أبدى غزيون بنيهم موظفون حمساويون، سخطهم الكبير تجاه المسؤولين عن إدارة الملف الوظيفي الحكومي الذي تسيطر عليه حركة حماس في قطاع غزة منذ عشر سنوات، بعد شرائهم سيارات حديثة للمدراء الكبار المحسوبين على الحركة. ولم يتردد الموظفون الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ شهور طويلة، في التغريد عبر «فيسبوك» و«تويتر»، منتقدين قيادة الحركة والمسؤولين الحكوميين، مشيرين إلى إقدام وزارة المالية على شراء 36 سيارة حديثة من طراز «فورد»، بعد فترة وجيزة فقط من توزيع أموال على كبار الموظفين، لتسيير أمور حياتهم، فيما لا يحصل البقية على أكثر من 40 في المائة من مستحقاتهم كل شهر.
وقال محمد المدهون، وهو أحد الموظفين في غزة، إنه ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها تغيير السيارات، وكتب على صفحته في «فيسبوك»: «هو اللي نص راتبه 4500 شيقل غير السيارة والفاتورة، فارقة معه ولا حاسس بحصار، ولا بتفرق معه الـ40 في المائة». ورد عليه موظفون مستاءون. وقال فضل زقوت بسخرية: «بلبقلهم.. مش سهرانين على راحة الموظفين».
ويشتكي الموظفون التابعين لحماس في غزة، من ظروف حياتية قاسية وصعبة، نتيجة عدم تلقيهم رواتبهم بانتظام، منذ أكثر من عامين، بسبب الأزمة المالية التي تمر بها الحركة في السنوات الأخيرة، منذ تشديد الحصار على القطاع، وإغلاق الأنفاق التي كانت تغدق على حماس يوميا، ما لا يقل عن مليون دولار. وبسبب هؤلاء الموظفين، تعقدت مهمة المصالحة. إذ تريد حماس تثبيت موظفيها على كادر السلطة الفلسطينية. وتقول السلطة، إنه لا يمكن استيعابهم جميعا ويجب أولا إتمام إجراءات قانونية كثيرة. وقال بيان لنقابة الموظفين التابعين لحماس في غزة قبل يومين، إنهم لن يوافقوا على أي مصالحة لا تحل مشكلتهم.
ومشكلة الموظفين الحمساويين، هي جزء من مشكلات أكبر في غزة يعاني منها المواطنون.
وكتب الدكتور مؤمن الحنجوري، وهو ناشط اجتماعي ومحسوب على «حماس»، على صفحته: «يا من تقودون العمل الحكومي.. متى تتقون الله، متى تخافون الله، الناس تموت جوعًا.. وطوابير العمال تمتد. والخريجون بلا عمل. والموظف تتصدقون عليه بفتات المال. ثم تغدقون على مسؤولي الحكومة بالسيارات الحديثة. لا أدري في أي دين أو منطق أو عقل أو خلق أو مهنية هذا. أيها المسؤولون: أليس فيكم رجل رشيد؟» وكتب رامي ريان، أحد عناصر داخلية حماس: «في الوقت الذي لا يجد فيه الموظفون لقمة خبز لسد جوع أطفالهم، وأنا أعني ما أقول، تقوم وزارة المالية بشراء 36 سيارة للمدراء العامين في الوزارات لاستبدال سياراتهم القديمة. كيف يمكن أن يحدث هذا أيها الحافظون لسيرة عمر؟ كيف يمكن أن «برستيج» مدير عام، يصبح أولى في عقيدتكم ووعيكم من معدة طفل ابن موظف خاوية؟ كيف يمكن أن نسمع منكم عبارات التراحم والتكافل ونحن نرى هذه الأفعال الشيطانية؟».
واضطرت وزارة المالية التابعة لحماس للرد على الهجوم الكبير عليهم، وأصدرت بيانا قالت فيه، إن السيارات تم استبدالها بأخرى متهالكة، وأن ذلك يأتي في إطار حرصها على المال العام وترشيدا للإنفاق في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وعملا بمبدأ الشفافية.
وجاء في بيان المالية «أن عملية الاستبدال تمت نظرا لارتفاع تكاليف صيانة السيارات القديمة واستهلاكها الكبير للوقود، بينما السيارات التي تم شراؤها ذات محرك صغير وموفرة للوقود ولا تحتاج إلى صيانة، وأنه تم بيع السيارات المستهلكة لدى وزارة المالية والوزارات الأخرى في المزاد العلني، بالتعاون مع وزارة النقل والمواصلات حسب الأصول».
وأشارت المالية إلى أنه تم شراء السيارات الجديدة بالمبالغ التي تم بيع السيارات القديمة بها، وبذلك لم تتحمل وزارة المالية أي مبالغ إضافية على أسعار السيارات المباعة. وختمت الوزارة بيانها: «إننا نعي تماما حجم الأمانة التي بين أيدينا ونؤكد على حرصنا وحفاظنا على المال العام وإدارته بالشكل المناسب وحسب الأصول».
لكن مغردين ردوا أيضًا بالقول، إنه كلام مكرر، كلما غير المسؤولون سياراتهم في غزة.
غزة ساخطة لشراء حماس سيارات حديثة للمسؤولين الحكوميين
انتقادات واسعة من موظفين لا يتلقون نصف رواتبهم
غزة ساخطة لشراء حماس سيارات حديثة للمسؤولين الحكوميين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة