رغم قوة التشكيلة يبقى السؤال حول مستقبل المصمم الأقوى

«سان لوران» تحتفي بهادي سليمان.. بإيف.. بلوس أنجليس.. وبالموسيقى

تذكر كثير من الإطلالات بعروض إيف سان لوران في السبعينات والثمانينات - يعشق هادي سليمان الديكورات الضخمة والموسيقى.. وهو ما ظهر في عرضه الأخير بلوس أنجليس - الروك آند رول أسلوب أصبح لصيقا بهادي سليمان
تذكر كثير من الإطلالات بعروض إيف سان لوران في السبعينات والثمانينات - يعشق هادي سليمان الديكورات الضخمة والموسيقى.. وهو ما ظهر في عرضه الأخير بلوس أنجليس - الروك آند رول أسلوب أصبح لصيقا بهادي سليمان
TT

رغم قوة التشكيلة يبقى السؤال حول مستقبل المصمم الأقوى

تذكر كثير من الإطلالات بعروض إيف سان لوران في السبعينات والثمانينات - يعشق هادي سليمان الديكورات الضخمة والموسيقى.. وهو ما ظهر في عرضه الأخير بلوس أنجليس - الروك آند رول أسلوب أصبح لصيقا بهادي سليمان
تذكر كثير من الإطلالات بعروض إيف سان لوران في السبعينات والثمانينات - يعشق هادي سليمان الديكورات الضخمة والموسيقى.. وهو ما ظهر في عرضه الأخير بلوس أنجليس - الروك آند رول أسلوب أصبح لصيقا بهادي سليمان

السؤال الذي تطرحه أوساط الموضة منذ شهر يناير (كانون الثاني) الماضي هو ما إذا كان هادي سليمان، مصمم دار «سان لوران»، واحدا ممن ستطاله خريطة التغييرات الجارية التي طالت عدة مصممين لحد الآن. لهذا ليس غريبا أن يُلح هذا السؤال أكثر في لوس أنجليس، حيث قدم تشكيلة رجالية نسائية للخريف والشتاء، يمكن القول إنها كانت رسالة مبهمة، إذا قرأنا بين سطورها فنستنتج بأنه لو صحت الشائعات، وكان المصمم سيغادرها فعلا، فإنه يريد أن تكون نقطة النهاية التي يضعها بمثابة نغمة قوية تتردد أصداؤها طويلا وتترك ذكرى لذيذة في الأذهان، فهي من أجمل التشكيلات التي قدمها لحد الآن وأكثرها قربا من روح الدار التي دخلها منذ ثلاث سنوات، وحاول جاهدا أن يضع بصماته المطبوعة بأسلوب «الغرانج» عليها. لم يُلغِ أسلوبه تماما، إذ يمكننا أن نرى هذا الأسلوب حاضرا في كثير من الإطلالات، لكن بجرعة خفيفة جدا، ارتقت إلى ما كان يقدمه مؤسس الدار في الثمانينات بسخائها وترفها، وبعض مبالغاتها أيضا.
خلفت هذه التشكيلة أيضًا شعورًا محيرًا ورغبة في أن لا تكون الإشاعات صحيحة، فأحد أسباب استغناء بيوت الأزياء على مصمميها يعود إلى الأزمة الاقتصادية وفشل بعضهم في ترجمة نجاحاتهم الفنية بلغة الأرقام والأرباح، إلا أن هادي سليمان حقق ما لم يكن يتوقعه نقاده ممن لم يروا في أسلوبه جديدا يُذكر وجنوحا لإنزال الموضة إلى الشارع بطريقة استسهالية. فقد كانت كل تشكيلاته تبيع لشريحة من الشباب متعطشين للموضة من جهة، ومتحمسين لاسم «سان لوران» وقصاته الضيقة التي تأخذهم إلى عالم الروك آند رول من جهة ثانية، ليحقق للدار الأرباح حسبما صرحت به في الأعوام الماضية. فعندما التحق هادي سليمان بـ«إيف سان لوران» قبل أن يغير الاسم إلى «سان لوران، لم تكن تحقق أرباحا طائلة مقارنة بها اليوم، فقد سجلت في عام 2011 مثلا 353 مليون يورو، لكن سرعان ما قفز هذا الرقم في 2014 إلى 707 ملايين يورو، مع توقعات أن يرتفع هذا الرقم بنسبة 20 في المائة عندما تعلن مجموعة «كرينغ» أرباحها غدا.
ومع ذلك، فإن التجارب في ساحة الموضة تؤكد بأنه ليس هناك دخان من دون نار، لهذا فإن الإشاعات بقُرب خروجه تزيد قوية يوما بعد يوم لتزيد معها حيرتنا وتساؤلنا: هل سيبقى أم سيغادر؟ ولماذا لا تنفي «كيرينغ» الأمر بشكل قاطع أو تؤكده؟
هناك من يتكهن بأنه سيأخذ مكان راف سيمونز في دار «ديور» وهو ما تستبعده الأغلبية، لأنه عمل فيها سابقا وخرج منها بشكل لم يعط الانطباع بأنه كان وديا حينها. هناك تلميحات أيضًا أنه قد يأخذ محل كارل لاغرفيلد في دار «شانيل»، فهذا الأخير يؤمن به وبقدراته، وسبق أن أنقص وزنه إلى النصف تقريبا لكي يتسنى له ارتداء تصاميمه عندما كان مصمما في «ديور أوم»، لكن هذا الاحتمال أيضًا مشكوك فيه، إذ ليس هناك أي مؤشر بأن المصمم الثمانيني يفكر في التقاعد أو التخلي عن عرشه في القريب.
الرئيس التنفيذي لمجموعة «كيرينغ» المالكة لـ«سان لوران»، فرنسوا هنري بينو، تملص من الجواب على هذه الإشاعات في لوس أنجليس، ورد على سؤال من «ويمنز وير دايلي» قائلا: «الليلة نحتفل بالدار، بهادي سليمان، بلوس أنجليس، بالموسيقى، لا بأي شيء آخر».
وبالفعل كانت تشكيلة الدار احتفالا بكل ما ذكره فرنسوا هنري بينو. بفنية هادي سليمان، الذي برهن ولأول مرة أنه يفهم أسلوب المؤسس، لأن أغلب القطع ذكرتنا به، من سترة «لوسموكينغ» إلى الفساتين الطويلة والجاكيتات والألوان وغيرها. كما كانت احتفالا بالدار، التي تحتفل بمرور 50 عاما على إطلاق إيف سان لوران، خط «ريف غوش» الخاص بالأزياء الجاهزة. لا يختلف اثنان أن العملية كانت بمثابة ثورة عندما قام بها في الستينات من القرن الماضي، لأن الـ«هوت كوتير» كانت السائدة بين النخبة والطبقات الثرية، بينما كانت العامة تكتفي بالتقليد واستعمال أقمشة رخيصة، ما أوحى له بفكرة دمقرطة الموضة وطرح خط أزياء جاهزة بأسعار أقل وتصاميم وأقمشة تحاكي الـ«هو الكوتير» جمالا ودقة. كان إيف لا يتعدى الـ30 من العمر آنذاك، أي كان مدفوعا بفورة الشباب والرغبة في تكسير التابوهات والمتعارف عليه. وهذا ما حاول هادي سليمان التقاطه والاحتفال به في عرضه الأخير: تحريك المياه الراكدة وتقديم مفاجأة تمثلت في أزياء لا تعترف بزمن أو مكان، لأنها عالمية. والأهم من هذا تبتعد عن أسلوب الغرانج الذي تميز به منذ التحاقه بالدار، ورفض تغييره رغم الهجمات المتكررة عليه، بل العكس، كلما زادت الهجمات زاد عنادا ولامبالاة بنقاده، مؤكدا أن هدفه الأول والأخير هو الزبون. من أجل هذا اتبع استراتيجية تُلغي إلى حد ما أهمية وسائل الإعلام وتأثيره، وتوجه إلى زبائنه بلغة مباشرة، خصوصا أنه ضمن ولاء نجوم هوليوود، من ممثلين وموسيقيين وفنانين، أعجبوا بتصاميمه الضيقة المطبوعة بلمسة روك آند رول.
هادي سليمان شخصية مختلفة في عالم الموضة، ليس لأنه عنيد فقط، بل لأنه لا يحب الأضواء ولا يسعى إليها، في زمن أصبحت فيه الصورة كل شيء بسبب وسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك أثار كثيرا من الانتباه بسبب اتخاذه قرارات جذرية أثارت عليه غضب كثير من محبي إيف سان لوران. من هذه القرارات، حذف اسم «إيف» لتصبح الدار معروفة بـ«سان لوران» فقط. ثم إصراره على نقل مقر عمله من باريس إلى لوس أنجليس، التي كان يقيم فيها قبل أن يتلقى عرض «كيرينغ» بأن يخلف ستيفانو بيلاتي في عام 2012. استغرب الكل قبول شرطه، لأن الدار فرنسية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لكن أكدت خطوته أنها لم تكن سيئة، لأنها تعني قربه الجغرافي من نجوم هوليوود وسهولة التعامل معه وكسب ودهم. ويبقى السؤال هو ما إذا كان قد أضاف إلى دار «سان لوران» شيئا. المتحاملون يرون أنه لم يقدم جديدا يمكن أن يُضاف إلى تاريخها، بينما المؤيدون يرون أنه سابق لأوانه، وبالتالي فهو أكثر من فهم روح إيف سان لوران، الذي كان مثله ثوريا وتعرض، مثله، لكثير من الانتقادات والهجمات. هؤلاء يضيفون أيضًا أن 3 سنوات ليست كافية للحكم على أي مصمم وفهم وجهة نظره بوضوح.
تجدر الإشارة إلى أن بداية هادي سليمان في عالم الأزياء كانت في مجال الأزياء الرجالية، وفي دار «إيف سان لوران» قبل أن تشتريها مجموعة «كيرينغ» ويدخلها توم فورد في عام 1998. رغم صغر سنه آنذاك وقصر تجربته، رفض هادي أن يكون الرجل الثاني، وصرح في ما بعد في لقاء مع «ذي نيويوركر» أن توم فورد ليس «مصمما بقدر ما هو رجل تسويق». لهذا فضل الانسحاب متوجها إلى «ديور»، التي شهدت انطلاقته الفعلية وتأثيره على الأزياء الرجالية. فإذا كان كريستيان ديور قام بثورة في عالم الأزياء النسائية في الخمسينات بأسلوبه الرومانسي الذي كانت تتوق إليه المرأة بعد سنوات من التقشف فرضتها الحرب العالمية الثانية، فإن هادي سليمان، الذي شغل فيها دور مدير فني في قسم الأزياء الرجالية حقق ثورة مماثلة في التسعينات بطرحه تصاميم رشيقة للغاية استوحاها من مغني الروك آند رول من أمثال ديفيد بوي وميك جاغر، وألهبت خيال الرجال. أصبح هذا الأسلوب لصيقا به، رغم أن مصممين آخرين مثل هيلموت لانغ وراف سيمونز قدموا تصاميم ضيقة مثله. الفرق بينه وبينهما أنه أضاف إلى بدلاته المفصلة لمسة هوليوودية ترقص على نغمات روك آند رول وروحا عالمية راقت لكل الرجال، على اختلاف أعمارهم وأهوائهم على شرط أن يتمتعون بالرشاقة. حتى كارل لاغرفيلد الذي قلما يمدح مصمما آخر، اعترف بأنه من أكثر المعجبين بالمصمم الشاب، وبأنه أنقص وزنه بشكل جذري حتى يتمكن من ارتداء تصاميمه، معلقا: «لقد حقق هادي ما حققه جيورجيو أرماني منذ 20 عاما». هوليوود وعالم الموسيقى التقطا نغمات هذا الأسلوب وجعله بعضهم موضوعا تغنوا به، مثل أغنية كيني ويست «كريستيان ديور دينم فلو»، التي عبر فيها عن إعجابه ببنطلونات الجينز التي كان يطرحها.



المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.