«فتح» و«حماس» تلتقيان في الدوحة لدفع عملية المصالحة الفلسطينية

القيادي علي بركة لـ «الشرق الأوسط»: اتفاق القاهرة هو الأساس وأجمع عليه 14 فصيلاً

«فتح» و«حماس» تلتقيان في الدوحة لدفع عملية المصالحة الفلسطينية
TT

«فتح» و«حماس» تلتقيان في الدوحة لدفع عملية المصالحة الفلسطينية

«فتح» و«حماس» تلتقيان في الدوحة لدفع عملية المصالحة الفلسطينية

أكد علي بركة، القيادي في حركة حماس، لـ«الشرق الأوسط»، أن ممثلين عن حركتي فتح وحماس سيلتقون في العاصمة القطرية الدوحة اليوم، لبحث قضية المصالحة الفلسطينية مجددًا، والدفع بها لإنهاء الانقسام الداخلي، وتوحيد الصف أمام التجاوزات الإسرائيلية، مشددا على الحاجة لإنهاء الانقسام وإعمار غزة، والعمل على رفع الحصار عنها.
وأشار بركة إلى أن عزام الأحمد وصخر بسيسو، عضوي اللجنة المركزية، سيمثلان فتح في المفاوضات التي سيرأسها من جانب حماس خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي، ونائبه الدكتور موسى أبو مرزوق، مبينًا أن اتفاق القاهرة الذي وقعه 14 فصيلاً فلسطينيًا في مايو (أيار) عام 2011، هو الأساس لتسوية الخلاف، وأن المطلوب - حاليًا - هو تشكيل حكومة توافقية لتسيير العمل في مؤسسات الدولة.
وأضاف أن مسيرة المفاوضات بين الفرقاء الفلسطينيين تزخر بالاتفاقيات، أبرزها اتفاق تشكيل الحكومة الذي جرى في الدوحة في فبراير (شباط) عام 2011، والاتفاقية التي جرت في مخيم الشاطئ في غزة لاستكمال تنفيذ بنود المصالحة تلك في الـ23 من أبريل (نيسان) عام 2014، ومن المتوقع أن تهيئ التفاهمات الجديدة بين «فتح» و«حماس»، الأجواء المناسبة للانتخابات التشريعية والرئاسية وبرلمان منظمة التحرير الذي يعبر عن المجلس الوطني الفلسطيني.
وأوضح بركة أن من بين العقبات الحالية التي تؤخر عجلة المصالحة، رفض حكومة رامي الحمد الله، دفع مرتبات 40 ألف موظف من حكومة هنية في قطاع غزة، بعد أن اعتبرتهم غير شرعيين، وطلبت استئناف موظفي الحكومة السابقين أعمالهم، الذين توقفوا عن ممارستها تزامنًا مع الانقسام الفلسطيني الذي جرى في الـ14 من يونيو (حزيران) العام 2007، وأفضى حينها إلى سيطرة حكومة إسماعيل هنية على قطاع غزة.
وكان إسماعيل هنية، نائب رئيس حركة حماس، قد أوضح أن حركته تتطلع إلى دور سعودي لتحقيق المصالحة الفلسطينية المتعثرة. وقال هنية، خلال خطبة صلاة الجمعة بمسجد الحي السعودي برفح، جنوب قطاع غزة، مطلع مايو العام الماضي «إننا نتطلع إلى دور سعودي وعربي للعمل على تحقيق المصالحة قولاً وفعلاً، ونؤكد للسعودية التزامنا بكل ما وقعنا عليه، ونحن معنيون قولاً وعملاً لتحقيق المصالحة».
وكانت حركتا فتح وحماس قد وقعتا اتفاق مصالحة وتشكيل حكومة وحدة في مكة المكرمة في يناير (كانون الثاني) عام 2007 لكنه لم يصمد، حيث وقعت مواجهات دامية بين الحركتين، أسفرت عن سيطرة حماس على قطاع غزة.
وشدد هنية على أن حماس «لم ولن تتدخل في شؤون أحد، خاصة مصر، وهي لا تعبث بالأمن المصري، ولن نسمح لأحد بذلك، وليس لنا دور عسكري أو أمني في سيناء»، مضيفًا أن حركته تتخذ «إجراءات أمنية مشددة» لحماية الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر، وأن قوات إضافية تنتشر على الحدود مع مصر لضبطها لأقصى درجة، و«عدم السماح لأحد بالإضرار بأمننا أو أمن مصر، وهذه الإجراءات لا تتخذ فقط على صعيد قوات الأمن الوطني، بل كذلك كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) التي تقدم دعمًا لوجيستيًا لحفظ أمن الحدود وضبط الواقع الأمني المشترك».
وذكر هنية أن «الإجراءات الأمنية المتخذة تأتي من منطلق التزاماتنا وسياساتنا وفهمنا أن صراعنا ليس مع أحد من أشقائنا العرب والمسلمين، بل هو صراع مع الاحتلال الإسرائيلي»، كما جدد التأكيد على عدم تدخل حماس في الشأن المصري أو العربي الداخلي قائلاً: «نحن في حماس حركة مقاومة فلسطينية نقف على مسافة واحدة من جميع مكونات الشعب المصري، كحال كل شعوب الأمتين العربية والإسلامية».
وأضاف موضحًا «نحن نحترم خيارات الشعب الفلسطيني، وعلى رأس هذا الخيار المقاومة، ونتطلع إلى حماية الأمتين العربية والإسلامية، باعتبار أن قوة الفلسطينيين هي قوة للعرب والمسلمين، ولم تكن يومًا موجهة لأحد من أبناء أمتنا، بل موجهة فقط لعدونا الذي يحتل أرضنا».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.