قطر تبني مدينة عمالية «نوعية» تتضمن مرافق عصرية لإكمال المشاريع الرياضية

استثمرت زيارة 400 صحافي عالمي لإطلاعهم على التجهيز لمونديال 2022

رغم الانتقادات اللاذعة من وسائل الإعلام العالمية إلا أن قطر تواصل السير للتجهيز لكأس العالم 2022 («الشرق الأوسط»)
رغم الانتقادات اللاذعة من وسائل الإعلام العالمية إلا أن قطر تواصل السير للتجهيز لكأس العالم 2022 («الشرق الأوسط»)
TT

قطر تبني مدينة عمالية «نوعية» تتضمن مرافق عصرية لإكمال المشاريع الرياضية

رغم الانتقادات اللاذعة من وسائل الإعلام العالمية إلا أن قطر تواصل السير للتجهيز لكأس العالم 2022 («الشرق الأوسط»)
رغم الانتقادات اللاذعة من وسائل الإعلام العالمية إلا أن قطر تواصل السير للتجهيز لكأس العالم 2022 («الشرق الأوسط»)

بعد الانتقادات التي وجهت إلى قطر في مجال حقوق العمال اثناء عملهم في المنشآت والمرافق والمشروعات الدائرة في قطر، استعدادا لاستضافة بطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم، اختار المنظمون في قطر صورة الواقع للرد على هذه الانتقادات.
واستغلت لجنة الإعلام الرياضي في قطر بالتعاون مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث وجود ممثلين للإعلام الرياضي في أكثر من مائة دولة من كل أنحاء العالم ووجهت رسالة من الواقع إلى الإعلام العالمي بوجود تطور وتحسن ملموس في مجال تحسين ظروف العمال وأن الأمر لم يعد مجرد وعود، وإنما تحول لواقع ملموس.
وحرصت لجنة الإعلام الرياضي على تنظيم زيارة للوفود المشاركة في النسخة الـ79 من اجتماعات الجمعية العمومية (كونغرس) الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية، والذي نظمته لجنة الإعلام الرياضي القطري على مدار الأيام الماضية في الدوحة، إلى مدينة العمال الجديدة في مسيمير.
وربما كان الازدحام المروري في الجزء الأخير من الطريق المؤدي إلى مدينة العمال هو السلبية الوحيدة التي سجلها المشاركون في الزيارة، لكن سرعان ما زالت هذه السلبية أمام إعجاب الزائرين بالخدمات والمرافق التي تتضمنها مدينة العمال، لا سيما وأن الازدحام كان بسبب أعمال الحفر والإنشاء في أحد المشروعات المجاورة والذي أوشك على الانتهاء.
وكانت المفاجأة مع بداية الزيارة هي وجود قاعة عرض سينمائي كبيرة في المدينة توفر للعمال فرصة للاستمتاع بالعروض السينمائية في أوقات الفراغ كنوع من الترفيه عن أنفسهم إذا رغبوا في النزوح إلى وسط الدوحة بحثا عن وسائل الترفيه المختلفة.
وعلى شاشة العرض السينمائي في هذه القاعة، شاهد المشاركون في هذه الزيارة مادة مصورة للتعريف بالمدينة ومنشآتها ومرافقها مثل المباني المجهزة لسكن العمال والتي تراعي لحد كبير جوانب السلامة والنظافة والأمن، علاوة على احتوائها كافة متطلبات الحياة، وكذلك استعرضت المادة المصورة مرافق المدينة من دار للسينما والمركز الطبي وملعب الكريكيت الذي يناسب اهتمامات العمال الذين جاء معظمهم من القارة الآسيوية ومركز التسوق وأماكن العبادة بوجود عدة مساجد بخلاف المسجد الكبير، الذي يعد ثاني أكبر مسجد بالدولة، إضافة لقرب المدينة من مجمع الأديان، الذي يتيح لغير المسلمين تأدية شعائرهم بحرية.
وبعد انتهاء عرض المادة المصورة، شاهد المشاركون في الزيارة كل هذه المرافق على أرض الواقع وأبدوا إعجابهم بالنظافة والأمن والخدمات التي توفرها المدينة، لا سيما وأنها شهدت بشكل واضح تطورا كبيرا عن سكن العمال السابق والذي كان في منطقة الوكرة وهي النزل التي استخدمت قبل سنوات كأماكن إقامة للاعبين والرياضيين الذين شاركوا في دورة الألعاب العربية التي استضافتها قطر عام 2011.
وفي داخل المباني السكنية بالمدينة، تفقد الصحافيون والإعلاميون غرف الطبخ وصالة رياضية مصغرة بكل مبنى، وكذلك الغرف التي اتسمت بحسن التهوية والنظام في ترتيب أثاثها، إضافة لوجود مداخل ومخارج للطوارئ مطابقة للمعايير، وظهر الانبهار والتقدير على وجوه الجميع.
وبعد زيارة المركز الطبي المجهز بأجهزة حديثة وأطباء متميزين في تخصصات مختلفة، كان الانطباع السائد هو وجود تحسن واضح في مجال أوضاع العمال ومستوى معيشتهم، خاصة بعدما تصادف خروج الصحافيين من المركز الطبي مع مرور مجموعة من العمال من نيبال ليدور الحديث بين الإعلاميين والعمال اطمأن خلاله الإعلاميون إلى الظروف التي يعيشها هؤلاء العمال.
وتبعد مدينة العمال 14 كيلومترا من وسط الدوحة و13 كيلومترا من مطار حمد الدولي، واستغرق العمل فيها ما يقرب من ثلاثة أعوام وتبلغ مساحتها مليون و100 ألف متر مربع وتستوعب نحو 100 ألف عامل.
وتنقسم المدينة إلى قسمين، الأول هو المنطقة الترفيهية والتجارية والتي تضم مركزا تجاريا وسوقا بها نحو 200 محل متنوع تناسب أذواق وثقافات القاطنين بالمدينة وملعب كريكيت، هو الأكبر في قطر ويتوافق مع المواصفات والمعايير الدولية ومسرح مكشوف يستوعب 17 ألف شخص تنظم فيه الفعاليات المتنوعة والمناسبات الخاصة والمهرجانات وأربع قاعات سينما حديثة.
أما القسم الثاني من المدينة، فيضم المجمعات السكنية للعمال بما تحتويه من خدمات صحية واجتماعية وأمنية فهي تحوي 55 مبنى سكنيا بطاقة استيعابية تصل لنحو 100 ألف عامل ودور عبادة وعيادة طبية ومواقف للحافلات. وتتضمن المباني السكنية أنظمة إنذار مبكر وإطفاء الحريق، بالإضافة لعدد مناسب من مخارج الطوارئ، إضافة لصالة الطعام ومطبخ يقدم الوجبات الصحية، مراعيا تنوع الجنسيات القاطنة وخصوصياتهم وغرفتي حراسة وصالة ألعاب ترفيهية ونادياً رياضياً وغرفة للصيانة.
وأكدت الإعلامية الأميركية جيني هايز، في تصريحات، إن الصورة التي تخيلتها من خلال التقارير الإعلامية في الفترة الماضية كانت مختلفة تماما عما شاهدته خلال هذه الزيارة، وهي الأولى لها إلى قطر.
وأوضحت أنها انزعجت في البداية من الازدحام في الطريق المؤدي إلى مدينة العمال، ولكنها أدركت بعد قليل أن الطريق يمر وسط أحد المشروعات، وهو ما يتسبب في تعطيل الطريق بعض الوقت، لكن العمل يدور بشكل مكثف طبقا لما شاهدته من عدد كبير للعمال في هذا الموقع مما يبشر بانتهاء هذا المشروع وبالتالي الازدحام المروي طبقا لتأكيدات المسؤولين.
وأضافت جيني أنها فوجئت بالحالة الجيدة لمدينة العمال والمزودة بكل المرافق والخدمات الأساسية والترفيهية كما لمست رغبة القطريين في مزيد من التحسين في المدن الأخرى التي ستقام لسكن العمال الذين يشاركون في كل المشروعات الخاصة بالبنية الأساسية واستعدادات المونديال.
واعتبر الفرنسي جاي ستروك نقيب الصحافيين الرياضيين الفرنسيين وأحد مؤسسي جائزة الكرة الذهبية في مجلة «فرانس فوتبول» أن الفارق كبير بين ما شاهده على أرض الواقع في مدينة العمال وبين المزاعم التي ترددت من قبل.
وقال: «لا يمكن أن يتمنى العامل أفضل من هذه الظروف، وأظن أن قطر قامت بعمل كبير للغاية وأحرزت تطورا ملموسا فيما يخص تحسين ظروف العمال وخلق الظروف الملائمة لهم من أجل العمل في مختلف مشروعات المونديال. وبالتالي، فإن الانطباع تغير بشكل كامل حول ما سمعناه في السنوات الماضية».
وأضاف: «شخصيًا، تكونت لدي فكرة مغايرة عن أمور كثيرة بعد هذه الزيارة إلى الدوحة وأصبحت على يقين بأن مونديال 2022 سيكون رائعا بحق، خاصة وأن هناك تقدما ملموسا في سير الاستعدادات والمشروعات الخاصة بالمونديال».
وقال الأرجنتيني خوان بابلو مينديز الصحافي بجريدة «أوليه» الأرجنتينية الرياضية إنه فوجئ بما شاهده في المدينة، خاصة فيما يتعلق بالنظافة، مشيرًا إلى أنه فوجئ أيضًا بوجود صالة رياضية للعمال الذين يعيشون بالمدينة، موضحًا أن هذا الأمر لا يحدث في كثير من دول العالم.
وقال خوان بابلو إنه موجود في قطر منذ عدة أيام فقط، موضحًا أنه شاهد الكثير من التطور خلال هذه الفترة القصيرة، خاصة فيما يتعلق بالبنية الأساسية والنهضة العمرانية. وشدد على أنه لم يجد شيئا سلبيا فيما يتعلق بحقوق العمال.
وشدد بابلو على أن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) أصاب في اختيار دولة عربية لتنظيم كأس العالم 2022 بعد تنظيم البطولة في شرق آسيا وأفريقيا من قبل.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».