مع اشتداد الحملات المعادية للإسلام والمسلمين في الولايات المتحدة، رفع أولياء أمور إحدى التلميذات، دعوى قضائية ضد ثانوية «لابلاتا» (ولاية ماريلاند)، في إحدى ضواحي واشنطن العاصمة، لتدريسها الإسلام لابنتهم.
وأشارت الدعوى إلى أن تدريس الإسلام يخالف الدستور الأميركي، وأن «التعديل الأول في الدستور الأميركي يمنع المدارس الحكومية من الدعاية للإسلام، أو أي دين آخر، مثل المسيحية أو اليهودية». وتعليقًا على ذلك، قال إبراهيم هوبر، المتحدث باسم مجلس العلاقات الأميركية - الإسلامية (كير)، لصحيفة «واشنطن بوست» أمس إن «هذا مثال للحملة ضد الإسلام والمسلمين التي تخطت الحملات السياسية، وصارت تستهدف المقررات المدرسية. هذه مخاوف صبيانية سلبية لأي شيء له صلة بالإسلام في وطننا». وأضاف أن «مجرد قول الشهادة بهدف معرفة عقيدة المسلمين لا يعني أن الشخص صار مسلما بتاتا.. هذا شيء سخيف. الإسلام عقيدة (ينبغي الإيمان بها)، أو أنك لست مسلما».
ومن بين الوثائق التي قدمت إلى المحكمة كدلائل، مناهج عن الإسلام في مدرسة لابلانا (ولاية ميريلاند) الثانوية، وتشمل دراسة أركان الإسلام الخمسة، وترديد الشهادة. وقال محامي جون وود، ولي أمر إحدى التلميذات في المدرسة، وكان حارب مع قوات المارينز في العراق، إن المنهج الدراسي يقول إن «إيمان المسلمين بعقيدتهم أقوى من إيمان المسيحي العادي لعقيدته»، بالإضافة إلى أن «الإسلام دين السلام».
وطلب والد التلميذة، التي لم ينشر اسمها بسبب صغر سنها، في نص الدعوى أن تسمح مدرسة لابلانا الثانوية له بحضور حفل تخريجها. وذلك لأن المدرسة كانت منعت الوالد من دخول المدرسة بعد أن وجه «تهديدات عنيفة» إلى مسؤولين فيها.
وفي الشهر الماضي، علق المرشح الجمهوري دونالد ترامب على تهديد بطرد أستاذة جامعية قالت إن المسلمين والمسيحيين يعبدون إلها واحدا. وانتقد «الليبراليين الذين يهددون أمن وطننا باسم الأكاديميات». وكان مجلس أمناء كلية ويتون المسيحية في ويتون (بولاية اللينوي القريبة من شيكاغو) أثار ضجة عندما ناقش طرد أستاذة العلوم السياسية لاريسا هوكنز، بسبب تضامنها مع المسلمين ولبسها حجابا في إحدى صورها على مواقع التواصل الاجتماعي.
في ذلك الوقت، غردت هوكنز في «تويتر»: «أقف في تضامن ديني مع المسلمين لأنهم، مثلي أنا المسيحية، من أهل الكتاب». وفي وقت سابق كانت قد كتبت: «حتى البابا فرانسيس قال إننا (المسيحيين والمسلمين) نعبد إلها واحدا»، مضيفة: «البابا فرانسيس قال، أكثر من مرة، إن المسيحيين والمسلمين إخوة وأخوات.. وعلمتنا الكنيسة الكاثوليكية، منذ المجمع الفاتيكاني الثاني، أن المسلمين والمسيحيين يعبدون إلهاً واحدًا، رغم أنهم لا يتفقون على دور المسيح». في المقابل، ردّت الكلية في بيان: «نرى أن كلا من الإسلام والمسيحية دين توحيدي. لكن، نؤمن أن هناك اختلافات جوهرية بين الدينين. وذلك بسبب ما يدرس المسلمون عن مواضيع مثل: وحي الله للبشرية، وطبيعة الله، والطريق إلى الخلاص، ودور الصلاة».
وقالت صحيفة «شيكاغو تربيون» إن هوكنز التحقت بالكلية منذ عشرة أعوام. وإن أسباب معاداتها ليست دينية فقط، وإنما عنصرية كذلك، وذلك لأنها سوداء في كلية أغلبيتها من البيض. وأيضًا، بسبب نشاطاتها السياسية، وذلك لأنها تعمل في مجال الدفاع عن المثليين جنسيا».
ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» قول روي أوكسنفاد، أستاذ البرنامج الإسلامي في نفس كلية ويتون، إن «الاختلاف بين الدينين واضح». وإن القول بأن المسلمين والمسيحيين يعبدون إلها واحدا هو «قول عام جدا». وأضاف: «يوجد فرق كبير. فالمسيحيون يؤمنون بالثالوث، فيما يؤمن المسلمون بغير ذلك». وفي عام 2008، وقع أوكسنفاد على خطاب، مع أكثر من 300 من قادة المسيحيين في جميع أنحاء العالم، ردا على خطاب كان نشره عدد كبير من العلماء ورجال الدين المسلمين، تحت شعار «تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم». ودعوا فيه المسيحيين والمسلمين إلى النظر في أوجه الشبه بين الدينين.
أولياء أمور يرفعون دعوى قضائية ضد ثانوية أميركية لتدريسها الإسلام
اعتبروا أن المناهج التعليمية تشجع على الإسلام أكثر من المسيحية واليهودية
أولياء أمور يرفعون دعوى قضائية ضد ثانوية أميركية لتدريسها الإسلام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة