«داعش مصر» يتبنى هجومًا مسلحًا على كمين أمني قرب القاهرة

أسفر عن مقتل شرطي وإصابة اثنين آخرين

«داعش مصر» يتبنى هجومًا مسلحًا على كمين أمني قرب القاهرة
TT

«داعش مصر» يتبنى هجومًا مسلحًا على كمين أمني قرب القاهرة

«داعش مصر» يتبنى هجومًا مسلحًا على كمين أمني قرب القاهرة

أعلن تنظيم داعش (فرع في مصر)، أمس، مسؤوليته عن الهجوم الذي نفذه مسلحون على نقطة أمنية قرب العاصمة القاهرة، وأسفر عن مقتل شرطي وإصابة اثنين آخرين، في ما يعدّ تمددًا جغرافيًا لمسلحي التنظيم، الذي اعتاد تنفيذ أعمال إرهابية في منطقة شمال سيناء المضطربة.
وكان مجهولون قد أطلقوا النار على كمين أمني في منطقة المرازيق بالبدرشين في الجيزة مساء أول من أمس (الثلاثاء)، ما أسفر عن مقتل أمين شرطة وإصابة آخرين. وقال بيان لوزارة الداخلية إن المجهولين كانوا يستقلون دراجة نارية.
وقال مصدر أمني إنه تم نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج، وإن قيادات مديرية الأمن انتقلت إلى مكان الحادث وفرضت أكمنة أمنية بالمنطقة لضبط الجناة قبل هروبهم. وفي بيان نشره التنظيم على عدة حسابات بـ«تويتر» اعتادت نشر بياناته عليها، أعلن أن من سماهم «جنود الخلافة» نصبوا كمينا لحملة أمنية بمنطقة البدرشين في الجيزة واستخدموا الأسلحة الخفيفة في الهجوم، زاعما مقتل ثلاثة من رجال الشرطة أحدهم ضابط، وإصابة ما لا يقل عن خمسة آخرين من رجال الشرطة.
وسبق أن تبنى التنظيم عشرات العمليات الإرهابية في مصر، والتي أسفرت عن قتل مئات من رجال الجيش والشرطة خلال العامين الماضيين، كما أعلن مسؤوليته أيضًا عن إسقاط طائرة ركاب روسية فوق شمال سيناء نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وقتل من كانوا فيها وعددهم 224 شخصا.
من جهة أخرى، أعلن مصدر في وزارة الداخلية أن الحملات الأمنية المستمرة في شمال سيناء أسفرت عن ضبط عدد 22 مشتبها بهم و40 من الهاربين والمطلوبين لتنفيذ أحكام بالحبس في قضايا متنوعة، حيث تمت إحالتهم إلى الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات القانونية. وتشن القوات المسلحة المصرية، يعاونها قوات الشرطة، حربا واسعة النطاق في شمال سيناء، وهي المنطقة التي تشهد هجمات مكثفة من قبل جماعات متشددة مسلحة ضد قوات الجيش والشرطة، منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو (تموز) 2013.
إلى ذلك، قررت محكمة جنايات بورسعيد أمس تأجيل محاكمة 51 متهما إلى جلستي 28 و29 فبراير (شباط) الحالي، وذلك في قضية أحداث الاشتباكات والعنف والشغب التي جرت بمحافظة بورسعيد في شهر يناير (كانون الثاني) 2013 ومحاولة اقتحام السجن هناك، والتي وقعت في أعقاب صدور قرار محكمة جنايات بورسعيد بإحالة أوراق عدد من المتهمين بقضية مجزرة استاد بورسعيد - في المحاكمة الأولى لهم - إلى مفتي الديار المصرية لاستطلاع الرأي الشرعي في شأن إصدار حكم بإعدامهم.
وجاء قرار التأجيل لاستكمال الاستماع إلى مرافعة الدفاع عن المتهمين في القضية. وكانت التحقيقات قد كشفت أن المجني عليهم في تلك الأحداث موضوع المحاكمة، قد بلغ 42 قتيلا من بينهم ضابط وأمين شرطة، ووقع إصابات في أكثر من 79 مواطنا آخرين.



مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
TT

مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)

استهلت جماعة الحوثيين شهر رمضان بتنفيذ حملات تعسف ضد أفران الخبز الخيرية بالعاصمة المختطفة صنعاء، وذلك في سياق إعاقتها المتكررة للأعمال الإنسانية والخيرية الرامية للتخفيف من حدة معاناة اليمنيين بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وتحدثت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن بدء مشرفين حوثيين برفقة مسلحين يتبعون ما تسمى «هيئة الزكاة الحوثية» تنفيذ حملات دهم بحق مخابز خيرية تتبع مبادرات تطوعية ومؤسسات خيرية ورجال أعمال في مديريات متفرقة بصنعاء، لإرغام العاملين فيها على دفع إتاوات، أو تعرضها للإغلاق والمصادرة.

وأكدت المصادر أن الحملة المباغتة استهدفت في أول يوم من انطلاقها 14 مخبزاً خيرياً في أحياء بيت معياد وبير عبيد والجرداء والقلفان والسنينة ومذبح بمديريتي السبعين ومعين بصنعاء، وأسفرت عن إغلاق 4 مخابز منها لرفضها دفع إتاوات، بينما فرضت على البقية دفع مبالغ مالية يتم توريدها إلى حسابات ما تسمى «هيئة الزكاة».

اتساع رقعة الجوع يجبر آلاف اليمنيين للاعتماد على المبادرات الإنسانية (أ.ف.ب)

وأثار الاستهداف الحوثي موجة غضب واسعة في أوساط السكان والناشطين في صنعاء، الذين أبدوا استنكارهم الشديد لقيام الجماعة بابتزاز المخابز الخيرية، رغم أنها مُخصصة للعمل التطوعي والخيري، وإشباع جوع مئات الأسر المتعففة.

استهداف للفقراء

واشتكى عاملون في مخابز خيرية طاولها استهداف الحوثيين في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، من تكثيف حملات التعسف ضد المخابز التي يعملون فيها، وأكدوا أن الحملة التي شنتها الجماعة أجبرتهم على دفع إتاوات، بينما هددت أخرى بالإغلاق حال عدم الاستجابة لأوامرها.

واتهم العاملون الجماعة الحوثية بأنها تهدف من خلال حملات التعسف لتضييق الخناق على فاعلي الخير والمؤسسات والمبادرات التطوعية الإنسانية والخيرية بغية منعهم من تقديم أي دعم للفقراء الذين تعج بهم المدن كافة التي تحت قبضتها.

امرأة في صنعاء تبحث في برميل القمامة عن علب البلاستيك لجمعها وبيعها (الشرق الأوسط)

ويزعم الانقلابيون الحوثيون أن حملتهم تستهدف الأفران التي تقوم بتوزيع الخبز خلال رمضان للفقراء بطريقة تصفها الجماعة بـ«المخالفة»، ودون الحصول على الإذن المسبق من «هيئة الزكاة»، والمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية التابع لها، والمخول بالتحكم في المساعدات.

وبينما حذرت مصادر إغاثية من مغبة استمرار الاستهداف الحوثي للمخابز الخيرية لما له من تأثير مباشر على حياة ومعيشة مئات الأسر الفقيرة، اشتكت عائلات فقيرة في صنعاء من حرمانها من الحصول على الخبز نتيجة حملات التعسف الأخيرة بحق الأفران.

وتؤكد المصادر الإغاثية أن التعسف الحوثي يستهدف الفقراء والمحتاجين في عموم مناطق سيطرة الجماعة من خلال مواصلة انتهاج سياسات الإفقار والتجويع المتعمدة، والسعي إلى اختلاق مبررات تهدف إلى حرمانهم من الحصول على أي معونات غذائية أو نقدية.

نقص الغذاء

ويتزامن هذا الاستهداف الانقلابي مع تحذيرات دولية حديثة من نقص الغذاء في اليمن حتى منتصف العام الحالي.

وفي تقرير حديث لها، نبَّهت «شبكة الإنذار المبكر من المجاعة» إلى أن ملايين اليمنيين سيعانون من عجز حقيقي في استهلاك الغذاء حتى منتصف العام الحالي على الأقل، حيث تستمرُّ الصدمات الاقتصادية الكلية، الناجمة عن الصراع المستمر في البلاد، في تقييد وصول الأسر بشدة إلى الغذاء.

يمنيات أمام بوابة أحد المطاعم في صنعاء للحصول على وجبة مجانية (الشرق الأوسط)

ولفتت الشبكة المعنية بمراقبة أوضاع الأمن الغذائي في العالم والتحذير من المجاعة إلى أن مجموعة من المناطق تحت سيطرة الحوثيين لا تزال تواجه نتائج الطوارئ، وهي «المرحلة 4» من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أي على بُعد مرحلة واحدة من المجاعة.

واعتاد الانقلابيون الحوثيون منذ سنوات أعقبت الانقلاب والحرب، على استخدام مختلف الأساليب والطرق لتضييق الخناق على الجمعيات والمبادرات المجتمعية الإنسانية والخيرية، بغية حرمان اليمنيين من الحصول على أي مساعدات قد تبقيهم على قيد الحياة.