موسكو تدفع بأحدث مقاتلاتها إلى أجواء سوريا

نائب رئيس الحكومة الروسية يحذّر من الاقتراب منها

موسكو تدفع بأحدث مقاتلاتها إلى أجواء سوريا
TT

موسكو تدفع بأحدث مقاتلاتها إلى أجواء سوريا

موسكو تدفع بأحدث مقاتلاتها إلى أجواء سوريا

بينما كشفت مصادر وزارة الدفاع الروسية عن الدفع بأحدث مقاتلاتها الجوية من طراز سوخوي «سو - 35 إس» المتعددة المهام وذات القدرات الهائلة على المناورة إلى أجواء سوريا في مطلع فبراير (شباط) الحالي، نشرت وكالة «نوفوستي» تصريحات لديمتري روغوزين، نائب رئيس الحكومة الروسية، حذّر فيها من «مغبة وخطورة» الاقتراب من هذه المقاتلة.
المواقع الإعلامية الروسية نقلت ما سجله روغوزين، المسؤول عن قطاع الطيران والفضاء والمؤسسة الصناعية العسكرية في الحكومة الروسية، على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي وجاء فيه قوله: «أنصح ومن كل قلبي، بألا يتجاسر أحد على مجاراة هذا الطير أو الاقتراب منه في سماء سوريا».
وأشاد روغوزين بالقدرات القتالية المتميزة لهذه المقاتلة، التي سبق أن أعلن الجنرال إيغور كوناشينكوف، الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، عن انضمامها إلى القوات الجوية الروسية العاملة في سوريا. وأضاف أنها «ستتناوب التحليق ثنائية في قاعدة حميميم الجوية على مدار الساعة، على أن تكون مستعدة للإقلاع في غضون دقيقة واحدة». وأردف: «إن دورها يتلخص في تغطية الطائرات الضاربة جوًا بحيث تعمل على توسيع نطاق رؤيتها وتحليقها الآمن ضمن محيط 360 درجة وفي نطاق يصل إلى 400 كلم». وحول الخصائص التقنية للمقاتلة الجديدة قال كوناشينكوف إنها مقاتلة متعددة الوظائف، ستعمل - فضلا عن تغطية الطائرات الضاربة - على تدمير الأهداف الأرضية وتحت الأرضية بشكل مستقل، مشيرًا إلى قدراتها على رصد وتتبع ومهاجمة ثمانية أهداف في آن واحد، فضلا عن قدرتها العالية على التخفي، بما يعمي رادار العدو عن رؤيتها بفضل محطة التشويش النشط التي تحملها».
مصادر وزارة الدفاع الروسية تقول إن المقاتلة الجديدة «ستستخدم في قصف مواقع (داعش) في سوريا» لأول مرة في تاريخها القتالي منذ الدفع بها إلى الخدمة في القوات الجوية الروسية. وتابعت المصادر أن المقاتلة «سو - 35 إس» هي أحدث مقاتلة روسية نفاثة من الجيل الرابع، وهي متعددة المهام وذات قدرة فائقة على القيام بالمناورة، ويتلخص الفارق بينها وبين مقاتلات الجيل الخامس في أن «سو - 35 إس» طائرة من طراز «الشبح» التي يمكنها التخفّي، ومزودة برادار يتضمن تكنولوجيا «أ. ف. أ. ر».
وحول ما نشرته الصحافة الأجنبية عن المقاتلة الروسية الجديدة نقلت وكالة «نوفوستي» ما ذكرته مجلة «شتيرن» الألمانية أن «سو - 35 إس» التي أرسلت موسكو مجموعة منها إلى سوريا أخيرًا تعتبر أخطر مقاتلة في العالم». وأضافت أن المقاتلة «صممت على أساس التكنولوجيات المرتبطة بخواص القدرات القتالية السوفياتية، وكانت سابقتها المقاتلة (سو - 27) السوفياتية قد بدأ تصنيعها على نطاق واسع في عام 1982. ونقلت (نوفوستي) عن المجلة الألمانية أن «سو - 35 إس» تدخل سوق الأسلحة بعدما استطاع الخبراء الروس التوصل إلى جمعها لكل أفضل خواص مقاتلات الجيل الرابع والخصائص الأساسية لمقاتلات الجيل الخامس.
وأضافت: «إنها تتفوق من ناحية خصائص التحليق على منافساتها، بما في ذلك مقاتلة (إف - 22 رابتور) الأميركية، وذلك بفضل محطة رادار بعيدة المدى (إيربيس) وكذلك محركات معدلة تسمح بعمل الطائرة خلال 30 سنة»، فيما أكدت «أن الطلب على (سو - 35 أس) في السوق العالمية قد يتزايد بفضل مزاياها القتالية وكذلك سعرها غير المرتفع، مقارنة بمنافساتها الغربية».
وذكرت المجلة الألمانية أيضًا أن إرسال 4 مقاتلات من نوع «سو - 35 إس»، إلى سوريا، إضافة إلى غيرها من الطائرات الحربية العاملة هناك، سيثير قلق تركيا التي توترت علاقاتها مع روسيا كثيرا بعد إسقاطها قاذفة «سو - 24» في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وبينما أعاد المراقبون في موسكو إلى الأذهان قرار موسكو بالدفع بالمقاتلة الجديدة إلى الخدمة في سوريا بعد إسقاط تركيا للقاذفة «سو - 24» في 24 نوفمبر الماضي، نقلت «نوفوستي» عن «شتيرن» الألمانية ما كتبته حول تدعيم منظومات الدفاع الجوي الروسية في روسيا بأحدث ما في الترسانة الروسية من أسلحة جديدة ومنها صواريخ «إس - 400» وكذلك منظومة الدفاع الجوي «الدرع - إس1» التي لا تستطيع مواجهتها إلا أنواع محدودة فقط من الأسلحة الغربية، على حد قول المجلة الألمانية.
المعروف أن مجموعة المقاتلات والقاذفات الروسية التي تشارك في العملية العسكرية الجوية في سوريا حاليًا تضم أكثر من 70 طائرة وهليكوبتر روسية، بما فيها طائرات هجومية مطورة «سو - 25» وقاذفات «سو - 24 إم» و«سو - 34» ومقاتلات «سو - 30 إس إم». إضافة إلى ذلك تقوم منظومة صواريخ «إس - 400»، التي نشرت هناك في نهاية نوفمبر، وطراد «فارياغ» المزود بمنظومة «فورت» بتأمين الدفاع الجوي عن قاعدة «حميميم»، حسبما أشارت وكالة «تاس» الروسية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.