خالف عدنان المعيبد عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم، الكثير من الآراء التي تحدثت عن فشل اتحاد الكرة الحالي برئاسة أحمد عيد، مشيرا إلى أنهم أحدثوا نقلة نوعية كبيرة لاتحاد الكرة وحولوه من اتحاد عاجز إلى (ربحي). وشدد المعيبد في حوار لـ«الشرق الأوسط» على أن النقلة الكبيرة التي أحدثها الاتحاد الحالي المنتخب لا يمكن إنكارها، معترفا أن الأهداف كانت أكبر. وأشار إلى أن اتحاد كرة القدم السعودي الحالي هوجم منذ الأشهر الأولى لتوليه المسؤولية موجها لوما صريحا لوسائل إعلام لم يسمها بل اكتفي بالإشارة إلى أنها برامج فضائية اختطفت الكرة من أرض الملعب إلى الفضاء دون أي اعتبارات لكون كرة القدم بها الكثير من الجوانب التي يتوجب التركيز على إبقائها في أرض الملعب وليس خارجه.
* تعد العضو الحاصل على أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات الأخيرة لاتحاد الكرة السعودي والأكثر نشاطا في وسائل الإعلام وكذلك مجال العمل التسويقي والاستثماري، لكن البعض يتساءل: أين ستتجه بعد نهاية الفترة القانونية الحالية للاتحاد؟
- لا يمكن حاليا تحديد المكان الذي سأتجه إليه بعد نهاية مهمتي كعضو مجلس إدارة، لكن الذي أستطيع قوله إنني وبعد أن أمضي أربع سنوات في هذا الاتحاد أجد أنه ليس من السهل التفكير في البقاء في الوسط الرياضي كمسؤول من خلال الترشح لأحد المناصب، فإذا لم أقدم كل ما لدي خلال هذه الفترة لن يكون بمقدوري تقديم شيء آخر.
* هناك اتهام لاتحاد الكرة الحالي بأنه لم يحقق بعض الأهداف التي أعلن عنها أحمد عيد في برنامجه الانتخابي واعتبر الكثير من المتابعين أن الوعود كانت حبرا على ورق، كيف ترد عليهم؟
- الحقيقة أنه على صعيد ميزانية اتحاد كرة القدم «قبل الاتحاد الحالي» فإنها كانت تتراوح ما بين 40 إلى 45 مليون ريال كموارد متوقعة، وهي تمثل عجزا بكل تأكيد في ظل كثرة المصاريف والالتزامات فتضاعفت المداخيل والموارد المالية وحولنا اتحاد كرة القدم السعودي من «عاجز» إلى «ربحي»، وتم التصدي للديون السابقة التي بلغت 89 مليون ريال والإيفاء بها مع، أن الاتحاد لم يكن معنيا بها أو بالأحرى ليست نتاج عمله، بل هي تراكم سنين مضت، أيضا على صعيد الموارد الخاصة بالأندية، فقد أرتفع النقل التلفزيوني بزيادة 110 ملايين ريال عن العقد السابق الذي كان لا يزيد عن 150 مليون ريال، وهذا يمثل نقلة مالية كبيرة استفادت منها الأندية، أيضا من حيث الموارد المالية الأخرى حيث التسويق للبطولات ورفع الموارد وأيضا على صعيد المسابقات حيث يتم حاليا إقامة مباريات لثلاثة أيام وأحيانا أربعة أيام في الأسبوع ولا يكون هناك تعارض في مواعيدها، بحيث يتمكن المشاهد سواء المتوجه للملعب الذي تقام فيه المباراة (أيا كانت) أن يشاهد في نفس اليوم مباريات دون أي تعارض والحال نفسه للمشاهد خلف الشاشة حيث تقام المباريات في فترتين مختلفتين بعد صلاة المغرب بالتوقيت المحلي وكذلك بعد صلاة العشاء. وأيضا على صعيد الاحتراف تم إقرار وتطبيق قوانين جديدة تتطابق مع الأنظمة الدولية وكذلك شكلت لجان تابعة لها، حتى على صعيد لجنة الحكام هناك تطور كبير في هذه اللجنة، حيث بات هناك عدد وفير من الحكام السعوديين المميزين والذين نجح الكثير منهم محليا وخارجيا وذلك بشهادة اتحادات الدول التي أدى فيها الحكام السعوديون منافسات وأيضا على الصعيد القاري والدولي في المناسبات الرسمية. هناك الكثير من الإنجازات التي حققها هذا الاتحاد وليس من العدل أن يتم التقليل مما بذل طوال الفترة الماضية وسيبذل في البقية المتبقية من الفترة القانونية للاتحاد.
* في موضوع التحكيم تحديدا يتسع الجدل يوما بعد يوم، حيث الأخطاء التحكيمية المؤثرة والحديث عن تواضع التحكيم السعودي في عهد عمر المهنا، ما ردك على ذلك؟
- لا يوجد تراجع في مستوى التحكيم السعودي، بل تطور دائم، والحكم السعودي كما ذكرت يتألق في الكثير من المناسبات التي يتولى قيادتها، وهو من الأفضل على مستوى القارة الآسيوية وحكامنا السعوديون قادوا مباريات كبرى، منها على سبيل المثال نهائي كأس العالم للشباب الذي جمع صربيا والبرازيل، وقاده طاقم تحكيم سعودي بقيادة فهد المرداسي، وهناك عدد وافر من الحكام السعوديين الدوليين، الإساءات والتشكيك واللوم للحكام السعوديين من قبل رؤساء ومسؤولي الأندية غير مبرر في الكثير من الأحيان، فإذا كان الحكم قد أخطأ لماذا يلام المهنا، هل يقبل رؤساء الأندية أن يتم لومهم لو أن المدرب أو اللاعب أو الإداري بفريقهم أخطأ، كل شخص معرض للخطأ ولكن «شخصنة الأمور» ووضع كل اللوم باتجاه الأخ عمر المهنا خطأ كبير، كما أن لدينا في السعودية حاليا خبيرا تحكيميا كبيرا هو الإنجليزي هاورد ويب ويحتاج إلى وقت وفرصة وثقة للمساهمة في تطوير التحكيم، ما يحتاجه الاتحاد الحالي بجميع لجانه هو الإنصاف فقط.
* المنتخبات السعودية لم تحقق أي إنجازات في عهد الاتحاد الحالي، وكما هو معلوم الجميع ينتظر عودة الكرة السعودية عبر المنتخبات على الأقل إلى مكانتها في الساحة القارية والدولية، برأيك ما الذي تطور في أداء المنتخبات السعودية؟
- هناك تطور واضح ونهضة جيدة للمنتخبات السعودية بداية من المنتخب الأول الذي تقدم لأول مرة منذ عام 2009 تقريبا للمركز 55 عالميا في تصنيف الاتحاد الدولي وبات حاليا قريبا من الوصول بالمركز الأول في المجموعة إلى النهائيات المشتركة المؤهلة إلى كأس العالم 2018 بروسيا وكأس آسيا 2019 بالإمارات، وقد تبقت مباراتان ضد ماليزيا والإمارات لتأكيد الصدارة والتأهل مع أن المنتخب الإماراتي يعد من المنتخبات المتطورة جدا بناء على المراحل التي تم بها بناء هذا المنتخب الذي حصد برونزية بطولة آسيا الماضية في أستراليا، أما منتخب الشباب فأكد وصوله إلى نهائيات كأس آسيا القادمة في مملكة البحرين، وكذلك وصل منتخب الناشئين لبطولة آسيا في الهند، أما المنتخب الأولمبي فللأسف خرج من الدور الأول من النهائيات الأولمبية لآسيا التي أقيمت مؤخرا في دولة قطر، في ظروف يعلم الكثير تفاصليها وظروفها، وكان للأسف ما حصل أمرا لا يرضي الجميع.
* الجميع يلوم الاتحاد لكونه نزع الثقة بصورة مفاجئة من المدرب بندر الجعيثن ليتولى المسؤولية أحد مساعدي المدرب الهولندي للمنتخب الأول فان مارفيك مع أن الجعيثن موجود مع هذا المنتخب منذ سنوات، كيف تجد ذلك؟
- المنتخب الأولمبي كما هو معروف كان يشارك في البطولات غير الرسمية بلاعبين هواة بقيادة بندر الجعيثن، وحينما حان موعد المشاركة في البطولة الآسيوية في قطر وهي بطولة رسمية كان هناك إيقاف للدوري من أجل أن يتم الاستعانة بجميع اللاعبين المحترفين المتميزين في السعودية، وتم اعتماد معسكر لمدة 10 أيام وقد تكون هذه الفترة الزمنية غير كافية ولم يتحقق الانسجام اللازم بين اللاعبين على الأرجح، وهذا يعني أن هناك أهمية للاستفادة من هذا الخطأ مستقبلا بحيث تقام معسكرات متزامنة بين معسكرات المنتخب السعودي الأول مع المنتخب الأولمبي وإن كان غالبية اللاعبين في سن الأولمبي حاليا على الأقل ضمن قائمة المنتخب الأول، هو خطأ حصل يجب الاستفادة منه مستقبلا.
* ماذا عن المنتخب الأول، هل سيمدد اتحادكم الحالي للمدرب الهولندي مارفيك بعد نهاية عقده؟
- الجميع مرتاح لعمل المدرب وما حققه خلال الفترة الماضية، وأعتقد أن الأمر في هذا الخصوص سيحسم بعد انتهاء مباراتي ماليزيا والإمارات، وبعدها سيجتمع الاتحاد لبحث مستقبل الجهاز الفني، وإن كان التوجه هو الاستقرار عليه، حيث إن الفترة المتبقية في عهد الاتحاد الحالي تمنحه المجال لاتخاذ قرار بهذا الشأن.
* بشأن الفترة المتبقية للاتحاد، هناك حديث صدر من الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبد الله بن مساعد مؤخرا فضل أن ينهي الاتحاد الحالي فترته القانونية قبل موعدها الرسمي ويقدمها للصيف القادم حتى يمكن للاتحاد الجديد المنتخب أن يعمل بشكل أكثر راحة بعد أن يتم انتخابه، هل لديكم نية في أن يتم تقديم موعد الرحيل قبل الموعد الرسمي؟
- نحن قلنا منذ اليوم الأول لانتخابنا إننا سنعمل من أجل خدمة الكرة السعودية حتى آخر يوم رسمي لنا، ونحن جئنا للعمل في هذا الاتحاد من أجل تقديم كل شيء يمكن أن يتم تقديمه، وفي دعوة الأمير عبد الله بن مساعد لا يمكن أن أرد نيابة عن الاتحاد، بكل تأكيد سيكون هناك اجتماع مقبل وعلى أثرها سنرى الأنسب.
* برأيك هل ظلم اتحادكم من الإعلام؟
- لا أقول إنه ظلم من الجميع ولكن هناك الكثير ممن تحدث ونافح دون أي أدلة أو معطيات واقعية، للأسف اتحادنا هوجم منذ الأشهر الأولى، وهناك إعلاميون لم يعرف لسنوات ميولهم الرياضية والآن انكشفت أمام الجميع حينما فضلوا الدفاع المستميت عن أنديتهم وبحثوا عن مصالحها مقابل الهجوم على اتحاد الكرة، على المستوى الشخصي احترم الجميع ولا أريد أن أخسر أحدا في الوسط الرياضي، سياستنا الإعلامية كانت مبنية على احترام الجميع وعدم تفضيل أي وسيلة إعلامية على أخرى مهما كان موقف القائمين على هذه الوسيلة الإعلامية من الاتحاد، تعاملنا مع الجميع بكل صدق نوايا ونتمنى أن يكون من أخطأ في حق اتحاد الكرة أن يستفيد وأنا أعلنها بمرارة «لن ينصلح حال كرة القدم السعودية مع أي اتحاد قادم ما دام أن هناك من يفضل مصالح خاصة لأنديته على رياضة الوطن»، هذا هو الواقع المر للأسف.
المعيبد: حولنا اتحاد الكرة من «عاجز ومدين» إلى «ربحي»
قال لـ«الشرق الأوسط»: إن مجلس الإدارة الحالي فضح الإعلام المتعصب
المعيبد: حولنا اتحاد الكرة من «عاجز ومدين» إلى «ربحي»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة