بعد اعتذار المغرب عن استضافتها.. توقع تنظيم القمة العربية في مصر

الرباط قالت إنها لا ترغب في أن تتحول إلى مجرد مناسبة لإلقاء الخطب

صورة تعود إلى يناير الماضي لوزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ في القاهرة (أ.ف.ب)
صورة تعود إلى يناير الماضي لوزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ في القاهرة (أ.ف.ب)
TT

بعد اعتذار المغرب عن استضافتها.. توقع تنظيم القمة العربية في مصر

صورة تعود إلى يناير الماضي لوزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ في القاهرة (أ.ف.ب)
صورة تعود إلى يناير الماضي لوزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ في القاهرة (أ.ف.ب)

قرر المغرب إرجاء حقه في تنظيم دورة عادية للقمة العربية نظرا لـ«عدم توفر الظروف الموضوعية» لنجاحها، ما قد يجعل منها «مجرد مناسبة لإلقاء الخطب»، وهو ما عده المراقبون اعتذارا من الرباط عن استضافة القمة، التي كان منتظرا أن تلتئم يومي 7 و8 أبريل (نيسان) المقبل في مدينة مراكش المغربية.
وقال بيان صدر عن وزارة الخارجية المغربية، مساء أول من أمس، إنه جرى اتخاذ هذا القرار «طبقا لمقتضيات ميثاق الجامعة العربية، وبناء على مشاورات جرت مع عدد من الدول العربية. وبعد تفكير واع ومسؤول، ملتزم بنجاعة العمل العربي المشترك، وبضرورة الحفاظ على مصداقيته».
ولم يعلن بعد عن موعد جديد للقمة، إلا أن مصادر دبلوماسية مطلعة قالت لـ«الشرق الأوسط» إن القمة العربية وفي حال اعتذار دولة عربية عن استضافتها تنظم في الدولة المقر لجامعة الدول العربية، أي مصر، متوقعة أن تلتئم فيها.
وأعلنت جامعة الدول العربية أول من أمس عن نقل القمة العربية المقبلة إلى موريتانيا، وذلك بعد اعتذار المغرب عن استضافتها، إذ قال السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، إنه «طبقا لملحق ميثاق جامعة الدول العربية، فإن القمة العربية تعقد بشكل دوري كل عام حسب الحروف الأبجدية للدول العربية».
وأضاف بن حلي في تصريح أنه «باعتذار المغرب تؤول القمة لموريتانيا». لكن المصادر ذاتها استبعدت تنظيم الدورة الـ27 للقمة العربية في موريتانيا، نظرا لما يتطلبه التنظيم من استعدادات لوجستية مسبقة، إضافة إلى ضيق الوقت الفاصل بين اعتذار المغرب وموعد انعقاد القمة.
وقال البيان المغربي إن وزير الخارجية صلاح الدين مزوار أبلغ بتعليمات من الملك محمد السادس، أمين عام جامعة الدول العربية بقرار الإرجاء لأن «الظروف الموضوعية لا تتوفر لعقد قمة عربية ناجحة»، وكي لا تتحول القمة إلى «مجرد مناسبة لإلقاء الخطب».
وكان منتظرا أن تكون قمة مراكش أول قمة عربية تعقد في مغرب الملك محمد السادس، الذي تولى الحكم صيف 1999 عقب وفاة والده الملك الحسن الثاني.
وعرف المغرب في عهد الملك الراحل الحسن الثاني بكونه أرض المؤتمرات العربية والإسلامية، وفيه اتخذت قرارات مهمة، لا سيما فيما يخص القضية الفلسطينية والصراع العربي - الإسرائيلي، أهمها إطلاق مبادرة الأمير فهد بن عبد العزيز (الملك لاحقا) للسلام. وتعود آخر دورة من دورات القمة العربية (الدورة 12)، التي احتضنتها المملكة المغربية، إلى عام 1981 في مدينة فاس، بيد أنها احتضنت أيضا ثلاث دورات استثنائية في 1982 و1985 و1989. علما بأن آخر قمة عربية دورية (26) عقدت في نهاية مارس (آذار) 2015 في شرم الشيخ.
وأوضح بيان الخارجية المغربية أنه «نظرا للتحديات التي يواجهها العالم العربي اليوم، فإن القمة العربية لا يمكن أن تشكل غاية في حد ذاتها، أو أن تتحول إلى مجرد اجتماع مناسباتي»، مبرزا أن الظروف الموضوعية لا تتوفر لعقد قمة عربية ناجحة، قادرة على اتخاذ قرارات في مستوى ما يقتضيه الوضع، وتستجيب لتطلعات الشعوب العربية.
وأضاف البيان موضحا أنه «أمام غياب قرارات مهمة ومبادرات ملموسة يمكن عرضها على قادة الدول العربية، فإن هذه القمة ستكون مجرد مناسبة للمصادقة على توصيات عادية، وإلقاء خطب تعطي الانطباع الخاطئ بالوحدة والتضامن بين دول العالم العربي».
وأشار البيان إلى أن «العالم العربي يمر بمرحلة عصيبة، بل إنها ساعة الصدق والحقيقة، التي لا يمكن فيها لقادة الدول العربية الاكتفاء بمجرد القيام مرة أخرى بالتشخيص المرير لواقع الانقسامات والخلافات، الذي يعيشه العالم العربي، من دون تقديم الإجابات الجماعية الحاسمة والحازمة لمواجهة هذا الوضع، سواء في العراق أو اليمن أو سوريا، التي تزداد أزماتها تعقيدا بسبب كثرة المناورات والأجندات الإقليمية والدولية، كما لا يمكنهم الوقوف مكتوفي الأيدي أمام المشاكل الاقتصادية والاجتماعية للشعوب العربية، أو الاقتصار على دور المتفرج، الذين لا حول له ولا قوة، على المآسي التي تمس المواطن العربي في صميمه».
كما شدد البيان على القول إن المغرب «لا يريد أن تعقد قمة بين ظهرانيه من دون أن تسهم في تقديم قيمة مضافة في سياق الدفاع عن قضية العرب والمسلمين الأولى، ألا وهي قضية فلسطين والقدس الشريف، في وقت يتواصل فيه الاستيطان الإسرائيلي فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتنتهك فيه الحرمات، ويتزايد فيه عدد القتلى والسجناء الفلسطينيين».
وأضاف البيان أن المملكة المغربية وكجميع الدول العربية الشقيقة: «تتطلع إلى عقد قمة للصحوة العربية، ولتجديد العمل العربي المشترك والتضامني، باعتباره السبيل الوحيد لإعادة الأمل للشعوب العربية»، مؤكدا أن هذا «ما ألهم المساهمة البناءة والدور المشهود به للمغرب في دعم المسار السياسي بليبيا، والذي أفضى إلى اتفاق الصخيرات التاريخي وتشكيل حكومة وحدة وطنية في هذا البلد المغاربي الشقيق».
وشدد البيان ذاته على أن «التملك الجماعي والبناء المشترك لمستقبل الدول العربية هما خير ضمان للاستقرار، والحصن الواقي ضد تفاقم التوترات الجهوية، وتنامي نزوعات التطرف والعنف والإرهاب، التي تقوض الأسس التي تقوم عليها الدولة الحديثة، وتمس بقيمنا الأصيلة».
وخلص بيان الخارجية المغربية إلى القول إن «المغرب سيواصل عمله الدؤوب في خدمة القضايا العربية العادلة، ومحاربة الانقسامات الطائفية، التي تغذي الانغلاق والتطرف، ومن أجل تطوير دور جامعة الدول العربية كمحفز للمشاريع المجتمعية الكبرى».
تجدر الإشارة إلى أن الملك محمد السادس لم يحضر غالبية القمم العربية، التي عقدت منذ توليه حكم المغرب، وغالبا ما كان ينوب عنه شقيقه الأمير مولاي رشيد، أو رئيس الحكومة، أو وزير الخارجية.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.