كشفت التحقيقات الأمنية التي أجرتها فرقة مكافحة الإرهاب مع عناصر منتمية إلى جماعات إرهابية عن مخطط لاستهداف أحد نواب حزب نداء تونس، الحزب الحاكم، وحرقه بنفس طريقة الجريمة الوحشية التي ارتكبتها «داعش» في حق الطيار الأردني معاذ الكساسبة.
وحسب مصادر أمنية تونسية، خططت خلية «جند الخلافة» الإرهابية التي أعلنت مبايعتها لتنظيم داعش، لحرق النائب شاكر العيادي. ووصلت إلى مراحل متقدمة من أجل تنفيذ هذا العمل الإرهابي من خلال مراقبة منزل النائب في البرلمان التونسي بمدينة جندوبة (160 كيلومترا شمال غربي العاصمة التونسية)، وملاحقة كل تحركاته وتدوينها في انتظار ساعة تنفيذ الجريمة.
وحسب اعترافات أحد العناصر الإرهابية، فقد خططت المجموعة لحرق نائب نداء تونس بنفس طريقة حرق الكساسبة، بسبب تدخله أكثر من مرة في جلسات البرلمان التونسي للثناء على نجاحات المؤسسة الأمنية والجيش في محاربة التنظيمات الإرهابية. ووفق تحقيقات أمنية أجرتها فرق مكافحة الإرهاب، فقد تكفلت ثلاثة عناصر بمراقبة منطقة سكنه، وانطلقت في تنفيذ المرحلة الأولى من العملية الإرهابية المتمثلة في جمع المعلومات حول الضحية والتخطيط لمرحلة التنفيذ وتوقيتها.
وبعد مراقبة نائب نداء تونس وتحديد موعد عودته إلى مدينة جندوبة وخروجه منها، قرر الإرهابيون شراء عدد من المواشي وخططوا لإطلاقها وقطع الطريق أمامه أثناء عودته إلى منزله، كما اقتنوا كمية من قوارير البنزين لاستعمالها في حرق النائب بعد خطفه.
وتمت الإطاحة بأحد العناصر الإرهابية، وكان يحمل في حاسوبه صورا للنائب البرلماني عن حزب نداء تونس المعني بالعملية الإرهابية، وصورة أخرى للطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي تم قتله حرقا السنة الماضية داخل قفص حديدي من قبل عناصر إرهابية تابعة لداعش.
وتعليقا على استهدافه من طرف الإرهابيين، قال شاكر العيادي النائب البرلماني عن حركة نداء تونس في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن فرقة مكافحة الإرهاب أعلمته منذ شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي بوجود مخطط إرهابي يستهدفه، وأفاد بأنها قبضت على العنصر الإرهابي الذي كان يخطط لهذه العملية الإرهابية. وأضاف أنه لم يكن يتصور أن يصل الأمر إلى حد القضاء عليه حرقا من قبل التنظيمات الإرهابية. وحول أسباب استهدافه دون غيره من قبل العناصر الإرهابية، قال العيادي إن تدخلاته في مجلس نواب الشعب (البرلمان) غالبا ما تثني على نجاحات أعوان الأمن والجيش في مواجهة المجموعات الإرهابية، كما طالب في أكثر من مناسبة بتوفير الإمكانيات لفائدة المؤسسة الأمنية والعسكرية.
ويقع منزل العيادي على بعد نحو 20 كيلومترا عن جبال غار الدماء المرتبطة بدورها بجبال ورغة حيث يتمركز عدة عناصر إرهابية، وهو يتنقل يوميا بين العاصمة ومدينة جندوبة مسقط رأسه، ما جعل التنظيمات الإرهابية تعتبره هدفا سهلا على حد اعترافات العنصر الأساسي في هذه الخلية الإرهابية.
على صعيد متصل، أوقفت أمس السلطات التونسية شخصا ثانيا أجنبي الجنسية خلال العملية النوعية لفرقة الأبحاث الديوانية التي حجزت على أثرها، أول من أمس، حاوية محملة بكميات من الذخيرة والأسلحة. وعقد عادل بن حسن، المدير العام للديوانية، مؤتمرا صحافيا يوم أمس أكد خلاله علم مصالح الديوانية بكل تفاصيل العملية الإرهابية خلال كل مراحلها. وقال إن تونس كانت على علم بشحنة الأسلحة المهربة منذ انطلاق العملية في موانئ بلجيكا، مرورا بميناء جنوا الإيطالي، وصولا إلى ميناء رادس التونسي حيث سمح لمستثمر بلجيكي بإخراج البضاعة بهدف معرفة مكان الطرف المستفيد منها، والعناصر المشاركة في عملية تهريب الأسلحة إلى تونس. كما لفت إلى أن «هذه العملية (حجز الذخيرة والأسلحة) كان تونسية مائة في المائة، وهي ناجعة للغاية» على حد تعبيره.
بدوره، أكد العميد التونسي وحيد السعيدي، مدير إدارة الأبحاث الديوانية، أن المستثمر البلجيكي قدم إلى تونس للاستثمار في مجال المصوغ، وهو صاحب الأسلحة والذخيرة التي تم حجزها أول من أمس في حاوية قادمة من ميناء رادس باتجاه ولاية محافظة – نابل (60 كلم شمال شرقي العاصمة التونسية). وأضاف السعيدي أن الكمية المحجوزة تمثلت في 941 خرطوشة من عيار 9 مليمترات، و20 خرطوشة من عيار 0.22 مليمتر، ومسدس متطور مجهز بالليزر من نوع «قلوك» من عيار 9 مليمترات، وسلاح رشاش متطور نوعيته مجهولة ومعدات غوص، و«زودياك» صغير الحجم، وغاز يشل الحركة، وطائرة بلا طيار من نوع «درون». وقال المصدر ذاته إن مصالح الديوانية التونسية تلقت معلومات منذ أيام بخصوص اعتزام هذا المستثمر البلجيكي إدخال الأسلحة إلى تونس، وبتفتيش الحاوية أمكن الكشف عن الأسلحة التي كانت مفككة، إضافة إلى الخراطيش التي تم توزيعها بإحكام في عدة علب محملة ببضائع مختلفة.
تونس: خلية إرهابية خططت لحرق نائب برلماني على طريقة الطيار الأردني
النائب العيادي: كنت على علم باستهدافي.. لكن لم أتصور أن يصل الأمر إلى هذا الحد
تونس: خلية إرهابية خططت لحرق نائب برلماني على طريقة الطيار الأردني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة