«فورسيزونز خليج البحرين» يقدم تجربة فندقية جديدة في ناطحة سحاب بالمنامة

محمد بركات مدير إدارة التسويق والمبيعات: الفندق يتميز بتصميمه المعماري الفريد

محمد بركات مدير إدارة التسويق والمبيعات - «فورسيزونز خليج البحرين»
محمد بركات مدير إدارة التسويق والمبيعات - «فورسيزونز خليج البحرين»
TT

«فورسيزونز خليج البحرين» يقدم تجربة فندقية جديدة في ناطحة سحاب بالمنامة

محمد بركات مدير إدارة التسويق والمبيعات - «فورسيزونز خليج البحرين»
محمد بركات مدير إدارة التسويق والمبيعات - «فورسيزونز خليج البحرين»

استوحى تصميم فندق «فورسيزونز خليج البحرين» من الـ«آرت ديكو» الذي اشتهر قبل الحرب العالمية الثانية، والذي يتميز بكثرة الأشكال الهندسية واستخدام الألوان الغنية والديكورات الفخمة، حيث إن روشون، وهو مصمم عالمي شهير، قد حاز عدة جوائز لتصاميمه المستوحاة من فرنسا، لعدد لا يحصى من العلامات الفندقية العالمية.
تعد الرحلة في فندق «فورسيزونز خليج البحرين» كالرحلات البحرية في عام 1930 من حيث الأناقة والتصميم، فالضيوف يدخلون الجزيرة الحصرية بعد مرورهم بالقرب من بحر خليج البحرين حتى وصولهم إلى الحدائق الخلابة، حيث سيبهرهم الفندق بتصميمه المعماري المميز بالإضافة إلى الألوان الهادئة والأثاث الغني.
وبحسب تقرير لفندق «فورسيزونز خليج البحرين»، فإنه عند وصول الضيوف إلى داخل الجزيرة، فسيتأقلمون مع روعة الفندق من الداخل، بالإضافة إلى الحديقة التي تُحيط به، فجميعها مُستوحى من أناقة فن الـ«آرت ديكو» المميز، وتصاميم المرافق الخارجية توازي هيكل البحرين، حيث اللمسات البحرينية التقليدية وسط التصاميم الحديثة الحصرية، وهذا المزيج يخلق جوا ديناميكيا مميزا.
وقال محمد بركات، مدير التسويق والمبيعات في فندق «فورسيزونز خليج البحرين»، إنه تم تصميم إضاءة الفندق بشكل استراتيجي لخلق جو مميز وليس فقط لإضاءة الفندق، ففي النهار أشعة الشمس تغطي كل مرافق الفندق، وفي الليل الأضواء تُشكل خلفية رائعة لجميع أنواع المناسبات، ويواصل الفندق توازيه الفريد عن طريق عكس روعة الجزيرة الخارجية في التصميم الداخلي، حيث إن الألوان المُستخدمة هي البيج والأخضر والذهبي التي تُمثل الحديقة الخارجية، بالإضافة إلى تناقض ألوان الأثاث الحصري ذي الأشكال الهندسية القوية لخلق تجربة لا مثيل لها للضيوف.
وأضاف بركات: «يتميز المنتجع الصحي ونادي اللياقة البدنية بالتصميم ذاته، فيمكن للضيوف الاستمتاع بضوء الشمس والمناظر الخلابة في جميع أنحائه، وهو يحتوي على 17 غرفة علاج تم تصميمها بألوان فاتحة تدل على الأناقة، وتوجد 273 غرفة، من ضمنها 57 جناحا، تم تصميمها بالتصميم ذاته، وتم استخدام ألوان البيج والأخضر والأسود مع الماهوغني والأثاث المصنوع من الرخام الفاخر».
ويسعى فندق «فورسيزونز خليج البحرين» إلى تقديم تجربة بصرية لا مثيل لها لضيوفه، وذلك عطفًا على ما تتمتع به البحرين كلؤلؤة الخليج العربي، من خلال مزيج نادر من الصفات، مما يجعل منها وجهة فريدة من نوعها، فاللؤلؤ البحريني يُعد من أغلى اللآلئ في العالم، فمنذ عام 1850 حتى عام 1930 كانت قيمة اللؤلؤ أعلى من الألماس حتى بدأت اليابان مؤخرًا بإنتاج اللؤلؤ الصناعي.
وبحسب تقرير فندق «فورسيزونز خليج البحرين»، فإن «شجرة الحياة» هي شجرة في وسط الصحراء عمرها 400 سنة، ولا يزال العلماء في حيرة من سر عيشها حتى هذا اليوم من دون وجود مصدر للمياه حولها، لذلك تُعد أحد المعالم السياحية الشهيرة في المملكة.
وأشار التقرير إلى أن البحرين سميت بهذا الاسم بسبب وجود «بحرين»؛ أحدهما مالح، والآخر عذب، وعند التقائهما تجد المياه العذبة مُحتدمة وسط المياه المالحة المحيطة بها. والبحرين تُعد أرخبيلا من 33 جزيرة؛ كل جزيرة موصولة بالأخرى عن طريق جسر، وكل منطقة من مناطق البحرين تُعد جزيرة منفصلة.
يعد «مركز البحرين التجاري العالمي» أول ناطحة سحاب في العالم تستخدم طاقة الرياح لتوليد الكهرباء، ويُعد أحد أشهر الأبراج في البحرين بسبب تصميمه المعماري المميز وكونه ثاني أعلى برج في البحرين، فيما يعد فندق «فورسيزونز خليج البحرين» هو ثالث أعلى برج في البلاد. كما أن البحرين تتميز بكثير من الأنشطة الترفيهية المتنوعة، وبإمكانها تلبية رغبات الجميع بغض النظر عن سبب الزيارة.
وأشار التقرير إلى أن البحرين معروفة بتاريخها العريق، فالمُسافرون المُهتمون بالتاريخ يُمكنهم الحصول على المعلومات المطلوبة، وبالنسبة للمُسافرين بغرض الاستمتاع، فهناك كثير من المنتجعات الصحية للاسترخاء، أو النشاطات الخارجية لمُحبي الإثارة والمزيد، فيما ينظر إلى أفضل 10 أنشطة في البحرين؛ ومنها سباق «فورمولا1» المقام في حلبة البحرين الدولية، وهو من أشهر السباقات في المملكة.
كما توجد المواهب المميزة في مهرجان ربيع الثقافة، الذي يُقام سنويًا في شهر أبريل (نيسان)، ويجمع بين الموسيقى والشعر والمسرح والفنون، ويقوم مسرح البحرين الدولي باستضافة كثير من العروض الدولية المميزة طوال السنة، ويعرض متحف البحرين الوطني كثيرا من المعارض التي يتم تحديثها دائمًا، وتعد الأسواق الشعبية المكان الأمثل لإيجاد المنتجات الشعبية بأسعار مميزة، مثل القهوة و«الشالات» والذهب والهدايا التذكارية، ويعد معرض «الجواهر العربية» الذي يُقام في البحرين سنويًا الأكبر والأرقى في الشرق الأوسط.
ويعد مسجد «الفاتح الكبير» هو الأكبر في البحرين، وهو واحد من أكبر المساجد حول العالم، كما تعد تجربة الغوص للبحث عن اللآلئ واحدا من أهم الأنشطة في البحرين، فيما تعد تلال دلمون الشهيرة أكبر مقبرة لما قبل التاريخ وتعود إلى عام 3000 قبل الميلاد، كما يمكن القيام برحلة بحرية إلى جزيرة «حوار» ومُشاهدة الدلافين.
ويوفر «فورسيزونز خليج البحرين» كثيرا من الوظائف المميزة، ولكن هناك دائمًا وظيفة تبرز عن الأخريات: مدير الوفود والمؤتمرات، فهو الحلقة الواصلة بين إدارات الفندق والضيوف، ويحرص دائمًا على راحتهم، ومن أولوياته تلبية كل احتياجات الوفود الرسمية والمجموعات الكبيرة. مدير الوفود والمؤتمرات يُشكل واجهة الفندق، حيث إنه المسؤول عن تقديم خدمة لا مثيل لها للسياسيين والعائلات الملكية والمشاهير والمجموعات الكبيرة، فيما يمكن وصف إدارة المؤتمرات على أنها تقوم بالجمع بين جميع وظائف الفندق، فهي عبارة عن عملية مُصغرة لكيفية عمل الفندق بين إدارات التدبير المنزلي، وخدمات الضيوف، والمبيعات، والتسويق، والأغذية والمشروبات، والأمن والسلامة؛ حيث إن هناك كثيرا من التعقيدات، مما يجعل هذه الوظيفة تتميز عن باقي الوظائف في الفندق. ويجذب مدير الوفود والمؤتمرات عددا كبيرا من الضيوف المميزين حول العالم، ويحرص على توفير خدمة لا مثيل لها؛ بدءًا من لحظة اختيارهم فندق «فورسيزونز خليج البحرين» سواء كانوا في رحلة ترفيهية أو لحضور مُناسبة أو اجتماع أو غرض سياسي، فجميعهم سيحظون بالخدمة ذاتها.
وبالعودة لبركات، فقد قال: «الخدمات التي توفرها فنادق الخمس نجوم مُتعارف عليها، ولكن خدمات (فندق فورسيزونز) مميزة ولا مثيل لها، بفضل موظفيها، فإذا كانت مناسبة عمل؛ فيتم الترحيب بالضيوف في الحديقة الخاصة، وسيتم اختيار الورود التي تتناسب مع ألوان شعار الشركة، أما إذا كانت وفودا أجنبية؛ فوسائل الراحة في الغرفة ستكون مُختارة بعناية لتتناسب مع ثقافتهم الخاصة، وفي جميع الثقافات ينفرد كل ضيف بذوقه، ويسعى الفندق لتوفير ما يُفضله كل فرد، لذلك يقوم مدير الوفود والمؤتمرات بالاهتمام بأدق التفاصيل مثل حساسية الطعام أو آلة الاسبريسو المفضلة للضيف».
بالإضافة إلى الخدمة الفريدة، فندق «فورسيزونز خليج البحرين» يتضمن كثيرا من المرافق المميزة التي ستنال إعجاب الضيوف؛ قاعات الاجتماعات الواقعة في الطابقين الـ50 والـ51 تُعد الأعلى في البحرين، وتتميز بإطلالة رائعة على العاصمة المنامة وخليج البحرين، فتتضمن أربع قاعات واسعة، بالإضافة إلى قاعتين لاجتماعات مجلس الإدارة. في الطابق الأرضي، تتوفر قاعتان واسعتان للمناسبات، بالإضافة إلى المساحة الخارجية المُتاحة لإقامة الحفلات في الهواء الطلق.
فندق «فورسيزونز» من أولوياته توفير المُعدات اللازمة سواء لاجتماع هام في إحدى غرف الاجتماعات، أو حفل زفاف في القاعة، أو حفل استقبال في ردهة الفندق، لذلك يقدم أفضل التقنيات الصوتية والمرئية، بالإضافة إلى الطعام المميز الذي يفوق التوقعات، بدءًا بالمقبلات الشهية إلى الحلويات اللذيذة.
يبلغ عدد الغرف 216، والأجنحة: 57، فيما تم تصميمه من 68 طابق على جزيرة خاصة تبلغ مساحتها خمسة هكتارات في وسط العاصمة المنامة، والتصميم الداخلي مستوحى من فخامة الرحلات البحرية مع مناظر خلابة للعاصمة المنامة ولوحات لفنانين بحرينيين.
ويقع على جزيرة خاصة ذات مناظر طبيعية مميزة، كما يسهل الوصول إليه من جسر متصل بالعاصمة المنامة، والمنطقة التجارية والترفيهية بالإضافة إلى المناطق التاريخية والثقافية. يبعد الفندق 15 دقيقة عن مطار البحرين الدولي. تم الافتتاح في 2015، على مساحة تصل إلى 3485 مترا مربعا، ويتضمن نادي اللياقة البدنية؛ واحدا للنساء فقط، وآخر للنساء والرجال، بالإضافة إلى لاونجان للاسترخاء يقدمان العصائر الطازجة، وغرف تبديل وجاكوزي الـ«كونسيرج» في الفنادق العادية، يقوم بالمهام الاعتيادية مثل حجز التذاكر والمطاعم أو توفير معلومات عامة عن الأماكن الترفيهية، أما في فندق «(فورسيزونز خليج البحرين) لدينا فريق كونسيرج كامل يعمل على تحقيق جميع مطالب ضيوفنا».
سلسلة فنادق «فورسيزونز» تحرص دائمًا على توفير فريق كونسيرج مميز، ففي عام 1980 كانت شركة «فورسيزونز» هي أول سلسلة فنادق تقوم بتوفير خدمة الكونسيرج على الطراز الأوروبي في أميركا الشمالية، كما قامت بتوظيف فريق كامل للكونسيرج في كل فنادق الشركة، لذلك لم تكن أول شركة تضفي مفهومًا جديدًا على الخدمة الفندقية وحسب؛ بل قامت بتطوير هذه الخدمة وتوفيرها على مدار الساعة لتواكب احتياجات أصحاب الجداول المكتظة بالأعمال.
سلسلة فنادق «فورسيزونز» تتميز بالفخامة، لذلك ينفرد كل فندق من فنادق الشركة بخدمات مُختلفة ليتمكن الضيوف من خوض تجارب جديدة حول العالم. «فريق الكونسيرج في فندقنا في مملكة البحرين يتكون من 8 موظفين من جنسيات مُختلفة، ولدى جميعهم هدف واحد، هو إرضاء ضيوفنا وتلبية كل احتياجاتهم. ومن خلال توظيف الشخص المُناسب، سنتمكن من بناء طريق النجاح، لذلك تم تعيين خليل اليمان رئيس الكونسيرج، وبذلك تمكن الفندق من الوصول إلى الصدارة. قام خليل بتوظيف سبعة في فريقه من ضمنهم أول بحريني يعمل في هذا المجال مما يُشكل أكبر وأقوى فريق في المنطقة».
بدأ اليمان بعجائبه قبل افتتاح فندق «فورسيزونز خليج البحرين» من خلال مساعدة فندق «فورسيزونز» في الرياض في الحصول على بعض الوثائق الضائعة في غصون ساعات، وإرشاد واحدة من الضيوف إلى مُشاهدة عرض ألعاب نارية مميز، فقد تمكن من إحياء لمسات فندق «فورسيزونز» في مملكة البحرين قبل افتتاح الفندق للضيوف.
اليمان يؤكد أن سر نجاح الكونسيرج في أي مكان هو المعارف الصحيحة، فلدى فريق الكونسيرج في فندق «فورسيزونز خليج البحرين» معارف في أكثر من 64 دولة حول العالم، وكلما زادت طلبات الضيوف، زاد تميز الفريق من حيث المعارف والخبرة.
فريق الكونسيرج الخاص بالفندق مُستعد لتلبية كل أنواع التحديات، فيمكنك طلب ألف وردة، أو قم برواية قصة ضياع بطاقة العمل الخاصة بك، أو قم بطلب ترتيب برنامج رومانسي لشريك حياتك، أو أخبرهم عن مدى استيائك لعدم حصولك على تذكرة عرض مميز.
من أولويات فندق «فورسيزونز خليج البحرين» ابتكار تجربة مميزة من الرفاهية للأطفال عند وصولهم إلى الفندق، فريق عمل نادي الأطفال يحرص على الاهتمام بأدق التفاصيل لخلق بيئة تشبه الخيال؛ بدءًا بصندوق الكنز الموجود عند المدخل، إلى ملاءات الأسرة التي تحمل صور شخصيات كرتونية شيقة، والمزيد من الأفكار المبتكرة.
يفتخر الفندق بقدرته على تصميم عالم مصغر للأطفال يتيح لهم استخدام خيالهم الواسع للإبداع، فيمكنهم أن يصبحوا طهاة محترفين في المطبخ المخصص لهم، أو فنانين صغارا مثل بيكاسو في قسم الفنون، أو لاعبين محترفين في غرفة الألعاب الإلكترونية، أو تقمص شخصية نقاد الأفلام في السينما الخاصة، أو رياضيين محترفين في بركة السباحة المخصصة لهم وحديقة اللعب الخارجية، أو كُتاب ورواة قصص في المكتبة الخاصة بهم.. «السماء هي حدود متعة الأطفال المقيمين في فندق (فورسيزونز)، فإنهم يتخيلون ونحن نقوم بتحقيق رغباتهم».
فندق «فورسيزونز» يؤمن أن لكل طفل شخصية مستقلة تتحكم في كثير من جوانب حياته، منها الأكلات المفضلة وأوقات النوم، حيث يقوم بمعاملة الأطفال مثل معاملة كبار الشخصيات، «فنوفر لهم تشكيلة واسعة من خيارات الطعام، ليضمن أن الطفل سيجد ما يحب. أما بالنسبة للأطفال الذين يفضلون البقاء على مقربة من عائلاتهم فبركة الأطفال تقع على بعد أمتار من بركة العائلة، والأطفال محبو المغامرة يمكنهم إطلاق هذه الطاقة في بيئة آمنة».
يمكن للأطفال اللعب في جنتهم الخاصة في الوقت نفسه الذي يسمح للآباء والأمهات بالاسترخاء، بفضل برنامج «فورسيزونز» للأطفال؛ حيث يوفر النادي جوا ممتعا وآمنا لأطفالهم دون الشعور بالوقت، ويسعى فندق «فورسيزونز» دائمًا إلى تقديم خدمة لا مثيل لها لإرضاء جميع أفراد العائلة.
عضوية النادي الصحي (الاسبا) في فندق «فورسيزونز خليج البحرين» تضمن للضيوف أقصى حد من الراحة والاسترخاء، وهي من أهم أولويات الفندق، فالمنتجع الصحي الحصري يلبي جميع احتياجات الضيوف بغض النظر عن سبب الزيارة، سواء كانت لاجتماع عمل مهم، أو لقضاء إجازة عائلية، أو إقامة حفل زفاف، أو الرغبة في قضاء يوم رومانسي، «فتتوفر لدينا جميع أنواع العلاجات والنشاطات لإعادة تنشيط الجسم والعقل».
«فورسيزونز» يقدم عروضا مميزة لا مثيل لها للضيوف الراغبين في الانضمام إلى برنامج العضوية الحصري، وسيتمكن الأعضاء من استخدام مرافق المنتجع الصحي بشكل غير محدود، الذي يتضمن مركزين للياقة البدنية؛ واحدا للسيدات، وآخر مختلطا، وبركة سباحة داخلية بطول 25 مترا، وغرفة بخار وجاكوزي، والتبريد الطبيعي برذاذ الضباب، وجلسات استنشاق الملح الطبيعي، بالإضافة إلى المرافق الخارجية التي تتضمن بركة «إنفينيتي» الممتدة على أطراف الجزيرة، وتبلغ 104 أمتار.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».