سيطر تنظيم «داعش» يوم أمس على بلدة خناصر الاستراتيجية في الشمال، وقطع خط إمداد النظام إلى مدينة حلب وريفها، في وقت وصل عدد قتلى الحرب في سوريا منذ نحو خمس سنوات إلى أكثر من 270 ألف شخص، بينهم ثمانون ألف مدني، في حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن «تنظيم داعش ومقاتلين من فصائل جهادية، بينهم مقاتلون تركستان، شنوا هجوما واسعا تخللته عملية انتحارية ضد مواقع قوات النظام السوري في خناصر وتمكنوا من السيطرة على البلدة التي تقع على طريق الإمداد الوحيد الذي يربط محافظة حلب بسائر المناطق السورية الخاضعة لقوات النظام». وأسفر الهجوم، بحسب عبد الرحمن، عن «مقتل 35 عنصرا على الأقل من قوات النظام السوري و16 عنصرا من تنظيم داعش».
وتأتي السيطرة على خناصر غداة تمكن التنظيم المتطرف من خلال هجومين متزامنين، من قطع طريق حلب - خناصر الاستراتيجي في ريف حلب الجنوبي الشرقي (شمال). وهذا الطريق هو الوحيد الذي يمكن لقوات النظام الموجودة في غرب مدينة حلب ومناطق محيطة بها سلوكه للوصول من وسط البلاد إلى محافظة حلب وبالعكس.
وبحسب عبد الرحمن، تعد بلدة خناصر «معبرا» إلى هذا الطريق الاستراتيجي، مذكرا بأن قوات النظام السوري «خاضت معارك عنيفة لاستعادتها من فصائل إسلامية قبل نحو عامين». وأوضح أن خسارتها تعد «خسارة معنوية لقوات النظام». وسيطر تنظيم داعش أيضًا خلال اليومين الماضيين على 12 تلة محيطة بها.
وبدأت قوات النظام منذ نحو ثلاثة أسابيع هجوما واسعا في ريف حلب الشمالي، إذ نجح في السيطرة على مناطق عدة من أيدي الفصائل الإسلامية والمقاتلة وبفرض حصار شبه كامل على الأحياء الشرقية لمدينة حلب.
وتعرض طريق خناصر - حلب للقطع مرات عدة منذ اندلاع النزاع السوري عام 2011، إذ تمكنت فصائل معارضة من قطعه بالكامل في الفترة الممتدة بين أغسطس (آب) وأكتوبر (تشرين الأول) 2013، ما تسبب بنقص في المواد الغذائية والوقود في المناطق تحت سيطرة النظام.
وفي 23 أكتوبر الماضي، تمكن داعش من السيطرة على جزء من طريق خناصر اثريا (محافظة حماه، وسط)، ما أدى إلى قطع الطريق المؤدي إلى مدينة حلب وحصار مئات الآلاف من سكانها. لكن قوات النظام نجحت في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) في استعادة السيطرة على الطريق.
في غضون ذلك، وفي حين سجّل سقوط عدة صواريخ على مناطق في طريق حلب - اللاذقية بأطراف المدينة، استمرت معارك الكر والفر بين غرفة عمليات قوات النظام بقيادة ضباط روس ومشاركة جنود روس، بالإضافة إلى قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من جهة، و«الفرقة الأولى الساحلية» و«حركة أحرار الشام» و«أنصار الشام» و«الفرقة الثانية الساحلية» و«الحزب الإسلامي التركستاني» و«جبهة النصرة»، من جهة أخرى، في عدة محاور بجبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية الشمالي، وسط تقدم لقوات النظام في محور منطقة عين الغزال.
ووثق المرصد السوري مقتل 271 ألفا و138 شخصا منذ بدء الأزمة في مارس (آذار) عام 2011، بينهم 79 ألفا و997 مدنيا، ضمنهم 13 ألفا و597 طفلا.
وأفادت حصيلة سابقة للمرصد أعلنها في نهاية ديسمبر (كانون الأول) بمقتل 260 ألفا، بينهم 76 ألف مدني منذ بدء النزاع، ما يعني أن حصيلة القتلى ارتفعت نحو عشرة آلاف منذ مطلع العام الحالي.
وإلى جانب المدنيين، وثق المرصد السوري مقتل 46 ألفا و452 عنصرا من فصائل المعارضة، وأكثر من 44 ألف مقاتل متشدد، أكثريتهم عناصر من تنظيم داعش وجبهة النصرة.
إلى ذلك، وثق المرصد مقتل 97842 عنصرا من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها، بينهم 1025 مقاتلا من حزب الله اللبناني و3809 مقاتلا مواليا للنظام من الطائفة الشيعية من جنسيات عربية وأجنبية.
«داعش» يقطع منفذ النظام إلى مدينة حلب بعد السيطرة على خناصر الاستراتيجية
أكثر من 279 ألف قتيل بينهم نحو 14 ألف طفل خلال خمس سنوات من الحرب في سوريا
«داعش» يقطع منفذ النظام إلى مدينة حلب بعد السيطرة على خناصر الاستراتيجية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة