رسالة من عباس إلى نتنياهو تستبق بدء تطبيق إلغاء الاتفاقات

وفد أمني يلتقي وفدًا إسرائيليًا بغرض توزيعها على زعماء العالم

رسالة من عباس إلى نتنياهو تستبق بدء تطبيق إلغاء الاتفاقات
TT

رسالة من عباس إلى نتنياهو تستبق بدء تطبيق إلغاء الاتفاقات

رسالة من عباس إلى نتنياهو تستبق بدء تطبيق إلغاء الاتفاقات

كشف مسؤول فلسطيني أن وفدا أمنيا فلسطينيا رفيعا سيلتقي بآخر إسرائيلي خلال يومين (الخميس أو الجمعة) لإبلاغه بالقرارات الفلسطينية المتعلقة بوقف تطبيق الاتفاقات مع إسرائيل، بحسب ما قرر المجلس المركزي قبل شهور.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف لـ«الشرق الأوسط»، إن الوفد الذي يضم رئيس المخابرات ماجد فرج، ورئيس جهاز الأمن الوقائي زياد هب الريح، ومسؤول الهيئة العامة للشؤون المدنية حسين الشيخ، سيحمل رسالة واضحة من الرئيس محمود عباس لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مفادها أنه «ما دمتم لا تلتزمون بالاتفاقات، فنحن في حل منها». وأوضح أبو يوسف، وهو أحد أعضاء اللجنة السياسية التي قررت إرسال هذه الرسالة، أنها ترسل لنتنياهو ضمن رؤساء سيتلقونها؛ من بينهم الرئيسان الأميركي والروسي، ورؤساء دول أوروبية.
وتابع: «هذا هو البند الأهم: وقف الاتفاقات بما يشمل طبعا وقف التنسيق الأمني». وأردف: «الرسالة ستوضح أنه ما دام لا يوجد التزام من قبل إسرائيل بتطبيق الاتفاقات الموقعة؛ السياسية والاقتصادية والأمنية، فالسلطة ستتحلل من الالتزامات تباعا».
وبحسبه، ستتضمن الرسالة، بشكل عام، قرارات المجلس المركزي الفلسطيني. وكان المجلس المركزي الفلسطيني الذي يعد «برلمان» منظمة التحرير الفلسطينية، قرر في مارس (آذار) الماضي، إعادة تعريف العلاقة مع إسرائيل، بما يشمل إلغاء اتفاقات سياسية وأمنية واقتصادية معها، في حال لم تلتزم بتلك الاتفاقات. ويتضمن ذلك وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، وهي القضية الأكثر حساسية بالنسبة للإسرائيليين.
ووضع «المركزي» آنذاك الحلول البديلة لنهج المفاوضات القديم، وهو ما ستشير إليه الرسالة المرتقبة. وجاء في قرارات «المركزي» أن أي قرار جديد في مجلس الأمن يجب أن يضمن تجديد الالتزام بقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، ويضمن تحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال، وتمكين دولة فلسطين من ممارسة سيادتها على أرضها المحتلة عام 1967، بما فيها العاصمة القدس، وحل قضية اللاجئين وفقا للقرار «194»، على أن يتم ذلك تحت مظلة مؤتمر دولي تشارك فيه الدول دائمة العضوية ودول «بريكس»، ودول عربية، وتتولى اللجنة التنفيذية العمل مع اللجنة العربية لتحقيق ذلك.
وقال أبو يوسف: «ناقشنا في اللجنة السياسية التوجهات البديلة للنهج القديم (المفاوضات)، وخلصنا إلى الدعوة لعقد مؤتمر دولي لإنهاء الصراع. هذا هو المطلوب الآن».
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد قبل يومين ضرورة عقد مؤتمر دولي للسلام، لتنبثق عنه آلية دولية على غرار الآليات التي أنشئت لحل أزمات المنطقة، وذلك لمعالجة القضية الفلسطينية. وقال عباس: «هناك حوار مع عدد من الدول الكبرى للضغط من أجل عقد مؤتمر دولي للسلام، ونقول إن فترة الإدارة الأميركية الحالية يمكن أن تنتهي، ولا يحدث شيء على صعيد العملية السلمية، لذلك نطالب بمؤتمر دولي لإنقاذ عملية السلام». وتابع: «الجانب الفلسطيني لا يريد مفاوضات من أجل المفاوضات، بل يريد مفاوضات جادة قائمة على قرارات الشرعية الدولية لحل قضايا الوضع النهائي».
ويأتي اللقاء المرتقب بعد أسابيع من محاولات فلسطينية لعقد هذا اللقاء. وكان يفترض أن يتم اللقاء بين عباس ونتنياهو، لكن الإسرائيليين رفضوا.
وأكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن السلطة طلبت في بداية الأمر لقاء بين عباس ونتنياهو، لكن الأخير رفض عقد مثل هذا اللقاء، ثم أصبح التوجه إلى أن يذهب وفد سياسي رفيع للقاء نتنياهو، لكنه لم يستجب، وتقرر عقد لقاء أمني. وحتى الآن، لم تقدم السلطة على أي خطوة لها علاقة بقرارات «المركزي»، لكن الرسالة إلى نتنياهو وزعماء العالم ستكون البداية.
وقال أبو يوسف إنه يفترض فورا البدء بتطبيق ما نصت عليه قرارات المجلس المركزي بعد تسليم الرسالة. وبحسبه، فإن اجتماعات سياسية وأمنية ستعقد لاحقا لاتخاذ قرارات نافذة وعملية بهذا الشأن.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.