عراقيات ينتظرن خطة الحكومة لإنقاذ الناجيات من العنف

بمناسبة إطلاق استراتيجية عام 2016 لقرار مجلس الأمن «1325»

جانب من اجتماع في أربيل أمس بمشاركة 25 منظمة  نسوية ومجتمعية
جانب من اجتماع في أربيل أمس بمشاركة 25 منظمة نسوية ومجتمعية
TT

عراقيات ينتظرن خطة الحكومة لإنقاذ الناجيات من العنف

جانب من اجتماع في أربيل أمس بمشاركة 25 منظمة  نسوية ومجتمعية
جانب من اجتماع في أربيل أمس بمشاركة 25 منظمة نسوية ومجتمعية

طالبت نساء عراقيات أمس الخميس، في اجتماع عقد في أربيل شاركت فيه 25 منظمة نسوية مجتمعية، الحكومة العراقية بأداء دورها المطلوب لمتابعة تنفيذ الخطة الوطنية لقرار مجلس الأمن «1325» الخاص بالمرأة والأمن والسلام، ودورها في منع الصراعات وحلها وإعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الصراع، ومشاركتها في صنع القرار ومبادرات المصالحة.
الاجتماع تواصل على مدى ثلاثة أيام، شارك فيه ممثلون عن وزارة الداخلية في حكومة إقليم كردستان، وعدد من ممثلي المنظمات الدولية؛ منها «مكتب دعم المرأة» في الأمم المتحدة ويونامي، لمتابعة ما يتعلق بتنفيذ الخطة الوطنية وخطة الطوارئ للقرار «1325» في العراق وأولويات العمل لعام 2016.
وكانت الحكومة العراقية قد أطلقت في فبراير (شباط) 2014، خطة العمل الوطنية لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم «1325» للأعوام من 2014 - 2018، وصار بذلك أول بلد في الشرق الأوسط ومنطقة شمال أفريقيا يُطلق مثل تلك الخطة، وينضم إلى 43 دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة صادقت على خطة العمل بشأن القرار، في وقت لم تزل فيه المرأة العراقية تعاني من أوضاع سيئة بعد سيطرة «داعش» على أجزاء واسعة من البلاد، واغتصاب المئات من النساء، وتهجيرهن، وقتل المعيل، وتسعى إلى تفهم معاناتها الاقتصادية، وتعايشها مع المجتمع من جديد بسبب النظرة الدونية للنساء المغتصبات، ومحاولة التكتم على ما واجهنه من ويلات وأهوال.
وأطلقت النساء المشاركات في الاجتماع بيانا صحافيا أكدن فيه ضرورة الإسراع بتوفير الآليات اللازمة للعمل؛ ومن ضمنها تسمية الهيئة الرسمية في الحكومة الاتحادية المعنية بالخطة الوطنية لتنفيذ القرار «1325»، وتنفيذ خطة الطوارئ الخاصة بالنساء والفتيات النازحات واتخاذ الإجراءات الجادة لتوفير الحماية الكاملة لهن، خصوصا الناجيات من العنف بكل أشكاله، خصوصا العنف الجنسي، مع ضرورة توفير الدعم الخاص ببرامج التأهيل والتمكين الاقتصادي، والعمل على ضمان عودة النازحين بسلام، وتأمين الحد الأدنى من الحياة الكريمة.
البيان طالب «بمضاعفة الجهود بين القطاعات الرسمية وغير الرسمية ومنظمات المجتمع المدني، للمساهمة في تقديم الخدمات والمساعدات، إضافة إلى تنفيذ برامج لنشر التوعية داخل المجتمعات المضيفة لضمان التعايش السلمي، وتوعية القوات الأمنية ومقدمي الخدمات داخل مخيمات النازحين بما يوفر الحياة الآمنة لهم». ومن بين المنظمات المشاركة في المؤتمر «منظمة تمكين المرأة»، و«جمعية نساء بغداد» و«منظمة تولان للمرأة التركمانية»، و«اتحاد نساء كردستان»، و«رابطة المرأة العراقية».. وغيرها.
السيدة سوزان عارف، رئيسة «منظمة تمكين المرأة» في أربيل وعضو «تحالف (1325)»، قالت في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «العام الماضي طورنا خطة طوارئ ضمن الخطة الوطنية لأجل الاستجابة السريعة والآنية للنساء المتضررات من النزاعات، والنازحات، وموافقة الحكومة المركزية والإقليم على الخطة، وكذلك وضع البرامج التي تساعدنا على العمل، لكن واجهنا تحديات كبيرة بسبب الميزانية والأزمة المالية التي تعصف بالبلاد».
وأضافت: «نلاحظ عدم اهتمام الحكومة بتنفيذ الخطة، وكذلك غياب اهتمام البرلمان العراقي بمتابعة واقع المرأة أثناء وبعد النزاعات، وعدم وجود ميزانية مخصصة للشروع في تنفيذ الخطة حتى الآن، فجميع الوزارات معنية بتنفيذ جزء من الخطة وكذلك المنظمات المحلية والمنظمات الدولية».
واستدركت لتقول: «لا نريد خططا واستراتيجيات لنضعها على الرفوف، المهم تنفيذها على أرض الواقع، ونعمل الآن ضمن خطة خمسية مقبلة».
أما المحامي حيدر العوادي، رئيس منظمة «مسار» لحقوق الإنسان، وعضو «تحالف (1325)»، فقال: «بعد مصادقة الحكومة العراقية في 2015 على تنفيذ الخطة الوطنية وخطة الطوارئ، وتشكيل غرفة العمليات لمتابعة التنفيذ مع الوزارات المختصة، عطلت بسبب إلغاء وزارة الدولة لشؤون المرأة التي كانت تعمل تحت مظلتها، في أغسطس (آب) من العام الماضي، وحصل تلكؤ وضعف واضح في تطبيق خطة الطوارئ الخاصة بتنفيذ القرار». وأضاف: «نسعى اليوم لأجل مناقشة واقع خطة الطوارئ، ووضع الأوليات في مجال الأمن والسلام والحماية، والوقاية أثناء وبعد النزاعات، ومشاركات المرأة في حفظ السلام، وحماية المرأة في ما بعد النزاع، والمشاركة في صنع القرار ومبادرات المصالحة على مستوى بغداد والمحافظات، وكذلك إدامة وتفعيل غرفة العمليات».
وقد حددت الأسباب الموجبة لانبثاق خطة الطوارئ من الخطة الوطنية لقرار مجلس الأمن «5231»، بعدة نقاط؛ من أهمها قلة التأثير والمشاركة للنساء في عمليات صنع القرار وحفظ الأمن وتحقيق السلام الدائم، وعدم تلبية الاحتياجات الطارئة للنساء النازحات، وخطورة أزمة النزوح والآثار الناتجة عنها، وكثرة الخسائر البشرية والمادية، وضعف وقصور الخطط لمجابهة أزمة النزوح، وبشاعة الجرائم والانتهاكات التي تعرضت لها النساء جراء النزاعات المسلحة، إضافة إلى إفلات مرتكبي الجرائم والانتهاكات ضد النساء والفتيات النازحات من العقاب.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.