بلجيكا: مطالب بعزل الشباب أصحاب الفكر المتشدد في مدارس داخلية لتعلم الانضباط

عمدة فلفورد لـ {الشرق الأوسط}: تحدثت عن تجربتي في مكافحة التطرف أمام مؤتمر الأمن العالمي في واشنطن

هانس بونتي عمدة بلدية فلفورد البلجيكية ({الشرق الأوسط}
هانس بونتي عمدة بلدية فلفورد البلجيكية ({الشرق الأوسط}
TT

بلجيكا: مطالب بعزل الشباب أصحاب الفكر المتشدد في مدارس داخلية لتعلم الانضباط

هانس بونتي عمدة بلدية فلفورد البلجيكية ({الشرق الأوسط}
هانس بونتي عمدة بلدية فلفورد البلجيكية ({الشرق الأوسط}

قال مسؤول حكومي بلجيكي إن الشباب الذين تأثروا بالفكر المتشدد لا بد من عزلهم عن الباقين لفترة من الوقت في المدارس ذات النظام الداخلي الذي يسمح بتلقي الدروس والنوم وممارسة أي أنشطة داخل مباني هذه المدارس. وقال هانس بونتي عمدة بلدية فلفورد والمعروفة بأن لديها تجربة كبيرة في مواجهة الفكر المتشدد: «يجب إرسال الشباب المتطرفين إلى مدارس داخلية حيث يمكنهم تعلم الانضباط والدراسة وحياة المجتمع».
وأشار بونتي إلى تجربته في بلديته قائلا: «يعاني الشباب المتطرفون دون استثناء من صعوبات تعليمية، وبسبب المشكلات الكبيرة التي يواجهونها في المنزل، فهم يأخذون منعطفا خاطئا، ويجدون أنفسهم في الجريمة والتطرف». ويرغب العمدة في مزيد من الداخليات ذات تكلفة معقولة وخصوصا في التعليم الثانوي.
ووفقا لعمدة فلفورد، «ففي الداخلية لن يكون هؤلاء الشباب في محيطهم المعتاد وسيتعلمون الانضباط والحياة في المجتمع، وأيضًا الدراسة وممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي». ويضيف العمدة أنه من الملحّ التحرك لأن منظمات حماية الشباب ودعم الطلاب تفتقر إلى الموظفين لمواجهة الموقف. وفي نفس التوقيت من العام الماضي تلقى هانس بونتي عمدة مدينة فلفورد القريبة من العاصمة البلجيكية بروكسل دعوة من واشنطن ليكون متحدثا رئيسيا في مؤتمر الأمن العالمي برعاية الرئيس باراك أوباما، وتناول في كلمته أمام الحضور تجربة فلفورد لمواجهة الفكر المتطرف حتى يستفيد منها الآخرون. وتحدث بونتي عن تجربته الشخصية في التعامل مع ملف الفكر المتشدد، والكشف المبكر عن توجهات الشباب صغار السن للسفر للمشاركة في العمليات القتالية في الخارج.
وقال عمدة فلفورد لـ«الشرق الأوسط» إن علاقته الشخصية مع أولياء الأمور ساعدته كثيرا في مهمته، إذ إن «الثقة ضرورية لكي يتحدث الأب أو الأم عن مشكلة الأبناء مع المسؤولين».
وعلى بعد عشرة كيلومترات من العاصمة البلجيكية بروكسل تقع مدينة فلفورد والتي سافر منها عشرات من الشبان صغار السن إلى سوريا والعراق للمشاركة في العمليات القتالية الدائرة هناك، والأسباب وراء ذلك متعددة بحسب ما ذكر هانس بونتي عمدة مدينة فلفورد البلجيكية لـ«الشرق الأوسط» الذي أضاف قائلا: «وضعية صعبة للغاية يعيش فيها الشباب من أصول أجنبية في الغرب بشكل عام، وفي بروكسل وفلفورد بشكل خاص حيث يعانون من البطالة، ومشكلات في التعليم، وعدم الحصول على مؤهلات دراسية، إلى جانب تعرضهم لعملية غسيل مخ من جانب جماعات متطرفة ومنها جماعة الشريعة في بلجيكا، التي استغلت الظروف لحثهم على السفر إلى سوريا والعراق تحت راية التشدد». وكثفت السلطات البلجيكية من إجراءاتها عقب حادث الاعتداء على المتحف اليهودي في بروكسل مايو (أيار) 2014، لمواجهة التشدد وتداعيات عودة المقاتلين من مناطق الصراعات، لكنها تدابير غير كافية من وجهة نظر البعض بالنظر إلى استمرار سفر الشباب، وتواصل التهديدات.
وقال بونتي لـ«الشرق الأوسط»: «حادث الاعتداء على المتحف اليهودي في بروكسل نفذه شخص عاد من سوريا، وهذا يعني أن هناك صبغة إرهابية، ولهذا وجهت انتقاداتي ليس فقط للحكومة البلجيكية، بل للدول الأوروبية الأخرى، بسبب التحرك البطيء والتأخر في التعامل مع مشكلة تحول الراديكالية إلى إرهاب». وحول هذا الصدد قال وزير الخارجية البلجيكي ديديه رايندرس في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «اتخذنا خطوات كثيرة في هذا الصدد، ولكن علينا أن نقوم بالمزيد، وخصوصا في ما يتعلق بالتعاون مع دول أخرى في مجال تبادل المعلومات الأمنية وأيضًا تبادل طرق التعامل مع نشر الفكر المتشدد، وهذه مهمة غاية الصعوبة، وهذه المهمة لن تتحقق في غضون شهور أو أعوام قليلة وإنما ستمتد إلى الأجيال القادمة».
ولا يقتصر الأمر على الحكومة البلجيكية، فهناك حكومات دول أخرى في الاتحاد الأوروبي تخشى من تداعيات عودة المقاتلين الأجانب وما يشكله هذا الأمر من خطر على المجتمعات الأوروبية. وفي الوقت الذي شهدت فيه بلجيكا جلسات محاكمة لعناصر يشتبه في تورطها بتجنيد وتسفير الشباب إلى الخارج، شهدت دول أوروبية أخرى عمليات تفكيك لخلايا ناشطة في ظل تنسيق أمني أوروبي لمواجهة هذا الخطر.
واستنادا إلى الأرقام الرسمية بدت بلجيكا كخزان لتفريخ المتطرفين، فهذا البلد الأوروبي الذي يبلغ عدد سكانه 11 مليون نسمة، سافر منه أكثر من 400 من المقاتلين، وهو عدد كبيرة بالنظر إلى عدد السكان، ومقارنة بدول أوروبية أخرى.



سفير ألمانيا في واشنطن: سياسات ترمب تنطوي على «أقصى قدر من الاضطراب»

الرئيس المنتخَب دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس المنتخَب دونالد ترمب (أ.ب)
TT

سفير ألمانيا في واشنطن: سياسات ترمب تنطوي على «أقصى قدر من الاضطراب»

الرئيس المنتخَب دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس المنتخَب دونالد ترمب (أ.ب)

حذَّر السفير الألماني لدى الولايات المتحدة، في وثيقة سرية، من أن الإدارة الأميركية الجديدة، بقيادة الرئيس المنتخَب دونالد ترمب، ستُحكِم سيطرتها على سلطات إنفاذ القانون الأميركية ووسائل الإعلام، وتحدّ من استقلاليتها، وتمنح شركات التكنولوجيا الكبرى «سلطة المشاركة في الحكم».

وتصف الوثيقة، التي تحمل تاريخ 14 يناير (كانون الثاني)، وتوقيع السفير أندرياس ميكيليس، والتي اطلعت عليها «وكالة رويترز للأنباء»، سياسة دونالد ترمب المتوقَّعة في ولايته الثانية بالبيت الأبيض؛ بأنها تنطوي على «أقصى قدر من الاضطراب» الذي سيؤدي إلى «إعادة تعريف النظام الدستوري - وتركيز بالغ للسلطة في يد الرئيس على حساب الكونغرس والولايات الاتحادية».

وتضيف الوثيقة: «ستُقوَّض المبادئ الأساسية للديمقراطية والضوابط والتوازنات إلى حد كبير، وستُحرم السلطة التشريعية وسلطات إنفاذ القانون ووسائل الإعلام من استقلاليتها، وستتم إساءة استخدامها كذراع سياسية، وستُمنح شركات التكنولوجيا الكبرى سلطة المشاركة في الحكم».

وقالت وزارة الخارجية الألمانية إن الناخبين الأميركيين اختاروا ترمب في انتخابات ديمقراطية، وإنها «ستعمل بشكل وثيق مع الإدارة الأميركية الجديدة بما يحقق مصالح ألمانيا وأوروبا».

وتشير الوثيقة إلى أهمية السلطة القضائية، وبالأخص المحكمة العليا الأميركية، في أجندة ترمب.

ويرى ميكيليس أن السيطرة على وزارة العدل ومكتب التحقيقات الاتحادي ركيزة لنجاح ترمب في تحقيق أهدافه السياسية والشخصية.

وأوضح أن ترمب لديه خيارات قانونية متعددة لفرض أجندته على الولايات، قائلاً: «حتى نشر قوات الجيش داخل البلاد للقيام بأنشطة الشرطة سيكون ممكناً في حالة إعلان التمرّد والغزو».