«كوفمانز».. فرنسا مصغرة في طبق

نكهة المتوسط في قلب نايتسبريدج

مطعم مريح من حيث الديكور والجلسات و يضم المطعم مساحة خاصة للجلسات الخاصة بعيدا  عن أنظار الحضور والبطاطس المقلية على الطريقة الفرنسية الكلاسيكية
مطعم مريح من حيث الديكور والجلسات و يضم المطعم مساحة خاصة للجلسات الخاصة بعيدا عن أنظار الحضور والبطاطس المقلية على الطريقة الفرنسية الكلاسيكية
TT

«كوفمانز».. فرنسا مصغرة في طبق

مطعم مريح من حيث الديكور والجلسات و يضم المطعم مساحة خاصة للجلسات الخاصة بعيدا  عن أنظار الحضور والبطاطس المقلية على الطريقة الفرنسية الكلاسيكية
مطعم مريح من حيث الديكور والجلسات و يضم المطعم مساحة خاصة للجلسات الخاصة بعيدا عن أنظار الحضور والبطاطس المقلية على الطريقة الفرنسية الكلاسيكية

قد تكون فرنسا فقدت تاج نجوم ميشلان لصالح اليابان ولكنها تبقى السيدة الأرستقراطية في عالم الطعام. فعندما تذكر الأكل الفرنسي تخطر على بالك اللوحات الفنية التي تتناغم مع «اللوفر» في باريس وحدائق «تويلوري» المنمقة وعبق رائحة الشوكولاته المنبعثة من محلات «أنجلينا» ورائحة سكر حلوى الـ«ماكارون» من محلات بيير هيرميه في باريس.
ولكن إذا ما وجدت كل هذه الأطايب في مكان واحد وخارج فرنسا، فلا بد بأن تحفر العنوان في ذاكرتك، وبما أن لندن هي عاصمة المأكولات العالمية الجديدة فلا بد أن يكون فيها الأفضل، وبما أننا نتكلم عن الأكل الفرنسي وما هو أفضل، فلا بد أن نذكر مطعم «كوفمانز» Koffman’s At The Berkeley التابع لفندق «ذا باركلي» في منطقة نايتسبريدج الراقية في وسط العاصمة.
يشرف على إبداع الأطباق في «كوفمانز» الطاهي الفرنسي المخضرم بيير كوفمان صاحب نجوم ميشلان الثلاث، ويحمل في جعبته خبرة واسعة ونجاح منقطع النظير ويتميز بأطباقه الفرنسية الكلاسيكية التي تعتمد على الموسم، وتتغير لائحة الطعام بحسب الفصول.
يتميز «كوفمانز» بموقعه عند بداية شارع نايتسبريدج، المفضل لدى الزوار العرب، كما أنه يتميز بخدمة رائعة ومعظم العاملين فيه من الجنسية الفرنسية، الديكور بسيط ومريح بنفس الوقت، وأهم ما يميز المطعم هو أنه يقدم الطعام الحقيقي بكمية كبيرة على عكس عدد من المطاعم الفرنسية الأخرى التي يتوجب عليك أن تضع محتوى أطباقها تحت المجهر لكي تتمكن من رؤية الأكل فيها بسبب الكمية الضئيلة، لأنها تعتمد على طريقة التقديم فقط بغض النظر عن أحقية الزبون بالشعور بالشبع خاصة وإذا كان المطعم غالي الثمن.
ألذ ما يمكن أن تتذوقه في «كوفمانز» طبق «السكالوب» وسمك «السي باس» ولكن لا تنسى بأن تترك مساحة في معدتك لتحليها بطبق «السوفليه» مع الفستق والآيس كريم.
الجو العام في المطعم مائل إلى البوهيمية، وعلى عكس المطاعم الفرنسية الأخرى فهو يقدم الرقي من دون تكلف وغلو، وهناك عناية غير طبيعية بالتفاصيل، شرح واف من قبل الندل، تفسير واضح للأطباق اليومية التي تطرأ كل يوم على اللائحة الثابتة.
وما يميز المطعم أيضا هو نوعية الزبائن فيه، فالأغلبية هم من الزبائن الدائمين، وهذا واضح من خلال مناداة العاملين الزبون باسمه، كما لفتني أيضا وجود سيدة أرستقراطية جاءت لتناول العشاء لوحدها ولكنها في الواقع لم تكن وحيدة لأن العاملين كانوا يتكلمون إليها باستمرار كما أنهم أحضروا لها الطعام من دون طرح أي أسئلة لأنهم يتذكرون عن ظهر قلب ما يروق إليها ولمعدتها من أطباق.
المعروف عن الشيف بيير كوفمان أنه يعرف كيف يمزج ما بين المطبخ الفرنسي والبريطاني، لأنه عاش في بريطانيا لأكثر من 40 عاما بعد خبرة طويلة في ستراسبورغ وطولون، وعند مجيئه إلى لندن عام 1970 تتلمذ على يد الأخوين ميشال وألبير رو في مطعميهما «لو غافروش» وبعدها أصبح الطاهي الرئيسي في مطعم الأخوين رو الجديد «ووتر سايد إن» في منطقة براي. وافتتح مع زوجته آني «لا تانت كلير» ليحصل بعدها على ثلاث نجوم ميشلان.
خبرة الطاهي ومواصفات فندق «ذا باركلي» لهما الفضل في شهرة المطعم، خاصة أنه يعتبر من أهم المطاعم الفرنسية في لندن نسبة لأطباقه، وكما ذكرت في مستهل الموضوع، الزبون يأتي إلى «كوفمانز» للأكل وليس فقط لعيش تجربة فذلكة المطعم الفرنسي.
ينصح دائما بالحجز المسبق، يمكن الدخول إلى المطعم من مدخل الفندق أو من خلال مدخل مستقل من ناحية شارع نايتسبريدج الرئيسي.www.theberkeley.co.uk



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».