقة من المدينة بخمسة وثلاثين برميلا متفجرا، بالإضافة لاستهداف الجبهة الجنوبية منها بستة صواريخ أرض - أرض، وتزامن ذلك مع القصف بعشرات القذائف المدفعية وقذائف الهاون»، وذلك وسط مواصلة قوات النظام محاولاتها لاقتحام المدينة من جبهتها الجنوبية بعد أن تمكن من التقدم في بعض النقاط فيها خلال الأيام الماضية. و«يستمر شباب الجيش الحر في المدينة في الاستبسال بالدفاع عنها رغم إمكانياتهم المحدودة» بحسب المجلس المحلي. وأظهرت مقاطع فيديو بثها ناشطون في داريا ثلاث طائرات مروحية تلقي ثمانية براميل متفجرة على داريا بوقت واحد.
وبينما كان الطيران الحربي يحلق في أجواء العاصمة دمشق صباح أمس ويشن غاراته على مناطق جوبر وزملكا شرق العاصمة، قال المكتب الإعلامي الموحد في بلدة زملكا، بأن الطيران الحربي شن غارتين بأربعة صواريخ فراغية على البلدة الأولى استهدفت أطراف المدينة من جهة عربين، والأخرى استهدفت أحياء سكنية، مما أدى لسقوط أعداد من الجرحى بحالات خطيرة ومقتل طفلة نتيجة إصابتها بغارة الطيران الحربي.
ونقل التلفزيون السوري عن النظام القول: إن «جماعات مرتبطة بجبهة النصرة أطلقت ثلاث قذائف مورتر على مناطق سكنية في العاصمة فقتلت شخصا واحدا على الأقل».
وقالت فصائل من المعارضة المسلحة والمرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن قذائف المورتر أصابت منطقة المزة وساحة الأمويين في العاصمة السورية بعد يومين من قصف جوي مكثف على مناطق تسيطر عليها المعارضة.
وقال المرصد السوري بأن طائرات هليكوبتر تابعة للجيش النظامي السوري أسقطت 30 برميلا متفجرا على الأقل على منطقة داريا المحاصرة على بعد نحو ثمانية كيلومترات إلى الجنوب الغربي من دمشق.
وشكك مواطنون سوريون بنجاح الهدنة، وقال نازح من داريا إلى أطراف العاصمة: «نتمنى أن تنجح الهدنة ويتوقف القصف الجوي والتدمير، ولكن لا أظن أن النظام سيلتزم بها، فهو نظام تعود على الكذب، يقول نعم قبلت بالهدنة، ثم يعود ليقول باستثناء كذا وكذا وكذا، أو يقول: إنه يحتفظ بحق الرد على في حال تعرض لاعتداء، وكل ذلك ليبرر استمراره بالتدمير والقصف». أما أبو اصطيف وهو معارض وسياسي، فيرى «أن النظام أحرج من قبل الروس وتحت ضغط منهم قبل بالهدنة، لكنه غير قادر على تنفيذها، كما أن الروس سارعوا إلى رمي ورقة الهدنة لمنع تدخل السعودية وتركيا بقوات برية والمشاركة في قتال تنظيم داعش». وأشار أبو اصطيف، إلى أن إيران لم تظهر في هذا الاتفاق الروسي - الأميركي وهذا «ما يزيد الشكوك في التزام النظام المستقوي بإيران»، لافتا إلى أن أميركا تبدو غير جدية في تدخلها لحل المعضلة السورية، وهذا الاتفاق هو إحراج لروسيا ولاختبار حجم سيطرتها على نظام الأسد في سوريا مقابل حجم سيطرة ونفوذ إيران.
ويأمل السوريون بحدوث انفراج يؤدي إلى وضع العملية السياسية على سكة حل تنهي حالة الحرب المتواصلة منذ خمس سنوات.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.