ثأر ريال مدريد من مضيفه روما الإيطالي وهزمه 2/صفر، في ذهاب دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا، ليقطع شوطا كبيرا نحو ربع النهائي إلى جانب فولفسبورغ الألماني العائد بالفوز من أرض غنت البلجيكي 2/3.
ريال مدريد × روما
أحرز البرتغالي كريستيانو رونالدو هدفه الـ12 في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم هذا الموسم بتسديدة رائعة في الزاوية العليا، ليحكم ريال مدريد سيطرته على مواجهته في دور الستة عشر ضد روما بالفوز 2-صفر في لقاء الذهاب خارج ملعبه. واستأنف الريال انطلاقته الأوروبية الرائعة في الموسم الحالي على عكس مسيرته المهتزة في الدوري الإسباني، وقطع أكثر من 90 في المائة من الطريق على دور الثمانية بالفوز الثمين خارج ملعبه.
وأصبح الفريق بحاجة إلى الفوز أو التعادل أو الهزيمة بفارق هدف واحد على ملعبه إيابا ليتأهل رسميا إلى دور الثمانية، بعدما أهدر روما فرصة ذهبية للخروج بنتيجة أفضل في المباراة. وانتهى الشوط الأول من المباراة بالتعادل السلبي، ثم أحرز رونالدو والبديل خيسي رودريغيز هدفي اللقاء في الدقيقتين 57 و86، ليقترب الريال صاحب الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بلقب البطولة (عشرة ألقاب) من دور الثمانية بشكل كبير.
وهاجم بطل أوروبا عشر مرات من البداية أمام روما، لكنه أحبط في الشوط الأول مع تراجع الفريق صاحب الأرض للدفاع، مع تطلعه لمفاجأة منافسه الإسباني عن طريق الهجمات المرتدة. لكن رونالدو أنهى مقاومة روما عندما تلقى تمريرة جيدة من مارسيلو في الجهة اليسرى لمنطقة الجزاء واصطدمت تسديدته بمدافع روما أليساندرو فلورينزي لتسقط من فوق الحارس فويتسيك تشيسني في الشباك في الدقيقة 59. وأثار الهدف الرائع احتفالا مليئا بالسعادة من اللاعب البرتغالي الذي ركض عبر الملعب ليحتضن المدرب زين الدين زيدان. وقال زيدان: «كانت مباراة رائعة من جانبه ومن بقية الفريق». وأضاف الفرنسي الذي فاز بدوري الأبطال مع ريال عام 2002 لكنه كان يخوض مباراته الأولى في البطولة كمدرب «أنا سعيد (بالاحتفال)، لكن فوق كل ذلك لأنه سجل. كان اليوم استثنائيا مثل رونالدو تماما.. لعبنا جيدا لكنها كانت مباراة صعبة لأن روما لعب جيدا». وأضاف البديل خيسي الهدف الثاني للفريق الإسباني قبل أربع دقائق من النهاية بانطلاقة فردية وتسديدة في الزاوية البعيدة للمرمى. وقبل دقيقتين من ذلك أنقذ كيلور نافاس حارس ريال محاولة من أمام ستيفن الشعراوي بعد واحدة من أخطر هجمات روما المرتدة. وكان بوسع رونالدو إضافة هدف ثان قبل ربع ساعة من النهاية لكن تسديدته بالرأس عند الزاوية البعيدة حادت قليلا عن المرمى عقب تمريرة رائعة من جيمس رودريغيز. واصطدمت تسديدة كريم بنزيمة التي كانت في طريقها للشباك من تمريرة عرضية أخرى من رودريغيز برأس لوكاس ديني.
وفي الجانب الآخر، سدد مهاجم روما البديل إيدن دزيكو في الشباك من الخارج بالرأس، وتنفس الريال الصعداء عندما لم تحتسب ركلة جزاء لصالح أصحاب الأرض بعد تدخل من داني كارباخال ضد فلورينزي الذي قال «كان أفضل أداء لنا في الموسم هذه الليلة ضد فريق كبير». وأضاف «نشعر بمرارة لأننا لعبنا جيدا جدا، ورؤية هذه النتيجة أمر لا يسر».
وبات روما، وصيف 1984 والذي خاض مواجهته القارية الأولى بعد عودة لوتشيانو سباليتي إلى تدريب الفريق خلفا للفرنسي رودي غارسيا الذي أقيل من منصبه لسوء النتائج، بحاجة إلى تخطي الريال في عقر داره لبلوغ دور الثمانية لأول مرة منذ 2008. وكان سباليتي (56 عاما) على رأس روما عندما نجح في إقصاء ريال في دور الـ16 عام 2008 بنتيجة 1/2 ذهابا وإيابا، قبل أن يودع المسابقة أمام مانشستر يونايتد الإنجليزي حامل اللقب لاحقا 3-صفر في مباراتي ربع النهائي.
ولا يزال سجل زيدان يخلو من الهزائم منذ توليه المسؤولية بعد إقالة رافائيل بينيتيز في بداية الشهر الماضي، ونال المدرب دعما حماسيا من المدافع سيرجيو راموس. وقال راموس: «نحن جميعا متفاهمون مع زين الدين زيدان.. نحن سعداء للغاية به».
فولفسبورغ × غنت
لم تكن انطلاقة يوليان دراكسلر مع فولفسبورغ الألماني هذا الموسم على قدر التطلعات بعد انتقاله من شالكه مقابل 35 مليون يورو، لكنه أظهر بوادر على أنه يستحق بالفعل هذا المبلغ عندما سجل هدفين أسهما في الفوز 2/3 على غنت البلجيكي في ذهاب دور الـ16 بدوري أبطال أوروبا. وواجه دراكسلر لاعب منتخب ألمانيا موجة غضب من جمهور شالكه قبل بداية الموسم، بعد أن ترك النادي الذي لعب له منذ كان في الثامنة من عمره وانتقل لمنافسه المحلي الثري في إحدى أغلى صفقات الدوري الألماني. وكان من المفترض أن يحل دراكسلر (22 عاما) محل كيفن دي بروين المنتقل إلى مانشستر سيتي الإنجليزي، لكن بدلا من تسجيل وصناعة الأهداف ظل يتعرض لانتقادات مستمرة بسبب مستواه المتواضع الذي لا يتوافق مع القيمة الباهظة لصفقته. وحتى أول من أمس لم يثبت دراكسلر أحقيته بالضجة التي صاحبت انتقاله لوصيف بطل ألمانيا وبطل الكأس المحلية والمتعثر حاليا في الدوري بوجوده في المركز الثامن. لكن لاعب الوسط المهاجم الذي كان ضمن منتخب ألمانيا بطل العالم 2014 ظهر في أفضل حالاته على أرض بلجيكا وسجل هدفين تقدم بهما فولفسبورغ 2-صفر أمام مضيفه غنت مستغلا مهاراته الرائعة في تجاوز المدافعين.
وقال كلاوس الوفس، المدير الرياضي لنادي فولفسبورغ المملوك لشركة «فولكس فاغن»: «قلنا دائما إن يوليان دراكسلر هو أفضل ما في الكرة الألمانية في الوقت الحالي. لكنه يحتاج لبعض الوقت ليظهر قدراته في كل مباراة وسيتمكن من ذلك معنا، وأعتقد أن الجميع شاهدوا اليوم كم هو رائع». وبفضل ثنائية دراكسلر وهدف آخر لماكس كروزه تقدم فولفسبورغ 3/صفر، قبل أن ينتفض غنت في وقت متأخر ويسجل هدفين قلص بهما الفارق. وأظهر هدفا غنت أبرز عيوب فولفسبورغ الذي ربما يملك تشكيلة قوية ولاعبين موهوبين لكنه يفقد التركيز وهو ما يشكل خطرا عليه. وقال دراكسلر للصحافيين: «لدي مشاعر مختلطة للغاية في الوقت الحالي. هذه أفضل مباراة لي مع فولفسبورغ وسجلت هدفين، لكننا فرطنا في التقدم بفارق كبير، إلا أن النتيجة لا تزال جيدة خارج ملعبنا». وتابع «أتحلى بالتركيز لتقديم أداء جيد وأحيانا تسير الأمور على ما يرام أفضل من أوقات أخرى، لكنني سعيد بحالتي الجيدة الآن، وسجلت هدفين لأول مرة في مباراة واحدة بدوري الأبطال، وأعتقد أنني سأحتفظ بالكرة». ومع استمرار المسيرة الجيدة لفولفسبورغ في دوري الأبطال وتحسن نتائجه في الدوري المحلي قد يترك دراكسلر بصمة متميزة ومثمرة في موسمه الأول معه.
وتحسن أداء غنت كثيرا في الشوط الثاني وحاول إدراك التعادل، لكن دراكسلر ضاعف النتيجة للفريق الألماني في الدقيقة 54 بعد أن استغل واحدة من التمريرات الخاطئة من دفاع بطل بلجيكا. وأضاف ماكس كروزه الهدف الثالث من مدى قريب، وكاد يحرز الهدف الرابع لكن تسديدته ارتدت من القائم. وبدأ سفين كومس انتفاضة غنت المتأخرة بعدما أنهى انطلاقة جيدة في الدقيقة 80 بتسديدة بقدمه اليمنى سكنت شباك الحارس كون كاستيلس. وبعد ذلك أعطى البديل خليفة كوليبالي بعض الأمل لغنت في لقاء الإياب الشهر المقبل عندما حول تمريرة عرضية من اليسار بضربة رأس إلى الشباك في الدقيقة 89.