علماء يبتكرون عقارًا لـ«محو» الذكريات الأليمة

بعد اكتشافهم أن الذاكرة لا تخزن بمكان محدد في الدماغ

علماء يبتكرون عقارًا لـ«محو» الذكريات الأليمة
TT

علماء يبتكرون عقارًا لـ«محو» الذكريات الأليمة

علماء يبتكرون عقارًا لـ«محو» الذكريات الأليمة

اكتشف العلماء أخيرا أن ذاكرة الإنسان ليست دائمة. وفي الوقت الذي يتمنى كل شخص نسيان تجربة مؤلمة تلاحقه ويود نسيانها، استخلص العلماء أنه بالإمكان حذف وتغيير الذكريات، بل تعدوا ذلك إلى زرع ذكريات جديدة، وتوصلوا لأدوية تستطيع تغيير تركيبة الدماغ لنسيان الذكريات المؤلمة.
وقد يبدو هذا الاكتشاف خياليا بعض الشيء، إلا أنه بفضل التقدم في تكنولوجيا المسح العصبي الضوئي، أصبحنا أقرب مما كنا نتوقع لرؤية ذلك واقعا.
في الماضي أعتقد العلماء أن الذكريات تخزن في منطقة محددة من الدماغ، لكنهم أدركوا أن كل ذكرى نملكها مرتبطة بكل ما يتصل بالدماغ. ما يعني أن تغييرا بسيطا على شكل علاقة الأعصاب ببعضها البعض، يؤدي إلى تغيير شكل الذكريات في أدمغتنا، تماما كتغيير الأسلاك الكهربائية لجهاز معين.
ويعرض الوثائقي «قراصنة الذاكرة» دراسة متطورة في طبيعة الذاكرة، وكيف يمكن التلاعب بها لصالح الإنسان. ويقول منتجو الفيلم: «طوال فترة طويلة من تاريخ البشرية كانت الذاكرة ينظر إليها كمسجل شرائط يسجل بأمانة المعلومات ويعيد تشغيلها سليمة، لكن الباحثين الآن اكتشفوا أن الذاكرة شديدة الليونة، تكتب فيها الذكريات وتعاد كتابتها، لا من قبل صاحبها فقط، بل من قبل آخرين. وقد اكتشفنا الآليات الدقيقة التي يمكن أن تفسر بل حتى تسيطر على ذكرياتنا».
ويقول أحد علماء الأعصاب البارزين الذي يعمل حاليا على تقنية لمحو الذكريات المؤلمة، إن «النسيان على الأرجح أحد أهم الأشياء التي يفعلها العقل، ونحن لا نفهم سوى غيض من فيض عندما يتعلق الأمر بالذاكرة البشرية». ويتحدث الفيلم أيضا إلى عالمة نفس مشهورة اكتشفت أن الدواء يمكن استخدامه لإزالة التداعيات السلبية من بعض الذكريات ومن خلاله تمكنت من شفاء المرضى المصابين برهاب العناكب.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.