ارتفاع عدد قتلى ومفقودي قوات النظام في كمين «الغوطة الشرقية» إلى 176 عنصرًا

قصف روسي كثيف على حلب ودير الزور.. ومعارك في محيط جبل الأكراد باللاذقية

ارتفاع عدد قتلى ومفقودي قوات النظام في كمين «الغوطة الشرقية» إلى 176 عنصرًا
TT

ارتفاع عدد قتلى ومفقودي قوات النظام في كمين «الغوطة الشرقية» إلى 176 عنصرًا

ارتفاع عدد قتلى ومفقودي قوات النظام في كمين «الغوطة الشرقية» إلى 176 عنصرًا

ارتفع عدد عناصر قوات النظام الذين تعرضوا لكمين وصف بـ«الأكبر» منذ بدء الأزمة السورية، في غوطة دمشق الشرقية الأحد الماضي، إلى 76 قتيلا وأكثر من مائة مفقود، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، يوم أمس، فيما تقدمت قوات النظام بمساندة الطيران الروسي بريف حلب الشمالي مسيطرة على بلدة الطامورة المشرفة على بلدة حيان والأجزاء الشمالية الغربية لبلدة عندان، واشتدت المعارك بين المعارضة وقوات النظام في عدة محاور بجبل الأكراد في ريف اللاذقية.
وأعلن التلفزيون السوري أن جيش النظام استعاد قرية مطلة على بلدات تسيطر عليها المعارضة حول حلب، في إطار حملة تشنها الحكومة لتطويق واستعادة مناطق من أيدي المعارضة تتبع المدينة الواقعة في شمال البلاد. وأفاد موقع «الدرر الشامية» أن قوات النظام استطاعت فرض سيطرتها على البلدة بعد أكثر من 50 غارة جوية عليها استهدفت مواقع تمركز الثوار ودفاعاتهم، ما أسفر عن انسحاب المعارضة منها والتمركز في الخطوط الخلفية للجبهة.
وكانت بلدات خاضعة لسيطرة المعارضة تعرضت لعشرات الغارات منذ الصباح، وفق «مكتب أخبار سوريا» مشيرا إلى أن الطيران الروسي شن 20 غارة على أطراف مدينة تل رفعت وبلدتي كفر خاشر وعين دقنة مستهدفا خطوط الاشتباك بين فصائل المعارضة من جهة والقوات النظامية وقوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى. كما شن الطيران الروسي أكثر من عشر غارات بالصواريخ الفراغية على خطوط الاشتباك بين الطرفين في مدينتي حيان وعندان وقرية الطامورة.
ولفت المكتب إلى أن قوات المعارضة في مدن وبلدات ريف حلب الشمالي تواجه معارك عنيفة ضد قوات سوريا الديمقراطية والقوات النظامية من جهة، وضد تنظيم داعش من جهة أخرى، وسط مساندة الطيران الروسي للقوات النظامية وقوات سوريا الديمقراطية ضد فصائل المعارضة. وأشار إلى أن المعارك تزامنت مع حالة نزوح كبيرة من مناطق الريف الشمالي لحلب باتجاه الحدود التركية، ليصل عدد النازحين على الحدود إلى أكثر من 60 ألف نسمة عالقين عند معبر باب السلامة، بانتظار موافقة السلطات التركية على دخولهم أراضيهم.
وفي ريف اللاذقية، كثف الطيران الروسي غاراته على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في قرى وبلدات عدة، وسط اشتباكات مع القوات النظامية في عدة محاور بجبل الأكراد.
وقال المقاتل في الجيش الحر إسماعيل بكري لـ«مكتب أخبار سوريا» إن الطيران الروسي شن أكثر من 23 غارة حتى اللحظة، تزامنا مع تحليق أكثر من طائرة في وقت واحد بسماء المنطقة.
وأضاف المصدر أن الغارات استهدفت محاور القتال في جبل الأكراد، إضافة إلى بلدة كنسبا وطريق حلب اللاذقية ومحيط قرية قروجة بجبل التركمان الخاضعة جميعها لسيطرة المعارضة، ما أدى إلى جرح عنصر وأضرار مادية في المناطق المستهدفة، وسط استمرار حركة النزوح للعائلات قرب الحدود التركية باتجاه ريف إدلب.
وأشار بكري إلى أن الغارات الروسية المكثفة تعد تمهيدا أمام القوات النظامية التي تحاول التقدم من عدة محاور بجبل الأكراد، كمحور قريتي باشورة وآرا، حيث تدور معارك عنيفة على هذه الجبهات مع فصائل المعارضة التي تحاول صد تقدم هذه القوات، نافيا إحراز أي تقدم لقوات النظام حتى الآن.
ولم يختلف الوضع في دير الزور، حيث شن الطيران الروسي والنظامي غارات استهدفت أحياء مدينة دير الزور ومناطق متفرقة بريفها الخاضع لسيطرة تنظيم داعش. وأشار «مكتب أخبار سوريا» إلى أن الطيران الحربي استهدف بعشر غارات، أحياء الحويقة والجبيلة والعرضي والحميدية وشارع التكايا بمدينة دير الزور، ما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة ثلاثة آخرين كحصيلة أولية بحي الحميدية، كما أدت الغارات لدمار هائل بالمنازل السكنية والممتلكات.
ويوم أمس، أعلن المرصد تفاصيل عن الكمين الذي تعرضت له قوات النظام يوم الأحد الماضي، على أيدي فصيل من «جيش الإسلام» في غوطة دمشق الشرقية، والذي نتج عنه حالة من الغضب والاستياء بين عائلات العناصر، مؤكدا، ارتفاع عدد قتلى النظام والمسلحين الموالين له إلى 76 عنصرا. وأوضح المرصد أن مقاتلي من فصيل «جيش الإسلام»، الأبرز في الغوطة الشرقية، نصبوا الأحد الماضي كمينا لنحو 240 عنصرا من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين الذين كانوا بصدد شن هجوم على منطقة تل الصوان. ووصف المرصد الكمين «بالأكبر» ضد قوات النظام السوري منذ بدء الأزمة السورية. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن الكمين أوقع 76 قتيلا، بينهم 45 قتلوا في إطلاق نار و31 آخرين جراء ألغام وضعها مقاتلو «جيش الإسلام» أثناء الاشتباكات. وكان المرصد أحصى بعد حصول الكمين مباشرة 35 قتيلا على الأقل من قوات النظام السوري. وبحسب عبد الرحمن، لا يزال مصير مائة عنصر على الأقل مجهولا. وقال إن عائلات الضحايا والمفقودين يطالبون باستعادة جثثهم.
وتعد الغوطة الشرقية معقل فصيل «جيش الإسلام»، الذي كان ممثلا في مفاوضات جنيف الأخيرة عبر محمد علوش الذي سمي كبير المفاوضين في وفد الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.