السفير الفرنسي لدى السعودية: ننسق مع الرياض لتسريع إنهاء الأزمة السورية

بزانسنو قال لـ«الشرق الأوسط»: إن باريس لن تقبل بالتفاوض مع نظام الأسد

براتران بزانسنو السفير الفرنسي لدى السعودية («الشرق الأوسط»)
براتران بزانسنو السفير الفرنسي لدى السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

السفير الفرنسي لدى السعودية: ننسق مع الرياض لتسريع إنهاء الأزمة السورية

براتران بزانسنو السفير الفرنسي لدى السعودية («الشرق الأوسط»)
براتران بزانسنو السفير الفرنسي لدى السعودية («الشرق الأوسط»)

قال براتران بزانسنو، السفير الفرنسي لدى السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المملكة تلعب دورا محوريا في محاربة الإرهاب وبسط الأمن والسلام في المنطقة، مبينا أن التعاون الاستراتيجي بين البلدين قطع شوطا كبيرا غطى كل المجالات السياسية والعسكرية والدفاعية والأمنية والاقتصادية، مشيرا إلى أن باريس والرياض على تنسيق مستمر بشأن الأزمة السورية.
وأضاف السفير الفرنسي أن بلاده تولي علاقتها مع السعودية اهتماما كبيرا، وتسعى معها لتسريع الحل السياسي العادل للأزمة السورية، مشيرا إلى أن موقف باريس المتوافق مع الرياض ثابت، وضد إطلاق مفاوضات بين الهيئة العليا السورية للمفاوضات ووفد نظام بشّار الأسد.
ونوه بزانسنو، إلى أن باريس تشدد على ضرورة تنفيذ قرار الأمم المتحدة «2254»، مشيرا إلى أن مطالب الهيئة العليا للمفاوضات مشروع، وتنسجم مع بنود هذا القرار، مشيرا إلى أن هناك حاجة ماسة إلى بذل مزيد من الجهود الدولية من أجل إيقاف فوري للقصف، وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، وفك أسر المعتقلين من النساء والأطفال في سجون النظام السوري.
وتابع بقوله إن «باريس والرياض لهما دور مشترك وتنسيق مستمر حيال الأزمة السورية، وتقفان بجانب حق الهيئة العليا للمفاوضات السورية، في التمسك بشروطها الأربعة التي هي في الأساس حق مشروع كفله لها قرار الأمم المتحدة (2254)»، مؤكدا أن بلاده تقف إلى جانب السعودية في محاربتها للإرهاب.
وقال السفير الفرنسي: «فرنسا تتطلع إلى عمل مشترك مع السعودية، لدفع أطراف الأزمة السورية لاستئناف المفاوضات في أقرب وقت، شريطة استعجال بناء الثقة وتنفيذ الاشتراطات الإنسانية الأربعة التي أمّن عليها القرار (2254)، من أجل إنجاح مفاوضات جنيف المقبلة ووضع حد لمعاناة الشعب السوري».
ولفت إلى أهمية مضاعفة الجهد الدولي، من أجل الالتزام بتنفيذ متطلبات الهيئة العليا للمفاوضات، لإيجاد مخرج آمن وسلس للحل السياسي المنتظر للأزمة السورية، من خلال خلق محفزات نوعية وتحقيق تنازلات تدفع العملية التفاوضية بين الطرفين نحو الأمام.
ولا يرى هناك مبررات لتعطيل قرار الأمم المتحدة «2254»، مشيرا إلى أن المادتين «12» و«13»، تؤكد أحقية إعطاء الأولوية لتمرير العمل والمساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة وإيقاف القصف وإطلاق سراح المعتقلين في سجون النظام السوري من النساء والأطفال، مشيرا إلى أنها ليست شروط الهيئة العليا للمفاوضات، وإنما حقوق مشروعة ومطلوبة لدفع العملية السياسية واستئناف الحوار والمفاوضات بشكل أكثر جدية.
وأكد السفير الفرنسي، أن بلاده ماضية في التشاور والتنسيق مع السعودية، ومع الأطراف الأخرى ذات الصلة، لإحداث اختراق في الملف السوري، ودفع المحادثات بالتعاون مع الجهات المعنية، مشيرا إلى أن تطابق الرؤية السعودية - الفرنسية سينعكس إيجابا تجاه الأزمة السورية وتسريع الحل السياسي لها.
وقال إن «التعنت في تطبيق القرار (2254)، يصعب العملية السياسية ويمثل العقبة الكؤود لتعثر المفاوضات، إذ إنه لا يوجد مبرر منطقي لعدم تنفيذه، إذ إن الأولوية لتطبيق القرار الأممي وإيقاف القصف الصاروخي والتجويع بسوريا قبل المفاوضات».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.