أعلن رئيس النظام السوري بشار الأسد أن الهجوم الواسع الذي تشنه قوات النظام منذ فبراير (شباط) الماضي، بدعم جوي روسي، على محافظة حلب بما فيها مدينة حلب هدفه «قطع الطريق بين حلب وتركيا وليس السيطرة على المدينة بحد ذاتها»، لافتًا إلى أنّه لا يستبعد احتمال إقدام تركيا والمملكة العربية السعودية على تدخل بري في سوريا.
الأسد أوضح في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية أن «المعركة الآن في حلب ليست معركة استعادة حلب لأننا كدولة موجودون فيها، ولكن المعركة الأساسية هي قطع الطريق بين حلب وتركيا»، وأضاف أن «تركيا هي الطريق الأساسي للإمداد الآن بالنسبة للإرهابيين». وادعى الأسد أن قواته ستواجه أي عملية برية تخطط لها السعودية وتركيا داخل الأراضي السورية، مضيفًا: «المنطق يقول إن التدخل غير ممكن لكن أحيانًا الواقع يتناقض مع المنطق. هذا احتمال لا أستطيع استبعاده لسبب بسيط وهو أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان شخص متعصّب، يميل للإخوان المسلمين ويعيش الحلم العثماني». وأردف قائلا: «نفس الشيء بالنسبة للسعودية. إن مثل هذه العملية لن تكون سهلة بالنسبة لهم بكل تأكيد وبكل تأكيد سنواجهها».
وأوضح الأسد أن هدفه استعادة الأراضي السورية كافة، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن ذلك قد يتطلب وقتًا «طويلا» في ظل الوضع الحالي في سوريا. وقال، ردًا على سؤال حول قدرته على استعادة الأراضي السورية كافة «سواء كان لدينا استطاعة أو لم يكن، فهذا هدف سنعمل عليه من دون تردّد»، موضحًا أنه «من غير المنطقي أن نقول إن هناك جزءا سنتخلى عنه». وأشار إلى أن «الحالة الحالية المتمثلة في الإمداد المستمر للإرهابيين عبر تركيا، وعبر الأردن (...) هذا يعني بشكل بديهي أن يكون زمن الحل طويلاً والثمن كبيرًا».
الأسد أبدى خلال المقابلة، التي أجريت قبل ساعات من توصل الدول الكبرى إلى اتفاق في ميونيخ حول «وقف للأعمال العدائية»، استعداده للتفاوض مع معارضيه و«مكافحة الإرهاب» في آن معا. وقال: «نؤمن إيمانًا كاملاً بالتفاوض وبالعمل السياسي منذ بداية الأزمة، ولكن أن نفاوض لا يعني أن نتوقف عن مكافحة الإرهاب». ورأى أنه «لا بد من مسارين في سوريا.. أولاً، التفاوض، وثانيًا، ضرب الإرهابيين.. والمسار الأول منفصل عن المسار الثاني».
ودعا رئيس نظام دمشق حكومات الأوروبية إلى «تهيئة الظروف التي تسمح بعودة السوريين إلى بلادهم»، بعد تدفق مئات الآلاف من السوريين إلى أوروبا. إذ قال: «أدعو الحكومات الأوروبية التي ساهمت بشكل مباشر بهذه الهجرات، عبر تغطية الإرهابيين في البداية وعبر الحصار على سوريا، سأدعوها لكي تساعد على عودة السوريين إلى وطنهم». وزعم أن كثيرين «من الذين هاجروا ليسوا ضد الدولة السورية وليسوا مع الإرهابيين، ولكن هناك ظروف أحيانا تفرض على الإنسان أن يُهاجر»، حسب قوله.
من جهة أخرى، رفض الأسد التقارير الصادرة عن منظمات الأمم المتحدة التي تتهم نظامه بارتكاب «جرائم حرب» منذ بدء النزاع الذي تشهده البلاد منذ عام 2011. وقال: «هذه المنظمات تسيطر عليها بشكل أساسي الآن القوى الغربية. لذلك معظم تقاريرها هي تقارير مسيّسة تخدم أجندة سياسية»، كما أنها «لا تقدّم أدلة.. وهذه حالة عامة»، مضيفًا «أنا لا أخشى هذه التهديدات أو الادعاءات».
ورأى الأسد أنه على فرنسا أن «تغير سياساتها» حيال سوريا، معتبرًا أنها تتبع «سياسات تخريبية في المنطقة وتدعم الإرهاب بشكل مباشر». مضيفًا: «من واجب فرنسا الآن أن تقوم بسياسات معاكسة أو تغير سياساتها من أجل مكافحة الإرهاب».
الأسد: المعركة في حلب هدفها قطع الطريق على تركيا
لم يستبعد احتمال إقدام السعودية وتركيا على تدخل بري في سوريا
الأسد: المعركة في حلب هدفها قطع الطريق على تركيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة