موريتانيا ومالي توقعان اتفاقيات لتعزيز الأمن ومواجهة الإرهاب

تشمل المجال الاقتصادي والثقافي.. وترسيم الحدود

موريتانيا ومالي توقعان اتفاقيات لتعزيز الأمن ومواجهة الإرهاب
TT

موريتانيا ومالي توقعان اتفاقيات لتعزيز الأمن ومواجهة الإرهاب

موريتانيا ومالي توقعان اتفاقيات لتعزيز الأمن ومواجهة الإرهاب

أعلنت موريتانيا ومالي رغبتهما في تعزيز التعاون الثنائي، خاصة في المجال الاقتصادي والأمني، وذلك بعد توقيع ست اتفاقيات جديدة أمس في العاصمة المالية باماكو، عقب ختام الدورة الـ13 للجنة العليا المشتركة الموريتانية - المالية للتعاون، التي أشرف عليها الوزير الأول المالي موديبو كيتا، ونظيره الموريتاني يحيى ولد حدمين.
وشملت الاتفاقيات الجديدة تعزيز التعاون في مجالات كثيرة، أبرزها بروتوكول تعاون بين وزارتي الزراعة في البلدين، وبروتوكول تعاون للتبادل الثقافي، وآخر في مجال الطاقة، والصحة والإنتاج الحيواني، وبروتوكول أخير في مجال النقل الحضري.
وفي إطار الخطوات التي أعلنها البلدان لتعزيز التعاون ما بينهما، جرى إصدار قرار برفع رئاسة اللجنة العليا المشتركة للتعاون إلى مستوى الوزير الأول من أجل تفعيل اللجنة، حتى تتمكن من دفع التعاون بين البلدين، وفي هذا السياق دعا البيان الختامي إلى «مزيد من التنسيق لتعزيز مختلف جوانب التعاون بين البلدين، والعمل المشترك لمواجهة الإرهاب، ورفع التحديات الأمنية التي تواجهها منطقة الساحل».
وأكد رئيسا حكومتي البلدين في ختام أشغال اللجنة المشتركة للتعاون على ضرورة «مضاعفة الجهود وتنسيق العمل المشترك من أجل توسيع دائرة التعاون بين البلدين استجابة لإرادة قائديهما وشعبيهما»، ودعيا إلى «تنفيذ ومتابعة ما تم التوصل إليه من قرارات خدمة لتنمية البلدين».
وقال الوزير الأول المالي موديبو كيتا إن بلاده «ممتنة للجهود التي تبذلها موريتانيا من أجل تحقيق السلام والأمن في مالي ومنطقة الساحل والصحراء»، مشيرًا إلى أن البلدين ينشطان في مجموعة الخمس، التي تضم، بالإضافة إليهما، كلاً من بوركينافاسو والنيجر وتشاد، وهي خمس دول في منطقة الساحل تنسق مع عملية «بركان» الفرنسية لمواجهة المجموعات الإرهابية في المنقطة.
وأضاف كيتا في معرض حديثه أمام الاجتماع الحكومي المشترك بين موريتانيا ومالي، أنه يتوجب على البلدين تقوية روابط الأخوة والصداقة التي تربط شعبيهما، من أجل ضخ دماء جديدة في التعاون في مختلف المجالات، وخصوصا المواصلات والبنية التحتية، والتنمية الحيوانية والطاقة والمعادن»، بالإضافة إلى «الملف الأمني والحدود».
من جهته، قال الوزير الأول الموريتاني يحيى ولد حدمين إن بلاده «لن تدخر أي جهد في سبيل إعطاء دفعة جديدة للتعاون ما بين البلدين، خاصة في ما يتعلق بالقطاعات الحيوية بالنسبة لاقتصاد البلدين».
تجدر الإشارة إلى أن مالي لا تتوفر على منفذ بحري، ما يجعل اقتصادها يعتمد بشكل كبير على موانئ موريتانيا والسنغال لاستيراد البضائع من الأسواق العالمية.
في غضون ذلك، تواجه كل من موريتانيا تحديات أمنية واقتصادية مشتركة، حيث يبلغ طول الشريط الحدودي بينهما أكثر من ألفي كيلومتر، أغلبها عبارة عن صحراء شاسعة تصعب السيطرة عليها، خاصة في المنقطة المحاذية لشمال مالي، حيث تنشط جماعات إرهابية تشن عمليات بين الفينة والأخرى في بعض المدن المالية. ومن أجل توحيد الجهود لمراقبة الحدود بين البلدين، بدأت الحكومتان الأسبوع الماضي العمل على ترسيم الحدود، وتسهيل الحركة عبرها، وزيادة مستوى التنسيق الأمني لمنع حركة الجماعات الإرهابية، وشددت الحكومتان في هذا السياق على ضرورة التنسيق بينهما في كل المجالات المشتركة، وخصوصا في المناطق الحدودية بينهما.
وفي هذا الصدد قال وزير الداخلية الموريتاني أحمدو ولد عبد الله إن «الإرادة السياسية في البلدين تولي عناية خاصة لمسألة ترسيم الحدود، وتسهيل عبور الأشخاص والممتلكات، وتسوية الخلافات والإشكاليات الميدانية لساكنة الشريط الحدودي». ومن جانبه قال وزير الإدارة الترابية في الحكومة المالية إن «مسألة تأمين الحدود وضبطها من جميع النواحي تعد أمرا مهما بالنسبة للبلدين، وعاملا مساعدا على تعزيز جهود التنمية المشتركة»، وفق تعبيره.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.