عشية الذكرى الـ37 لاندلاع الثورة في إيران بقيادة الخميني، أعلن مجلس صيانة الدستور، استبعاد حفيد زعيم الثورة الإيرانية، حسن الخميني نهائيا من قائمة المرشحين لانتخابات مجلس خبراء القيادة، بعدما رفض الطعن الذي تقدم به قبل أسبوعين.
وبحث مجلس صيانة الدستور طعن المرشحين المرفوضين لانتخابات خبراء القيادة في عدة جلسات قبل إعلان رفضه حفيد الخميني مرة أخرى، وقال المجلس إن الطعن «غير وارد»، حسبما ذكرت وكالة «إيلنا».
وكان حسن الخميني قد تنبأ قبل أسبوعين في معقل جده وسط العاصمة طهران (حسينية جماران) بأن الطعن قد لا يفتح مسارا جديدا في ملف ترشحه، ملمحا إلى قرار سياسي وراء إقصائه. وفي اليوم نفسه أبدى استغرابه من رفض ترشحه للانتخابات، واعتبر قرار رفض ترشيحه للانتخابات «مبهما وغامضا». وفي إشارة إلى لجوء الخميني إلى ثقل جده في الشارع الإيراني مقابل خامنئي، أكد الخميني آنذاك أنه سيتقدم بالطعن بعد مطالب شعبية.
ورفض ما وصفها بالـ«شائعات» حول رفضه الاختبار لدخول المجلس، ودافع عن مؤهلاته «الدينية والعلمية» كشرط لدخول المجلس، إضافة إلى إجازته من قبل مراجع شيعة.
في غضون ذلك، كانت الصحف الإيرانية المقربة من خامنئي هاجمت هاشمي رفسنجاني على مدى الأيام الماضية، متهمة إياه بالوقوف وراء دفع الخميني إلى ترشحه للانتخابات، فضلا عن اتهامه بتحريض الخميني على عدم المشاركة في الامتحان العلمي من خلال وصفه بـ«العلامة» و«آية الله».
ويعد الاختبار العلمي أحد الشروط المطلوبة من الفقهاء الذين لم يتم التأكد من درجة اجتهادهم وفق الدستور الإيراني.
بدوره، قال عضو اللجنة القانونية في مجلس صيانة الدستور، نجات الله إبراهيميان، إن رئيس المجلس، آية الله أحمد جنتي، لم يشرح بعد لأعضاء المجلس المكون من 12 عضوا كيفية بحث أهلية مرشحي انتخابات مجلس خبراء القيادة (مجلس الشيوخ).
في هذه الأثناء، أفادت وكالة «إيسنا» عن حساب حسن الخميني الرسمي على شبكة «تيليغرام» أن مجلس صيانة الدستور رفض طعن حفيد الخميني للمشاركة في انتخابات مجلس خبراء القيادة وفق الفقرة «ب» من المادة «3» من قانون انتخابات مجلس خبراء القيادة، وتنص المادة على أن اجتهاد المرشح يجب أن يكون على «مستوى إدراكه من بعض القضايا الفقهية، وأن يكون بإمكانه التعرف على ولي الفقيه الذي يملك شروط تولي منصب المرشد الأعلى».
ولم يعلق حسن الخميني موقفه بعد رفض طعنه، لكن المواقع الإيرانية المؤيدة لترشيحه تناقلت مقتطفات من خطابه قبل أسبوعين، التي توقع فيها عدم حصول أي تطور في ملف ترشحه.
من جانبه، لم يعلن مجلس صيانة الدستور رسميا رفض طعن الخميني.
وكانت مواقع إيرانية مقربة من خامنئي قد هاجمت تصريحات هاشمي رفسنجاني على مدى الأيام الماضية بسبب دفاعه عن ترشح حسن الخميني.
ومن جانبه كان هاشمي رفسنجاني قد وجه انتقادات لاذعة إلى مجلس صيانة الدستور بعد رفض «أهلية» الخميني «الأشبه بجده» على حد تعبيره، قائلا: «أنتم من أين جئتم بأهليتكم؟ من سمح لكم بأن تجلسوا في مكان وتصدروا الأحكام حول الحكومة والبرلمان وتقرروا مصيرهما؟ من سمح لكم بأن يكون السلاح لكم والمنابر لكم؟ من سمح بأن تكون منابر الصلاة لكم والإذاعة والتلفزيون لكم؟ من أين لكم كل هذا؟». هذا، وتحول ترشح الخميني وإعلانه تشكيل ائتلاف لدخول انتخابات مجلس خبراء القيادة منذ أشهر، إلى عنصر جديد في الحرب الباردة بين المرشد، علي خامنئي، ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني. وكانت صحيفة «سياست روز» المتشددة هاجمت رفسنجاني بسبب ما عدته استثمار رصيد الخميني من أجل أغراض سياسية وتعزيز حظوظه في الانتخابات المقبلة.
بدورها، صحيفة «كيهان» قبل أيام اتهمت رفسنجاني بالضغط على حسن الخميني من أجل الترشح في الانتخابات.
من جانبه، مساعد ممثل ولي الفقيه في الحرس الثوري عبد الله حاجي صادقي، عد تصريحات رفسنجاني دعاية انتخابية، وكشف حاجي صادقي أن خامنئي يخشى على سمعة الخميني. إضافة إلى ذلك، اتهم مقربون من خامنئي، هاشمي رفسنجاني بمحاولة «الثأر» من المرشد والنظام بعد دخول نجله إلى السجن بتهم فساد.
وكان مجلس خبراء القيادة أول اختبار حقيقي للخميني الحفيد للخروج من إرث جده ودخول الحياة السياسية، كما أن اسم الخميني تردد بقوة في الفترة الأخيرة بوصفه أحد الأشخاص المحتملين لخلافة خامنئي في منصب «المرشد الأعلى».
وكان موقع «سحام نيوز» اتهم محمود هاشمي شاهرودي، الذي تردد اسمه بقوة لخلافة خامنئي، بأنه وراء رفض ترشيح حسن الخميني. وكانت وكالة أنباء «إيلنا» الإصلاحية نشرت قائمة لمرشحي مجلس خبراء القيادة مع ذكر المناصب التي يشغلونها، وفي سياق ذلك ذكرت منصب حسن الخميني بأنه حفيد الخميني.
يذكر أن هاشمي رفسنجاني لعب دورا أساسيا في تولي خامنئي منصب «المرشد الأعلى» في عام 1988، وهو ما يعده مراقبون مخاوف خامنئي من دور محتمل لرفسنجاني في اختيار «المرشد الأعلى الجديد» وحسن الخميني من بين الاختيارات.
ومن المقرر أن تلعب الدورة الجديدة لمجلس خبراء القيادة المكون من 88 فقيها، دورا حاسما في اختيار المرشد في ظل الحديث عن تدهور صحة خامنئي. ويعد كثيرون أن اختيار المرشد وتقرير مصيره هو الدور الأساسي والوحيد لمجلس خبراء القيادة الذي يختار أعضاؤه عبر الانتخابات كل ثمانية أعوام.
8:18 دقيقة
عشية الذكرى السابعة والثلاثين لثورة الخميني.. سلطات طهران تقصي حفيده نهائيًا عن الانتخابات
https://aawsat.com/home/article/565601/%D8%B9%D8%B4%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D8%B9%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D9%8A%D9%86-%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%85%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%AA-%D8%B7%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D9%82%D8%B5%D9%8A-%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%87-%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%8B%D8%A7-%D8%B9%D9%86
عشية الذكرى السابعة والثلاثين لثورة الخميني.. سلطات طهران تقصي حفيده نهائيًا عن الانتخابات
مجلس صيانة الدستور عدّ طعنه على قرار رفضه «غير وارد»
- لندن: عادل السالمي
- لندن: عادل السالمي
عشية الذكرى السابعة والثلاثين لثورة الخميني.. سلطات طهران تقصي حفيده نهائيًا عن الانتخابات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة